الصراع على الهوية مؤتمر علمي وثقافي على مدرج جامعة دمشق

نظم الاتحاد الوطني لطلبة سورية والاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني مؤتمراً دولياً تحت عنوان "الثقافة و الاسـ.ـتعمـ.ـار: الصراع على الهوية" وذلك بالتعاون مع جامعة دمشق ومؤسسة أرض الشام ومؤسسة القـ.ـدس الدولية – سورية وذلك على مدرج جامعة دمشق.

 

 رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور أسامة الجبان وضح أن جامعة دمشق أدركت مبكراً أهمية الهوية الوطنية والانتماء في قوه الوطن وتقدمه على الصعد كافة، ولذلك عملت الجامعة منذ تأسيسها منذ مئة عام على تمكين مخرجاتها من حيث قواعد المواطنة، وشرف المسؤولية، والقيم والفضائل والمثل العليا، وترسيخ ثقافة حبّ الوطن، وتأهيل الكوادر القيادية، بحيث يشكل مثقفو الوطن الصف الأول في الدفاع عن الوطن وحقوقه ومكتسباته في الداخل والخارج على حدّ سواء.

 

وأكد السفير الإيـ.ـراني بدمشق حسين أكبري في ورقة عمله التي حملت عنوان "الحالة الاسـ.ـتعمـ.ـارية في الشرق وثقافة المـ.ـقـ.ـاومـ.ـة"، أن الموقع الجيوسياسي للمنطقة الممتدة من إيـ.ـران وحتى فلـ.ـسـ.ـطـ.ـين، يجعلها نواة العالم بما لها من خصائص مهمة وأهمها التنوع الثقافي، وهو ما يميز هذه المنطقة عن باقي بقاع العالم ويجعلها مهداّ للثقافة، مما يجعل هذه المنطقة أكبر عائلة ثقافية في العالم، ولذلك سعى الاسـ.ـتعمـ.ـار على طول التاريخ لضرب هذه العائلة الثقافية والعلاقات في هذه المنطقة، بهدف عزلها وتجزئتها، مشيراً إلى أن محور الـ.ـمـ.ـقاومـ.ـة استطاع إعادة إحياء الثقافة التاريخية الطويلة لهذه المنطقة، وكان مشكلة حقيقية لجميع قوى الاسـ.ـتعمـ.ـار.

 

رئيس اللجنة التحضيرية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيس مكتب الثقافة والفنون المهندس عمر جباعي قال: يأتي المؤتمر ليعيد تموضعنا بما يتعلق بالجانب الثقافي كشباب عربي سوري وجامعات سورية، وترسيخ ثقافتنا ولغتنا في مواجهة الذوبان القادم مع الليبرالية الجديدة، التي تستهدف اليوم الانتماءات والوجود وطمس الهوية وحرف بوصلة الصراع العربي واللعب على المفاهيم ومنظومة القيم وغيرها وتوجيه وسائل الاعلام والسوشال ميديا لتحقيق ذلك، مضيفاً : "علينا إعادة ترتيب اولوياتنا مع النخب المثقفة التي تتوجه للقضايا الأساسية، من خلال نشاطات ثقافية وفكرية سواء داخل الجامعات السورية أو مع فروع الاتحاد الوطني خارج سورية أو المؤتمرات مع المنظمات الشبابية".

 

رئيس مجلس أمناء مدير مؤسسة أرض الشام الأستاذ باسل الدنيا، أكد على أهمية المؤتمر لتسليط الضوء الوضع الثقافي الراهن بشكل عام في دول المنطقة، والحرب على الهوية واستهداف الاسـ.ـتعمـ.ـار لها، إضافة لأهميته لجهة التزامن مع العمليات التي يقوم بها الـ.ـصـ.ـهاينة في فلـ.ـسـ.ـطـ.ـين المحتلة ودول المنطقة، ولجهة ونتائج الحرب في سورية وتحديداً الهوية الوطنية السورية والثقافة الوطنية السورية، والتمسك بخيار الـ.ـمـ.ـقاومـ.ـة والذي يعتبر الخيار الوحيد للدفاع عن الأرض والشعب والقضية الفلـ.ـسـ.ـطـ.ـينة.

 

رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور حسام غازي تطرق في ورقة عمله في المؤتمر: "الهوية الثقافية السورية – الشرايين المفتوحة"، لتوظيف التراث الثقافي السوري الذي يعود لنحو مليون وثماني مائة ألف عام قبل الميلاد، وهو الأطول والأعرق في العالم ويعد الأكثر تفاعلاً ثقافياً، كما تطرق إلى الهوية الجامعة معتبراً أنه التوظيف الطبيعي للتراث الثقافي السوري، بعكس التوظيف السلبي المتمثل بتجزئة الهوية الجامعة إلى هويات فرعية ضيقة، والذي أدى إلى المزيد من الصراعات الدموية في المنطقة.

 

 

الدكتور عقيل محفوض رئيس الجلسة الثانية في المؤتمر، أكد أن أهمية المؤتمر الدولي تأتي من أن جانب مهم من الصراعات الموجودة في المنطقة، هو ثقافي يتعلق بالهوية والثقافة والقيم والتاريخ والجغرافيا، وليست فقط مواجهات بالمعنى العسكري كما هو معروف، وبالتالي مزيد من المعرفة لهذا الجانب من الصراع يساعد الناس وشعوب المنطقة، في تدبير السياسات وما يجب أن تفعله حيال التحديات وحيال الصراع بصورة عامة.

 

 

يذكر أن المؤتمرالدولي "الثقافة و الاسـ.ـتعمـ.ـار: الصراع على الهوية" شمل جلستين:

الأولى: أدارها أ.م.د حسام غازي وبمشاركة: د.عبد الكريم نجم - د.منى أبو حمدية - أ.د.حسين أكبري - د.عقيل محفوض - أ.د.كاميليا أبو جبل.

الثانية: أدارها د.عقيل محفوظ وبمشاركة: د.أسعد تفال - أ.م.د.حسام غازي - د.محمد الحروب - أ.د. اكتمال سماعيل - د.خلف المفتاح.



عداد الزوار / 775616044 /