دراسة علمية في جامعة دمشق تفتح آفاقاً جديدة في تطوير الطرائق العلاجية في مجال الأورام

تتمتع تقانة النانو (Nanotechnology) بقدرتها على المساهمة في تحسين طرائق العلاج التقليدية للعديد من الأمراض من خلال تقليل السمية والآثار السلبية المرتبطة بها، وشهدت المواد النانوية المعدنية مؤخراً زيادة كبيرة في استخدامها في العديد من المجالات مثل الإلكترونيات، والمحفزات، والطب والتكنولوجيا الحيوية، ومن هذه المواد جسيمات الفضة النانوية (Silver nanoparticles) والمستخدمة في المجالات الطبية والصحية لخصائصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية الفريدة كمضاد للبكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات والخلايا السرطانية.

وهذا ما كان موضوع الدراسة المخبرية التي أجريت في كلية العلوم بجامعة دمشق بعنوان: النشاط المضاد للخلايا السرطانية من النوع Caco-2 للفضة النانوية الغروية المُصنّعة باستخدام مستخلص مائي من أوراق نبات اليوكاليبتوس، وتعتبر هذه الدراسة العلمية الأولى من نوعها في سورية من حيث طريقة تحضير جسيمات الفضة النانوية المُستخدمة ودراسة تأثيرها على نوع من أنواع سرطان الكولون عند الانسان.

يعد تحضير جسيمات الفضة النانوية باستخدام المستخلصات النباتية طريقة سهلة ومنخفضة التكلفة ولا تتطلب شروطاً خاصة كما هو الحال في الطرائق الكيميائية أو الفيزيائية الأخرى ومناسبة للتطبيقات الطبية والصيدلانية.

وخلال هذه الدراسة تم اختيار نبات اليوكاليبتوس لسهولة الحصول عليه وانتشاره على نطاق واسع في سورية، حيث تحتوي أوراقه على مجموعة واسعة من المركبات العضوية التي تلعب دواراً مهماً كعامل إرجاع وتغطية من أجل تحضير الجسيمات النانوية.

وُصّفت جسيمات الفضة النانوية المُحضرة باستخدام عدة تقنيات كالمطيافية في المجال المرئي وفوق البنفسجي، والمجهر الالكتروني الماسح (SEM)، ومطيافية تشتت الأشعة السينية (EDX)، وتقنية تشتت الضوء الحركي (DLS)، وتقنية التعقب النانوي (NTA) وكمون زيتا. والتي أظهرت الشكل الكروي والأبعاد الصغيرة (10 nm) لجسيمات الفضة النانوية المُحضرة وثبات واستقرار عالي ضمن المعلّق المحضّر.

كما بينت النتائج المخبرية لدراسة تأثير الجسيمات النانوية المحضّرة ضد خلايا سرطان الكولون من النوع Caco-2 عند تراكيز مختلفة وأزمنة مختلفة، اعتماد السمية الخلوية على كل من الجرعة والزمن. وقد أدّى تطبيق تركيز منخفض (18 µg/mL) من جسيمات الفضة النانوية إلى إنقاص عيوشية الخلايا السرطانية بنسبة 50% بعد 24 ساعة فقط، وتطبيق تركيز (5 µg/mL) إلى إنقاص العيوشية بنسبة 30% بعد 72 ساعة. وهي نتيجة مهمة مقارنة مع الدراسات السابقة التي استخدمت تراكيز أعلى من جسيمات الفضة النانوية محضرة بطرائق أخرى لإنقاص عيوشية الخلايا السرطانية من النوع Caco-2 إلى أقل من النصف.