الملتقى البيئي حول الحياة البرية وتأثيرات الأزمة عليها وآفاق حمايتها

2017/3/4

نظمت كلية العلوم بجامعة دمشق  بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة والجمعية السورية لحماية الحياة الملتقى البيئي حول الحياة البرية وتأثيرات الأزمة عليها وآفاق حمايتها .
وتناول الملتقى عدداً من المحاور المتعلقة بالحياة البرية ومنها الثدييات البرية السورية، والمخاطر التي تهددها، العوالق النباتية في المياه، التنوع الحيوي البحري، كما تخلله محاور حول أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 بما يخص الحياة البرية، وتأثير الأزمة عليها، والمخاطر التي تهدد النباتات الطبية السورية.‏
وبين معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس لؤي خريطة أنه بمناسبة اليوم العالمي للحياة البرية والتي يتم السعي لحمايتها بمختلف الوسائل المتاحة، يحتفل العالم للمرة الرابعة بهذه المناسبة، وذلك بعد أن أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الثالث من آذار يوماً عالمياً للحياة البرية في عام 2013، مضيفاً أنه في هذا العام يعقد الملتقى تحت شعار (لنستمع إلى صوت الشباب) وذلك من أجل إشراكهم وتمكينهم بما يسهل خلق فرص للخروج بمعالجات لقضايا الحفاظ على البيئة، وكذلك فرصة لتمكينهم من الاشتراك مع بعضهم بعضاً والوصول إلى عالم أفضل.‏
كما نوه م.خريطة بأن الوزارة أصدرت القانون رقم 12 للعام 2012 المتعلق بحماية البيئة، وكان له دور في مراقبة الوجه السلبي للممارسات البشرية، وضبطها وتشجيع الدور الإيجابي، إضافة إلى التعاون مع وزارة الزراعة والهيئة العامة لتنمية وتطوير وحماية البادية بإعلان محمية أبو منجل الأصلع في ريف حمص.‏
بدوره أكد عميد كلية العلوم بجامعة دمشق د.عدنان ديب أنه احتفالاً باليوم العالمي للحياة البرية حرصت الكلية على احتضان الفعاليات والأنشطة البيئية إيماناً منها بالحفاظ على البيئة كونها مسؤولية الجميع، وضرورة التصدي للآثار الناجمة عن الممارسات السلبية البشرية، وبذل الجهود لإنقاذ ما تبقى من الحياة البرية المهددة بالإنقراض.‏
من جهته لفت م.عدنان سعد من الجمعية السورية لحماية الحياة البرية، أن الجمعية تصبو لحياة برية مستدامة ضمن علاقات وشراكات لدعم المجتمع، وتهدف إلى حماية الحياة البرية وبيئتها الطبيعية بشكل مستدام، وذلك بتكثيف الدعم الوطني والإقليمي والدولي لتلبية احتياجات المجتمع الإنساني وربط ذلك مع برامج التنمية المحلية ضمن إطار تشاركي بنّاء، مشيراً لبعض الأنشطة والمشاريع التي انبثقت عن الجمعية منها إصدار أول دليل حقلي وثّق 400 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة والعابرة، وتأهيل الصيادين وتدريبهم قبل إعطائهم رخصة الصيد، وسيصدر قريباً دليل الصياد، كما تم تأسيس أول نادٍ سوري للصيادين بما يتوافق مع القوانين المحلية.‏
تطرق مدير التنوع الحيوي في وزارة الإدارة المحلية والبيئة م.بلال الحايك إلى أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 بما يخص الحياة البرية، مشيراً إلى أن فقدان الموئل وتغير المناخ والصيد غير المشروع من بين أكثر التحديات المقلقة التي تواجهها الحياة البرية.‏
دعا المشاركون في الملتقى البيئي إلى تأمين الحماية اللازمة للحياة البرية والتنوع البيولوجي في سورية لدورهما في تأمين التوازن البيئي والجذب السياحي وتعزيز دور الشباب في هذا المجال..
وطالب المشاركون في الملتقى الذي نظم تحت عنوان “الحياة البرية وآفاق حمايتها” بإيجاد إدارة منهجية للحيوانات البرية في المحميات والحفاظ على الغابات والمناطق الحراجية وإعادة تأهيل المتدهور منها وإقامة محميات رعوية في مناطق البادية السورية ووضع الضوابط اللازمة لحماية البيئة وضبط أسلوب التصريح للمنشآت المنتجة للنفايات الملوثة وفرض الضرائب والغرامات على المنشآت الملوثة للبيئة.
وحذروا من مخاطر تدهور الأنظمة البيئية الطبيعية الناتجة عن مصادر التلوث المختلفة داعين إلى إحداث حدائق بيئية لتسليط الضوء على المخزون الطبيعي السوري من النباتات البرية وتعميق الثقافة البيئية والتوسع في إقامة المحميات الطبيعية علما أن سورية تضم 26 محمية موزعة على 13 محافظة.
وتحدث الدكتور أحمد علي داود الاستاذ في كلية العلوم عن الثدييات البرية السورية وأنواعها مؤكدا أن الغابات السورية تعد الموطن الأصلي لعدد كبير من سلالات الحيوانات والطيور فيما لفت الدكتور نذير خليل إلى واقع الحياة البرية لمفصليات الأرجل في سورية التي تعد أحد المؤشرات البيئية الدالة على مدى جودة المياه وصلاحيتها لري الأراضي الزراعية وتحديد الحالة الغذائية للمياه.
وبين خليل أن سورية تحتوي على أكثر من 3000 نوع حيواني حسب الدراسة الوطنية للتنوع الحيوي و1439 نوعا من الحشرات تنتمي إلى 16 رتبة وتأتي أهميتها كونها تحقق التوازن البيئي وتؤمن اللقاح للأزهار إضافة إلى أهميتها من الناحية الاقتصادية والجمالية والطبية والصحية والزراعية.
من جهته استعرض الدكتور عدنان نظام عددا من النباتات البرية التي تنمو في مختلف انحاء سورية والتي يزيد عددها عن 500 نوع تتوزع في مختلف المناطق السورية بينما لفت عضو الجمعية السورية لحماية الحياة البرية المهندس إبراهيم علي إلى المشاريع التي نفذتها الجمعية كمشروع حماية الطيور المهددة بالانقراض وحفظ التنوع الحيوي في سبخة الجبول وتعزيز ممارسات صيد أكثر مسؤولية وتحسين توعية السكان المحليين والصيادين بضرورة الحفاظ على الطيور وموائلها.
واستعرض الدكتور محمد ماهر قباقيبي الاستاذ في كلية العلوم مهددات التنوع الحيوي كتناقص المنابع الطبيعية وتدهور التربة وتآكلها وانجرافها وجفاف القارات واستنزاف المياه وسوء إدارتها وتلوثها وانخفاض المساحات المزروعة.
إلى ذلك أشارت الأستاذة في جامعة دمشق أسيل الأزعط إلى مهددات النباتات الطبية البرية في سورية كحرائق الغابات والمحميات وقطع الأشجار لاستخدامها في الغذاء والتدفئة وتجفيف المستنقعات واستصلاح الأراضي على حساب الحياة البرية والتوسع في الأراضي الزراعية على حساب المناطق البرية والرعي الجائر مبينة أن الاتجار غير المشروع بالنباتات الطبية البرية يعرضها لخطر الانقراض كاشفة عن وجود نحو 28 نوعاً نباتياً مهدداً بالإنقراض في سورية حسب موسوعة الحياة البرية السورية.

