أقيم في المركز الوطني للفنون البصرية بجامعة دمشق حفل تأبين للدكتورة بثينة صافي علي الأستاذة في كلية الفنون الجميلة بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها، بحضور أمينا فرع الحزب بدمشق حسام السمان وفرع جامعة دمشق الدكتور خالد الحلبوني ورئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور محمد أسامة الجبّان وممثلين عن وزارتي التعليم العالي والثقافة ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة والكلية وعائلة الفقيدة وطلبتها، ولفيف من أصدقائها.
بدأ حفل التأبين بعرض فيلم وثائقي عن حياة الراحلة وأهم أعمالها متضمناً أهم الحوارات الإعلامية التي أجرتها على هامش مشاركاتها بالمعارض والنشاطات الفنية.
وفي كلمة مسجلة أشاد مدير المركز الوطني للفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس بخصال ومناقب الراحلة بثينة علي حيث كانت الإنسانية والفنانة المثقفة والمتميزة بأعمالها ومشاركاتها الفنية، وختم بقوله عزاؤنا أنها تركت إرثاً إبداعياً في مسيرة الفن التشكيلي في سورية.
نائب عميد كلية الفنون الجميلة الدكتورة رويدة كيلاني أكدت خلال كلمتها أن الراحلة تركت بصمة واضحة من خلال طريقة تفكيرها الغير مألوف وتعاطيها مع طلابها الذين عدتهم أبناء لها، وهي تجربة كان لها آفاق جديدة في الفن والحياة مؤكدة بأن الدكتورة بثينة ستبقى ماثلة في ذاكرة الكلية وطلابها وأصدقائها، فالمبدعون يرحلون جسداً ويبقون روحاً وذاكرة لا تغيب.
والقى الدكتور سائد سلوم رئيس قسم التصوير في الكلية الفنون الجميلة كلمة وصف فيها الراحلة بثينة بأنها أحد أهم ركائز قسم التصوير في الكلية، وستبقى الغائبة الحاضرة بين أصدقائها، وطلابها الذين طالما احتضنتهم ورعتهم بكل حنان كما ستفتقدها مراسم الكلية وقاعاتها، هذه الكلية التي ارتبطت بها مهنياً ووجدانياً.
وقال الناقد الفني الأستاذ سعد القاسم بأن الراحلة كانت صاحبة تجربة فريدة في الحياة التشكيلية السورية، استطاعت الجمع بين جذورها والاتجاهات الفنية المعاصرة في التعبير، وخاصة تلك المتعلقة بفن التجهيز، وقد ترجمت هذا التوجه من خلال أعمالها، ونقلت تجاربها إلى طلابها، مؤكداً بأن الراحلة ستبقى في ضمائر وقلوب أصدقائها وطلابها ومحبيها حمامة نقية مرسلة الحب والجمال والأمان.
وتحدث أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم عن مناقب الفقيدة التي تركت بصمة هامة في الفن التشكيلي في سورية من خلال أعمالها المتفردة والتي ركزت فيها على البيئة وتناقضاتها باستخدام الفن التشكيلي بمختلف جوانبه، فضلاً عن أسلوبها المتميز في طريقة التعاطي مع طلابها وزملائها داخل أسوار الجامعة وخارجها.
وأشارت رئيس فرع دمشق اتحاد الفنانين التشكيليين مها محفوظ، إلى أن الدكتورة بثينة تركت أثرا كبيراً في نفوس وقلوب كل من عرفها من طلابها وزملائها وكل الأماكن التي عملت فيها حيث عرف عنها حبها للفن ومد جسور الحوار والتواصل مع الجميع، فقدمت خلاصة معرفتها وعصارة مشوارها الفني الطويل إلى طلابها وزملائها بكل حب.
وقالت الدكتورة سوسن الزعبي بأن الراحلة كانت دائماً تجمع الناس على المحبة وإن حبها للفن، جعلها تبدع بإنسانيتها وإحساسها الرقيق وبحثها الدائم عن أفكار جديدة جسدتها من خلال أعمالها لتحمل بعضاً من روحها الطيبة.
وأكدت الدكتورة بتول خوندة بأن الراحلة كان لها تجربة في إدراك أفاق جديدة في الفن والحياة وبأنها ستبقى بوصلة لطلابها الذين كونت معهم عائلة مكونة من أم وأبنائها، وهم سينتشرون في كل مكان مزودين بما صنعته بداخلهم من حب بفكرها ومنهجها ووجهت رسالة إلى الطلاب بأن يحافظوا على فكر ونهج الراحلة لأنها نجمة الصباح التي ستوصلهم إلى الطريق الصحيح.
واعتبر صديق الراحلة مصطفى علي بأن الراحلة كانت قدوة لكل من عرفها من أصدقائها وطلابها بنبل أخلاقها وثقافتها الواسعة ولهفتها الكبير لمد يد المساعدة للجميع.
وأكد مجموعة من طلاب الفقيدة أنهم سيحافظون على نهج أستاذتهم الراحلة التي كانت تتماهى مع جميع طلابها بكل محبة ومسؤولية ولم تتوانى لحظة واحدة عن مد يد العون لهم فكانت المعلمة والصديقة والأم بالنسبة لهم.
وفي كلمة آل الفقيدة ألقى شقيقها الدكتور ياسر صافي علي كلمة وجدانية أشار فيها إلى خصال الفقيدة الحميدة، حيث كان جادة ومخلصة لعملها ومحبة لكل من حولها، وكانت في عائلتها الأبنة البارة لأبويها والأخت الحنونة لأشقائها والصديقة الوفية المحبة لزملائها والأم الحنون لطلابها، وقد كرست حياتها من أجل تقديم المساعدة والعون لكل المحتاجين، فكانت مثال للتقاني والإخلاص والشعور بالمسؤولية داخل عائلتها وفي حياتها العامة، متوجهاً باسمه وباسم عائلته بالشكرة لجامعة دمشق وكلية الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين وزارة الثقافة وكل الحاضرين.
والراحلة الدكتورة بثينة علي، من مواليد دمشق عام 1974 حاصلة على دبلوم المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة "قسم التصوير" من فرنسا، ودبلوم دراسات عليا في الفنون الجميلة "قسم تصوير" من جامعة دمشق.
وأسست الراحلة "مؤسسة مدد الثقافية"، التي تعنى بالفنون ودعم الشباب السوري في هذا المجال، وكان لها العديد من المشاريع المهمة في دمشق القديمة وساحة الحطب بحلب، وآخرها معرض "ذاكرة ماء" في حديقة المتحف الوطني بدمشق.
Damascus University @ 2025 by SyrianMonster | All Rights Reserved