الأسلوبيّة في تفسير الفخر الرّازيّ وأثرها في تطوّر البلاغة العربيّة..دراسة علمية في كلية الشريعة

ظهر في العصر الحديث علم الأسلوبية المعاصرة، وهو علم دعا إلى وصف النّصوص والبحث عمّا يميّزها، وطريقة المؤلّفين الخاصّة في ترتيبها. ولهذا العلم جذوره في التراث البلاغي العربي حيث كان للبلاغيّين القدامى من أمثال فخر الدّين الرّازيّ السّبق بهذه الدّراسات الأسلوبيّة.

 

وحول هذا الموضوع أُجريت دراسة علمية في كلية الشريعة بجامعة دمشق بعنوان" الأسلوبيّة في تفسير الفخر الرّازيّ وأثرها في تطوّر البلاغة العربيّة"(سورة الرّوم أنموذجاً).

 

سعت هذه الدراسة  عبر استخدام المنهج الوصفيّ التّحليلي إلى إثبات وجود أمثال هذه الدّراسات الأسلوبيّة عند الفخر الرّازيّ من خلال تفسيره لسورة الرّوم، حيث كشف عن اهتمامه البالغ في بيان أنواع الأساليب القرآنيّة، ومستوياتها (الصّرفيّة - التّركيبيّة - الدّلاليّة) وكان أغلبها من جهوده الخاصّة الّتي لم يسبقه إليها أحد، بل استفاد منه كل من جاء بعده، خاصة في الدلالات والتوافق بين الآيات والسور.

 

 وتبين هذه الدراسة أن الرّازيّ أَثَّرَ في تطوّر البلاغة العربيّة وخاصّةً من خلال البحث عن المناسبات داخل النّصّ، مما فتح الباب للبحث عن وحدة النّصّ الموضوعيّة، كما أثّر الرّازيّ أيضاً من خلال البحث عن دلالة اختيار القرآن الكريم لمفرداته وتراكيبه، والبحث عن أسرار العدول عن الأصل في المفردات (معنىً وصرفاً) والعدول عن الأصل في التّراكيب النّحويّة.

 

وتوصّلت الدراسة إلى وجود أصل في تراثنا البلاغيّ القديم لما يُسمّى اليوم بـ (علم الأسلوبيّة الحديثة).



عداد الزوار / 780145525 /