بدورها بينت رئيسة دائرة التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية فى وزارة الإدارة المحلية والبيئة المهندسة ميادة سعد كيفية تمكن عدد من الخبراء الوطنيين في جمع وإحصاء الأحياء البرية الموثقة مرجعياً بالتعاون مع الجهات الوطنية والدولية المهتمة والتي زادت على7100 نوع في سورية 3000 منها تتبع المملكة الحيوانية.
ومن الجمعية السورية لحماية الحياة البرية أشارت الدكتورة معينة بدران إلى العوامل المؤثرة سلبا على بيئة البحر المتوسط أهمها أنه بحر مغلق لا يتصل إلا عن طريق مضيق جبل طارق بالمحيط الأطلسي وعن طريق قناة السويس بالبحر الأحمر والفقد المائي الناجم عن التبخر وقصر الساحل السوري وارتفاع ملوحة مياه الحوض الشرقي للبحر المتوسط ما أسهم في زيادة فقره بالثروة السمكية.
وفي تصريح لسانا لفت معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس لؤي خريطة إلى أن “سورية تعمل جاهدة لحماية جميع المكونات البيئية الطبيعية” واتخذت إجراءات كثيرة لحماية الحياة البرية وتشجيع الجمعيات الأهلية التي تعنى بهذا الموضوع إضافة إلى التنسيق مع بعض الجهات العلمية والإدارية ومع وزارة الزراعة لإطلاق محميات بيئية للحفاظ على بعض أنواع الطيور مثل إعلان محمية أبو منجل الأصلع في ريف حمص لحماية هذا الطائر الشمالي والمهدد بالانقراض والمشاركة في إعداد القانون الخاص بتنظيم الصيد البري ووضع شروطه وأحكامه لضمان سلامة الطيور المهاجرة أثناء مرورها فوق سورية.
وأكد عميد كلية العلوم في جامعة دمشق الدكتور عدنان ديب ضرورة التركيز على دور الشباب في إعادة إعمار الحياة البرية والبيئية التي تعرضت للدمار والخراب خلال الحرب الإرهابية التي تواجه سورية كاشفا أن الكلية بصدد التحضير لعقد مؤتمر في جامعة دمشق يعنى بإعادة إعمار البيئة بجميع قطاعاتها.
وفي تصريح مماثل لفت عضو في الجمعية السورية لحماية الحياة البرية عدنان سعد إلى تنفيذ الجمعية بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين العديد من المشاريع خلال فترة الأزمة منها مشروع حماية الطيور المهددة بالإنقراض في سبخة الجبول استمر حتى عام 2014 ومشروع تحجيل الطيور وتعريفها إضافة إلى نشاطات توعوية شملت مختلف الفئات وطلاب الجامعات للتعريف بالحياة البرية وضرورة حمايتها.



عداد الزوار / 775117120 /