تعزز التوجه نحو زراعة عضوية آمنة تحقق التنمية المستدامة للموارد الزراعية...دراسة علمية في كلية الهندسة الزراعية

تنتشر زراعة الفستق الحلبي في المنطقة الوسطى والشمالية في سورية ولوحظ في مناطق زراعته انتشار القشارات، والتي تعتمد على أجهزة تقوم بإزالة القشور الغضة المحيطة بثمرة الفستق الحلبي بوجود الماء، وجمع القشور لتخفيف حمولتها المائية ليتم بعدها التخلص منها عن طريق نقلها ووضعها بشكل أكوام كبيرة في محيط القشارات أو الأراضي المهملة، وهذا ما يشكل نفايات مكشوفة ملوثة للمنظر العام وللأراضي الزراعية الموضوعة بها.

ولوحظ خلال الجولات الحقلية وجود صفة المنافسة الخفية (التأثير الأليللوباثي) لمتبقيات قشور وأوراق الفستق الحلبي في نمو وإنبات بذور الأعشاب الضارة وكان أكبر دليل على ذلك عدم وجود نباتات نامية تحت تاج أشجار الفستق الحلبي وبمحيط أكوام قشور الفستق الحلبي وكأن مبيد أعشاب عام تم استخدامه.

من هنا أتت فكرة الدراسة العلمية التي أجراها فريق بحثي من كلية الهندسة الزراعية، ومركز بحوث ودراسات المكافحة الحيوية بعنوان "التأثير التثبيطي لمتبقيات أوراق وقشور ثمار الفستق الحلبي vera "L. Pistacia في نمو الأعشاب الضارة ضمن الأصص". حيث تناولت موضوع استخدام هذه المتبقيات كبديل عن مبيدات الأعشاب الضارة لتعالج بذلك مشكلة بيئية زراعية قائمة واستثمارها لتكون جزء من الحل، ومعالجة مشكلة بيئة واقتصادية راهنة تخدم التوجه نحو زراعة عضوية نظيفة وآمنة لتحقيق التنمية المستدامة للموارد الزراعية.

وتهدف الدراسة إلى تخليص البيئة من الأكوام التي تؤثر على المنظر العام وطبيعة الأراضي الزراعية و استخدامها كبديل عن مبيدات الأعشاب التي تعتبر ملوثات كيميائية لعناصر الطبيعة (ماء وهواء وتربة) ناهيك عن الحاق الضرر بالأشخاص العاملين بالرش الكيميائي إضاقة لتوفير المال اللازم لشراء المبيدات المستوردة وزيادة دخل الفلاح والتوجه نحو الزراعة العضوية النظيفة والخالية من المبيدات الكيميائية.

وركزت الدراسة العلمية على استخدام متبقيات قشور وأوراق الفستق الحلبي بنسب مع التربة لمنع إنبات ونمو بذور الأعشاب الضارة ضمن الأصص وذلك لزراعة الشتول وبالتالي الاستعاضة بهذه الخلطة عن استخدام التورب أو الكمبوست المرتفع الثمن نسبياً مع المحافظة على نمو النبات المزروع ضمنها وعدم السماح بنمو بذور الأعشاب الضارة.

وتؤكد نتائج الدراسة أن استخدام متبقيات قشور الفستق الحلبي بنسبة عشرة بالمئة مع التربة (100 غرام متبقيات قشور/واحد كغ تربة) أدى إلى منع نمو وإنبات بذور الأعشاب الضارة مع المحافظة على نمو وإنبات النبات المزروع ضمن الأصص