أثر مُتَلازِمَة المَبِيض المُتَعَدِّد الكِيسات في نتائج الإخصاب في المختبر المُستحصَلة خلال بروتوكولات مختلفة لفَرْط تحريض المَبيض

ينتمي عامل النمو المَشيمِي (PlGF) لعائلة عوامل نموّ البطانة الوعائيّة والمعروفة بأهميتها فِي تنظيم تكوّن Vasculogenesis وتولُّد الأَوعية الدّمويّة إِضافة لدوره الحيويّ فِي تنظيم تطوّر المشيمة، الانْغراس، والإِباضة بالتآزر مع عامل نموّ البطانة الوعائية( VEGF) و تتزايد المُستويات المَصليَّة والجُريبيَّة لعامل نموّ البطانة الوعائيّة، والمُستويات الجُريبيّة لعامل النّموّ المَشيمِي لدَى السَّيدات المُصَابات بمُتلازِمَة PCOS، مما يُفسِّر تزايد التَّوعية الدّموية وتناقص المُعاوَقَة لتدفق الدّم فِي الأَوعية الدّمويّة المُغذية لمَبايضهن بالمُقارنة مع الشّواهد



وتُستخدَم نَاهِضَات وضواد الهُرمُون المُطلِق لمُوجِّهَات الغدد التَّناسليَّ(GnRH) فِي بروتوكولات فرط تحريض المبيض المراقب من دورات الإخصاب في المختبر لمنع حدوث إِباضَة مُبكرة أَو دفقة مُبتسرة للهُرمُون المُلوتِن بينما لاتزال الخَلايَا البيضيَّة غير نَاضِجَة.


معظم الدّرَاسَات المُوصِّفَة لاستجابة السَّيدات المُصَابات بمُتلازِمَة PCOS خلال دورات الإخصاب في المختبر البروتوكول الطَّويل للناهِضَات اعتمدت بروتوكولاً للتَّحريض، وبالرغم مِن تعدد الدّرَاسَات المُتقصِّية لأَثر VEGF فِي الفيزيولوجيّة المَرضيّة للمُتلازِمَة، لا تزال البيانات المُتعلِّقة بعامل النّموّ المَشيميّ محدودة جداً ، كما تشير بعض الدراسات لتبدل البيئة الجُريبيّة ما بين بروتوكولات ناهضات وضواد GnRH، ولكن من غير المعروف إلى الآن مدى ارتباط المُستويات الجُريبيّة لعامل النّمو المَشيمِي (FF PlGF) بالنّتائج السّريريّة والمخبريّة المُستحصلة من بروتوكولات فرط تحريض المراقب المختلفة، ومدى اختلاف ذلك ما بين السّيدات المُصابات بمُتَلازِمَة المَبِيض المُتَعَدِّد الكِيسات PCOS والسّيدات سويات الإباضة.



وحول هذا الموضوع أجريت درَاسَةٌ استباقيَّة في جامعة دمشق بعنوان: "أثر مُتَلازِمَة المَبِيض المُتَعَدِّد الكِيسات في نتائج الإخصاب في المختبر المُستحصَلة خلال بروتوكولات مختلفة لفَرْط تحريض المَبيض المُراقب، ودور عامل النّمو المَشيمِي(PlGF) في تحقيق ذلك" وطبقت على مجموعة من السَّيدات المُراجِعَات لمُستشفى الشَّرق للإِخصَاب ومُعالجة العقم وأَطفال الأَنابيب فِي دمشق والرّاغبات بإِجراء إِخصاب فِي المُختَبَر ما بين شهري كانون الأَول 2019 وآب 2021 بعد الحصول على مُوافقتهن المُستنيرة.



وشملت الدّراسة 75 سيدة مُصابة بمُتلازِمَة PCOS (PCOS-Agonist: n=53، PCOS-Antagonist: n=22) و83 سيدة سويّة الإِباضة (Control-Agonist: n=50، Control-Antagonist: n=33)، وتمت مقايسة مستويات FF PlGF في عينات السّائل الجُريبيّ المُستحصَلة يوم استرجاع الخلايا البيضيّة..



أظهرت نتائج الدراسة تناقصاً في الجرعة المُستهلَكةمِن مُوجهات الغُدَد التَّناسُليَّة، وتزايداً في قيم منسب حساسية المَبيض لدَى السَّيدات المُصَابات بمُتلازِمَة PCOS بالمُقارنة مع السَّيدات سويات الإِباضة خلال التَّحريض بالبروتوكول الطَّويل لنَاهِضات GnRH والبروتوكول المَرن التَّقليدي لضَواد GnRH على حد سواء (PCOS Agonist VS Control-Agonist P< 0.001)، (PCOS Antagonist VS Control-Antagonist P= 0.042)، بينما لم تلاخظ أية فروقات في مُعدل نضج الخلايا البيضيّة المستحصلة، مُعدل الإخصاب، مورفولوجية الخَلايا البيضيّة النّاضجة، مُعدل الحمل السّريريّ، مُعدل الحمل التّطوريّ، أو مستويات FF PlGF ما بين السيدات المصابات بمتلازمة PCOS والسيدات السويات الإباضة بصورة مستقلة عن البروتوكول المستخدم.

 

 

من جهة أخرى، ارتبطت مُستويات FF PlGF طرديَّاً مع قيم مَنْسب حساسية المَبيض فِي مَجمُوعَة PCOS-Antagonist، مَجمُوعَة Control-Agonist، ومَجمُوعَة Control-Antagonist، دون مَجمُوعَة PCOS-Agonist، ولكن لم تُلاحظ أَيّ فروقاتٍ يُعتد بها إِحصائيَّاً فِي مُستويات FF PlGF ما بين السَّيدات الحَوامل وغير الحَوامل (حمَل سَريريّ أَو حَمل تطوريّ) فِي أَي مَجمُوعَة من مجموعات الدّرَاسَة.



وخلصت الدراسة الاستباقية إلى أنه بالرغم من تزايد استجابة السَّيدات المُصابات بمُتلازِمَة PCOS لبروتوكولات فَرْط تحريض المَبيض المُراقب بصورة مستقلة عن البروتوكول المُستخدَم، إِلا أَنها لا تُوثِّر سلباً فِي مُورْفُولُوجْيّة، جودة أَو كفاءة الخَلايَا البَيْضيَّة المُستحصَلة. علاوة على ذلك، من الممكن اعتماد مُستويات FF PlGF مؤشراً لمدى استجابة المبيض لبروتوكولات التّحريض إلا أنها غير مجدية للتنبؤ بتحقق الحَمل فِي كلا المُجتَمعين المَدروسين.


 

 



عداد الزوار / 775667534 /