دراسة علمية في كلية العلوم تسلط الضوء على طفيلي الجيارديا المعوية لدى المرضى في دمشق وريفها

 تشكل الأخماج الطفيلية المعوية عبئاً اقتصادياً وصحياً كبيراً على العديد من البلدان النامية مقارنة مع البلدان المتطورة، حيث يرتبط انتشار هذه الأخماج بالحالة الاجتماعية والاقتصادية وعدم اتباع قواعد النظافة العامة وشح مصادر المياه النظيفة الصالحة للشرب إضافة إلى تدني مستوى التعليم.

 

ويُعد الاسهال العرض الشائع للإصابة بتلك الأخماج التي يسببها طيف واسع من العوامل الممرضة كالجراثيم والفيروسات والديدان ووحيدات الخلية، ويعتبر طفيلي الجيارديا أحد أنواع هذه العوامل الذي يسبب داء الجيارديا giardiasis واسع الانتشار.

 

ونظراً لأن معظم الدراسات التي جرت في سورية اقتصرت فقط على تقييم الوضع الوبائي للأمراض المعوية وللأهمية البالغة لداء الجيارديا في مجال الصحة العامة كونه يشكل تحدياً كبيراً للمعنيين من ناحية تحديد نوع الطفيلي المسبب له والسيطرة عليه ومعالجته، فقد أجرى فريق بحثي في كلية العلوم بجامعة دمشق وهيئة الطاقة الذرية السورية دراسة علمية بعنوان "انتشار مجموعات وتحت مجموعات طفيلي الجيارديا المعوية لدى المرضى في دمشق وريفها" " Prevalence of Giardia duodenalis assemblages and sub-assemblages in symptomatic patients from Damascus city and its suburbs ".

 

 

وخلال الدراسة العلمية جمعت 40 عينة برازية من مصابين بداء الجيارديا من أجل التنميط الجزيئي باستهداف المورثتين (β-giardin وglutamate dehydrogenase) وتطبيق تقانة PCR/RFLP باستخدام أنزيمات قطع نوعية للتمييز بين مجموعات وتحت مجموعات هذا الطفيلي.

 

وأظهرت نتائج الدراسة وجود المجموعة A بنسبة مرتفعة وصلت إلى 65% موزعة على تحت المجموعات AII (45%) و AI (20%) والمجموعة B  بنسبة 27.5% موزعة على تحت المجموعات BIV (12.5%) و BIII (5%) وتحت المجموعة المختلطة BIII/BIV (10%). كما تم الكشف عن إصابات مختلطة بتحت مجموعات هذا الطفيلي (AII+BIII وAI+BIV)، وسجلت الدراسة ارتباطاً كبيراً معنوياً بين تحت المجموعة Giardia AII وفقدان الوزن والحيوانات الأليفة وخاصة القطط، وتربية الماشية.

 

وأكدت نتائج هذه الدراسة التنميطية لطفيلي الجيارديا على انتقال العدوى بين البشر في دمشق وريفها، وعلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتشمل مناطق جغرافية واسعة في سورية من أجل تقييم انتشار طفيلي الجيارديا المعوية بين التجمعات البشرية.  



عداد الزوار / 776438373 /