“التراث الشعبي وتحديات المرحلة المقبلة” ورشة عمل بكلية الآداب في جامعة دمشق

2017/1/4
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق ورشة عمل تحت عنوان “التراث الشعبي وتحديات المرحلة المقبلة” بهدف تسليط الضوء على قضايا التراث الشعبي في سورية وكيفية التعامل معها على المستويين العلمي والعملي وذلك في قسم علم الاجتماع بالكلية.

وناقش المشاركون في الورشة عدة محاور تتضمن تداعيات الحرب الإرهابية على على قضايا التراث الشعبي في سورية والمجتمع العربي ودور المؤسسات المعنية بحماية التراث ومنهجية البحث العلمي وطرائقه في مجال التراث وكيفية تطويره إضافة إلى دور الإعلام في الحفاظ على التراث وحمايته.

وأشارت الدكتورة أمل دكاك رئيس قسم علم الاجتماع  سابقا  والمشرفة على ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي حاليا في افتتاح الورشة إلى أهمية التراث ودوره في حفظ تاريخ الأمة وتميزها عن باقي الأمم والحضارات مستنكرة اعتداءات التنظيمات الإرهابية على التراث السوري وتدميرها لأبرز رموزه.

وتحدث المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم عن الإجراءات التي اتخذتها مديرية الآثار لحماية المواقع الأثرية خلال الحرب الإرهابية التي تشن على سورية ومنها “نقل القطع الأثرية إلى أماكن آمنة إضافة إلى إجراءات في مجال التوثيق والأرشفة للقطع الأثرية والمواقع الأثرية والأضرار التي لحقت بها وفق أحدث وسائل التكنولوجيا” مشيرا إلى أن الاعتداءات الإرهابية طالت مئات المواقع الأثرية منها أكثر من مئة موقع في حلب.

بدوره أكد معاون وزير الثقافة علي المبيض أن التراث الثقافي يشكل جزءا رئيسيا من الهوية السورية الثقافية والحضارية وهو يطبع كل شعب بخصوصية معينة وتميز مهم عن غيره من الشعوب مبينا أن الذاكرة الشعبية السورية كبيرة جدا داعيا إلى ضرورة إدراك أهمية حماية التراث والتوعية في هذا المجال وتضمين مناهج التعليم في المدارس للحفاظ على التراث بأساليب مختلفة ومتناسبة مع الفئة العمرية للطلاب.

من جهته تحدث الدكتور نضال حسن أمين عام اللجنة الوطنية السورية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والاتصال “اليونسكو” عن دور اللجنة في حشد الجهود والإمكانات لحماية وحفظ التراث السوري الإنساني مشيرا إلى أهمية الالتزام باتفاقيات وبرتوكولات المنظمة في هذا الصدد.

من جانبها أشارت الدكتورة نهلة عيسى من كلية الإعلام إلى دور الإعلام في الحفاظ على التراث وحمايته باعتبار أن له شقين فكري وتكنولوجي يسمح بتدوين كل التراث الإنساني بأساليب عالية الجودة والتطور وتوثيق هذا التراث من مصادره ورواته مبينة أهمية أن تستفيد الأجيال الناشئة من هذه الورشات والندوات.

وأكد الدكتور سائد سلوم من كلية الفنون الجميلة أن التراث الثقافي السوري تعرض لهجمة شرسة من قوى فوضوية لتفكيك الحضارة السورية وجعل مكوناتها الأساسية في “مهب رياح التدمير” والسرقة حيث استهدفت هذه الهجمة المواقع الأثرية والثقافية مشيرا إلى سرقة القطع الأثرية ولوحات الفسيفساء النادرة والمخطوطات القديمة وتدمير معبدي بل وبعل شمين في من قبل التنظيمات الإرهابية.

بدوره تحدث سعيد الحجي أستاذ الآثار في جامعة دمشق عن الأضرار التي لحقت بالمنطقة الجنوبية من سورية جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية وتعاون المجتمع المحلي لحمايتها مؤكدا أهمية دور المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث وضرورة تعزيز العلاقة بين الجهات المعنية والمجتمع المحلي وزيادة الوعي بالنسبة للتراث الأثري من أجل الحد من التخريب والسرقة.

وأكد الباحث محمود مفلح البكر أن التراث الشعبي يشكل الأرضية الذهنية للشعب والأمة فهو منظومة ثقافية متكاملة لمختلف مجالات الحياة تعود في جذورها إلى آلاف السنين وهناك كثيرا من العادات والمعتقدات والأفكار المتداولة حاليا ترجع إلى عهود غابرة مستعرضا حركة توثيق التراث في سورية بشكل خاص والبلاد العربية عامة.

حضر الورشة عدد من عمداء الكليات في جامعة دمشق والباحثين وحشد من المعنيين.

ويشكل التراث الشعبي وحدة ثقافية متكاملة شكلها الإنسان بتفكيره وفلسفة حياته ونظرته للوجود ويشمل العادات والتقاليد والأدب الشعبي والفنون الشعبية والفنون التشكيلية الشعبية.



عداد الزوار / 773906859 /