معرض لمشاريع طلاب كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق ( لأجل سورية .. دمشق)

برعاية الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية افتتحت كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق اليوم معرضاً بعنوان (لأجل سورية.. دمشق) تضمن أعمالاً ومشاريع لمئتي طالب وطالبة من مرحلتي الإجازة والدراسات العليا حول المباني والمواقع التاريخية في مدينة دمشق القديمة.

وتهدف الأعمال المشاركة في المعرض الذي يستمر أسبوعاً في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات إلى المحافظة على البيئة الاجتماعية والفيزيائية والثقافية والروحية والاقتصادية لدمشق القديمة باعتبارها مدينة حية مستمرة ومستدامة ومتطورة سياحياً والعمل بشكل مباشر على رفع المدينة عن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر التي تضعها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وتضمن المعرض الذي يقام بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ومحافظة دمشق دراسات لمخطط إدارة موقع التراث الثقافي العالمي ومخطط أولويات التدخل على مستوى المدينة إضافة إلى دراسات تحليلية ومقترحات حول المحاور والساحات والمباني وسور المدينة القديمة وتحليل الشرائح التاريخية خارج الأسوار.

وأكدت المشرفة على المعرض الدكتورة عبير عرقاوي في كلمة لها أهمية وضع خطة وطنية تشارك فيها جميع الوزارات والهيئات والجهات المعنية لاستكمال إجراءات الحفاظ على مدينة دمشق القديمة وحمايتها من خلال تقديم مخطط يبين أولويات التدخل في المناطق التي تحتاج لتدخل عاجل وتقديم دراسة لمخطط إدارة الكوارث والمخاطر والعمل على تنفيذه والمباشرة بإجراءات تدعيم الأبنية الأثرية والتاريخية الخطرة وتقديم اقتراح التأهيل الضروري للبنية التحتية.

وفي تصريح للإعلاميين أعرب الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي مثل الدكتورة نجاح العطار في الافتتاح عن تقديره للجهود التي بذلها فريق العمل من طلاب وأساتذة من أجل إنجاز الأعمال والمخططات التي تضمنها المعرض وذلك بالتعاون مع محافظة دمشق والمديرية العامة للآثار والمتاحف معتبراً أنها تمثل نتاجاً مهماً لتوصيف وتحليل مدينة دمشق القديمة ودراسة معمقة لبنيتها التحتية لتقديم الحلول والمقترحات لإحياء المدينة والمحافظة عليها وحمايتها.

من جانبه رأى الدكتور محمد ماهر قباقيبي رئيس جامعة دمشق أن المعرض يمثل تجسيداً حقيقياً لشعار “ربط الجامعة بالمجتمع” وتعميق الوعي بأهمية التراث العالمي بشكل عام وتراث مدينة دمشق القديمة خاصة وما تحمله هذه المدينة من مكنونات حضارية وتاريخية.

الدكتور عقبة فاكوش عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق أشار إلى أن المعرض يسلط الضوء على ما يحدث في المدينة القديمة والمشاريع القائمة فيها والتي تحتاج إلى رعاية خاصة من قبل الجهات المعنية والتعرف على آراء الزائرين والمهتمين بهذا الخصوص مؤكداً أن الكلية لن تألو جهداً للمساهمة مع كل قطاعات الدولة من أجل تقديم كل ما يلزم للمحافظة على هذه المدينة العريقة.

طالب الماجستير في قسم تاريخ ونظريات العمارة المهندس عامر الزيبق بين أنه قدم مع زملائه مشروعاً لتطوير مسارات زيارة مدينة دمشق القديمة بهدف المساهمة في تطوير ومعالجة الإشكاليات الموجودة في المسارات الستة المصممة مسبقاً إضافة إلى محاولة اقتراح مسارات جديدة ما سينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات السياحية والاجتماعية والاقتصادية.

وأشار الطالب محمد صالح إلى أنه قدم مع زملائه دراسة تحليلية لمنطقة العمارة الجوانية في القسم الشمالي من دمشق القديمة محاطة بالجامع الأموي غرباً والعمارة البرانية شمالاً ومنطقة باب السلام شرقا التي تحوي أماكن دينية وتجارية ومنطقة سكنية مبيناً أنه تم حصر الأضرار فيها مثل المباني ذات الحالة الفيزيائية السيئة وتقديم مقترحات مثل سن تشريعات لحماية الأهالي القاطنين في المنطقة.

ولفتت الطالبة سالي عثمان إلى أنها قدمت مع زملائها دراسة عن الشرائح الأثرية خارج سور المدينة القديمة وتناولت منطقتين هما سوق الجزماتية في الميدان والحارات الفرعية الضيقة في المنطقة حيث تم رصد الصورة البصرية للمكان وعرض بعض المشاكل من التفريط بالأملاك وتداخل الأبنية الحديثة مع النسيج القديم وإشغال أصحاب المحال التجارية أرصفة الشوارع الذي أثر سلباً على إدراك الشخص للمعالم الأثرية.

حضر افتتاح المعرض محافظ دمشق وأمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي والمدير العام للآثار والمتاحف وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في دمشق ونواب رئيس جامعة دمشق وعدد من عمداء الكليات وحشد من المعنيين.

يذكر أن مدينة دمشق القديمة وضعت في لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 2013 بعد أن تضرر كثير من أجزائها جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية عليها بالقذائف إضافة إلى الحرائق التي نالت منها.