تصميم الحديقة الثقافية السورية في مدينة كليفلاند - أميركا شاهد على ابداع طلاب كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق

طرح المركز الثقافي السوري في أميركا عام 2009 مسابقة لتصميم الحديقة الثقافية السورية في الحديقة الثقافية لمدينة كليفلاند-اوهايو -أميركا، والتي تضم 30 حديقة للشعوب الأخرى، بحيث يتضمن التصميم أهم معالم الهوية التاريخية والثقافية السورية على مدى العصور القديمة والحديثة، ويعكس هوية البلد من حيث الطراز والمعالم التاريخية المميزة.

 

وتقوم فكرة المشروع بشكل أساسي على الربط بين تصميم الحديقة والتعبير عن الهوية والتراث الثقافي الحضاري السوري المادي واللامادي، بحيث يمثل سورية وما قدمته الحضارات السورية المتعاقبة على مر العصور في كافة المجالات.

 

وشهدت المسابقة التي طرحتها الجالية السورية في أمريكا لطلاب كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق مشاركة طلابية واسعة، وحكمت في أمريكا من قبل لجنة متخصصة، وفق معايير وضوابط تضمنت: أساس فكرة تصميم الحديقة، التناغم مع الطبيعة والمكان والمناخ، ملائمة الفكرة مع الحدائق الموجودة في المنطقة، التكلفة التي رصدتها الجالية السورية في أمريكا لتنفيذها.

 

ودرست لجنة التحكيم في أميركا جميع المشاريع المقدمة من قبل طلاب الكلية وخريجيها الحديثين، وفاز المشروع المقدم من الطالبتين نغم إبراهيم نانو ورغدة هلال بالمرتبة الأولى، وتم اعتماده ليصار إلى تنفيذه، ووزعت الجوائز على الفائزين بالمراتب الأولى.

 

وخصصت الجالية السورية بقطعة أرض لتكون حديقة ثقافية، تتميز بتضاريس متنوعة وميل في الأرض وتحوي مجموعة كثيفة ومتنوعة من الأشجار القديمة المعمرة الموسمية والصنوبرية في قلب امتداد طبيعي جميل.

 

وانتهى تنفيذ المشروع في العام 2011، وافتتحت الحديقة ضمن الحديقة الثقافية لمدينة كليفلاند-اوهايو -أميركا، وانضمت الحديقة إلى عشرات الحدائق الثقافية الأخرى كالحديقة الإيطالية، واليونانية، والألمانية، والفرنسية وغيرها، وتعتبر الآن من الحدائق المميزة التي يقصدها سكان المدينة والجالية السورية المقيمة في المدينة.

 

ونشر المشروع الفائز في مجلة إبداعات هندسية، وكرمت كلية الهندسة المعمارية واللجنة الممثلة للجالية السورية في كليفلاند المراتب الثلاثة الأولى بشهادات شكر وتقدير وحاز أصحاب المركز الأول على جائزة مالية.

 

ويتميز تصميم الحديقة المنفذ بإبراز بعض أهم عناصر التراث السوري مثل قوس النصر في تدمر ومدرج بصرى وبحرة البيت الدمشقي والوردة الشامية والابجدية – أوغاريت-اللغة المسمارية-الهيروغليفية والخيط العربي –الزخارف الهندسية والنباتية والكتابة على الحجر عن أهم المعالم التاريخية والإنجازات الحضارية والإنسانية في مجال الادب والعلم والشعر والفن والتاريخ والموسيقا، إضافة لتمثال للراحل الكبير الشاعر نزار قباني.

 

وفي لقاء لموقع جامعة دمشق مع الدكتورة نغم نانو بينت أنها وزميلتها رغدة هلال، حاولتا من خلال التصميم إيصال رسالة تروي حكاية حضارة عمرها آلاف السنين بأبسط أسلوب، وبشكل تجريدي وواضح، وكيف تعاقبت الحضارات على سورية، معربة عن سعادتها وفخرها بتصميم الحديقة الثقافية السورية في كليفلاند هي وزميلتها، واعتبرتها رسالة ثقافة وفن وإبداع وحضارة وتاريخ وعلم لكل شعوب العالم تندرج تحت رسالتنا كسوريين رسالة محبة وفرح وسلام، وتوجهت بالشكر والتقدير لجامعة دمشق العريقة وجميع أساتذتها في كلية الهندسة المعمارية، وختمت حديثها قائلة: يبقى الأمل بالشباب السوري المبدع والمتميز لبناء مستقبل أفضل.



عداد الزوار / 835158822 /