صورة العرب والمسلمين في الآداب العالمية

 وأكد الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق أهمية هذا المؤتمر الذي ينعقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي لها الفضل في تخريج العلماء والمفكرين والمعلمين بناة المجتمع والتي تضطلع بدور كبير في بناء الفكر النير لدى الأجيال الذي به وحده تبنى الأوطان.
وقال الدكتور معلا إن صورة العرب والمسلمين في الرأي العام العالمي تتعرض منذ وقت غير قصير لتشويه شديد وخطير تمحور في الأعوام الأخيرة على ربط هذه الصورة بالإرهاب والتعصب الديني والاستبداد السياسي وقمع المرأة مشيراً إلى أن هذا التشويه يجافي الحقيقة كلياً لافتاً إلى أن دين الإسلام هو دين سلام ورحمة وحوار واحترام للآخر.
وأضاف معلا أن الأدب يمتلك بسبب طبيعته الجمالية والفنية قدرة كبيرة على التأثير في مشاعر المتلقين وأفكارهم لذلك تستحق صورة العرب والمسلمين في آداب العالم أن نوليها مزيداً من الاهتمام وأن تدرس دراسة علمية منهجية والتعامل مع تلك الظاهرة الثقافية الخطيرة تعاملاً علمياً حيث أننا نعيش في عصر العلم ولا نستطيع محاربة عدونا ومن يريد الإساءة إلينا إلا بالعلم.
من جانبه أشار الدكتور أمين طربوش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق إلى أن هناك إشكالية في العلاقة بين الثقافة العربية والثقافة الغربية حتى وصل الأمر إلى الصدام الحضاري بدلاً من الحوار وازدادت القضية تجذراً بعد دخول الكيان الصهيوني حلبة الصراع السياسي والثقافي وتم استغلال الأجواء المتوترة بين الشرق والغرب لتشويه صورة العرب والمسلمين في الآداب العالمية من خلال التعصب الفكري والعداء للعروبة والإسلام .
وقال إنه لتصحيح تلك الصورة لا بد من الاستمرار في نشر حملات التوعية لتحسين صورة العرب والمسلمين المشوهة على المستويات كلها وعلى الشرائح الاجتماعية والسياسية والتعليمية والبحث عن دواعي تشويه صورة العرب والمسلمين في الثقافة الغربية ومعرفة خفاياها والاطلاع على أهدافها.
وأكد كل من الدكتور نبيل أبو عمشة رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دمشق والدكتور ابراهيم السعافين رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة الأردنية والدكتورة بيان احانيوفا أستاذة اللغة العربية في جامعة صوفيا أن قسم اللغة العربية الذي أختار موضوعه عن صورة العرب والمسلمين في الآداب العالمية في مؤتمره السنوي كان يرمي إلى أمرين أولهما ظاهر بين.. وهو التوقف عند نمط من الدراسات الأدبية يندرج تحت مظلة الأدب المقارن يركز اهتمامه على إظهار صورة الآخر في الكتابات الأدبية وثانيهما أكثر عمقاً وأشد خطراً وهو البحث عن قراءات أخرى لصورة أمتنا في عيون الآخرين وأقلامهم قديماً وحديثاً.
وأجمع المشاركون على أن صورتنا في عيون الآخر مرتبطة بما تختزنه أمتنا من عناصر القوة بمفهومها الشامل المادية والروحية والإبداعية ولا بد من السعي لتغيير الملامح السلبية في صورتنا بعيداً عن استجداء العطف والشفقة من الآخر في عالم لا يحترمه إلا الأقوياء.
بعد ذلك بدأت فعاليات المؤتمر التي تستمر ثلاثة أيام بجلسات عمل تناولت محاور أبرزها صورة العرب والمسلمين في الآداب الأوروبية والغربية وفي الآداب الآسيوية والإفريقية والأميركية الجنوبية إضافة إلى دور الاستشراق في تشكيل تلك الصورة وذلك بهدف المساهمة في الوصول إلى معرفة علمية أعمق لصورة العرب والمسلمين في آداب العالم وإلى بيان ما لحق بهذه الصورة من تشويه حيث معرفة صورة الآخر في الثقافة العربية والإسلامية وصورة العرب والمسلمين في الثقافات الأجنبية هي أمر أساسي في حوار الثقافات.



عداد الزوار / 774402412 /