في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأستاذ المعلم إلياس الزيات

 نظمت كلية الفنون الجميلة تحت رعاية رئاسة جامعة دمشق، وبالتعاون مع مؤسسة مدد ندوة حوارية عن الدور الفني والأكاديمي للفنان إلياس الزيات الأستاذ في كلية الفنون الجميلة لمدة تزيد عن الـ 35 عاماً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله، وذلك في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات.

 

وأكد نائب رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور محمد تركو خلال الندوة الحوارية أن المعلم الزيات من جيل المربين الكبار، وعلم من أعلام الفن شغف بالتعليم والفن وكان هاجسه الأول ولم يفارقه لحظة إلى أن ارتحل عن عالمنا، مشيراً إلى أن أعمال الفنان أيقونات حية شاهدة على إبداعه فالفن قيمة لا تفنى.
 

وأشار أ. د. تركو  أن استذكار الدكتور إلياس الزيات الذي ترك ميراثاً من الفن والقيم النبيلة، هو تعميق لمسيرته الطويلة في كلية الفنون الجميلة والتي كان لها عظيم الأثر في نجاحها وتميزها، وأضاف أن الزيات لم يكن مدرساً فقط بل كان مرشداً للكثير من الفنانين السوريين والعرب.

 

وأشارت الأستاذة في كلية الفنون الجميلة الدكتورة بثينة علي من مؤسسة مدد أن الأستاذ المعلم إلياس الزيات كان يدرسها في الكلية في فترة التسعينات وأخذت منه الكثير وكان القدوة لكل الطلاب، ونهلوا من معارفه ومعلوماته وفلسفته، موضحة أن الحصيلة الإبداعية للفنان إلياس الزيات في الكثير النصوص الأكاديمية والتراث العربي وتقنيات الحداثة، عبر تقديمه مواضيع تاريخية ودينية وأسطورية.
 

وأوضح ابن الفقيد المهندس ميشيل الزيات أن الاحتفالية بالذكرى السنوية لوفاة والده هي للحديث عن دوره في كلية الفنون الجميلة، وعن طلابه، والإرث الذي تركه لهم، موضحاً أن عائلة الراحل تحضر لإعداد أرشيف لأعماله الفنية والعلمية، كما لفت أن والده كان يرسم لوحاته بحرص كبير.


فيما تحدثت زوجة الراحل السيدة كلود عطا الله عن مسيرتها العائلية مع الفنان الراحل التي امتدت على طول خمس وخمسين عاماً، وكان دورها خلال هذه المسيرة الحفاظ على المنزل وتربية الأولاد وتأمين الجو المناسب لإبداعه، وكان الزيات يقدر هذه الأمور ويتعامل مع عائلته بكل ود وحب.

 

فيما استمرت الندوة الحوارية التي أدارتها الدكتورة بثينة علي لمدة تزيد عن ساعتين تحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور طلال عقيلي صديق الفقيد، إدوار شهدا من طلاب الفقيد، الناقد الفني سعد القاسم، والمهندس ميشيل الزيات ابن الفقيد، ومداخلة من السيدة منى الأتاسي، عن الدور الفني والأكاديمي للفنان إلياس الزيات، موضحين في نقاشاتهم أن الزيات انطلق في أعماله إلى تصوير العالم بكل هواجسه وهمومه بأسلوب تعبيري رمزي عال متمكناً من أدواته بحرفية استنبطها من تجارب فنية وأبحاث ودراسات طويلة ومن ثقافة أدبية وموسيقية أبدع منها عوالم لونية أثرت في التحولات التشكيلية حيث تضمنت لوحاته تمثيلاً وقصة وإخراجاً.

 

في نهاية الندوة الحوارية قدم نائب رئيس جامعة دمشق أ. د. محمد تركو دراعاً تكريمياً باسم الجامعة وكلية الفنون الجميلية لعائلة الفقيد، كما رافق الندوة الحوارية معرض رقمي لأعمال الفنان إلياس الزيات، وعرض مقطع فيديو لمسيرته الفنية وما كتبته عنه الصحف والتلفزيونات، وشارك الحضور ببعض المداخلات التي تحدثت عن فكر الزيات وإبداعاته.

 

يذكر أن إلياس الزيات من الرواد الأوائل في تأسيس البداية الحقيقية للتشكيل السوري حيث شارك في تأسيس كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وقام بالتدريس فيها منذ تأسيسها وحصل على رتبة أستاذ منذ عام 1980 وشغل منصب رئيس قسم الفنون ووكيل الكلية للشؤون العلمية أثناء عمله فيها وألف كتاب “تقنية التصوير ومواده” لصالح طلبة الكلية وصدرت الطبعة الأولى من جامعة دمشق عام 1981-1982.



عداد الزوار / 778715565 /