ورشة الاختراع والتطوير في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية

نظمت مديرية البحث العلمي والدراسات العليا مكتب براءات الاختراع في جامعة دمشق ورشة عمل عن الاختراع والتطوير، في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية تهدف إلى دعم الابتكار وتعزيز ثقافة الاختراع بين الطلاب والمهتمين، وتستهدف طلاب الكلية، وطلاب معرض المشاريع، والمهتمين من خارج الجامعة


وأكد نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، الأستاذ الدكتور غيث ورقوزق، أهمية دعم الابتكار والاختراع كركيزة أساسية في تطوير البحث العلمي وتعزيز مكانة الجامعة على المستويين المحلي والعالمي، وشدد على أن الابتكار والاختراع هما الأدوات الرئيسية للتنمية المستدامة، وأن الجامعة تسعى دائماً لتعزيز هذا الاتجاه من خلال دعم الطلاب والباحثين في مشاريعهم الإبداعية، كما أوضح أن جامعة دمشق، من خلال مكتب براءات الاختراع، تعمل على تسهيل عملية تسجيل الاختراعات وحمايتها


وبين أ. د ورقوزق   ضرورة زيادة التركيز على البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم المجتمع ويقدم حلولاً للتحديات اليومية، مشيراً إلى أن الورشة تمثل نموذجاً لربط التعليم النظري بالجانب العملي، كما أكد على أهمية تحفيز الشباب على الابتكار، مشيراً إلى أن الجامعة تعمل على تنظيم الورش والفعاليات بهدف دعم المبدعين وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى واقع.

 

وأكد عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، الأستاذ الدكتور مصطفى الحزوري، في كلمته الافتتاحية لورشة العمل على أهمية تعزيز ثقافة الابتكار والاختراع في الأوساط الجامعية كجزء أساسي من نهج التعليم الهندسي والتقني، مشيراً إلى أن الكلية تسعى لتكون حاضنة للأفكار المبدعة والمشاريع المبتكرة، فالاختراع ليس مجرد نتيجة لعملية تعليمية، بل هو أداة للتطور وخدمة المجتمع


وبين أ. د الحزوري أن الورشة تأتي ضمن رؤية الجامعة لتعزيز البحث العلمي والتطوير، وتستهدف طلاب السنة الرابعة والخامسة، مؤكداً أن تسجيل براءات الاختراع هو خطوة أساسية في حماية الأفكار المبتكرة، وشدد على دور الجامعة في توفير البيئة الداعمة للطلاب المبدعين من خلال تنظيم ورش العمل والمعارض والفعاليات التي تساعدهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية، وسيكون من مخرجاتها دعم مقرر مشروع التخرج بالكلية بالمعلومات النظرية عن براءات الاختراع حتى يكون المشروع متكاملاً


وأشار مدير مكتب براءات الاختراع في جامعة دمشق، المنسق العلمي للورشة الأستاذ الدكتور جهاد أبو نصار، إلى الدور المحوري الذي يلعبه مكتب براءات الاختراع في دعم الابتكار وتعزيز ثقافة الاختراع داخل الجامعة وخارجها، ودعا المشاركين إلى الاستفادة من الورشة والعمل على تحويل أفكارهم إلى اختراعات مميزة تحمل قيمة مضافة للاقتصاد والمجتمع، مشيراً إلى أن الورشة تسعى لتوفير منصة للمشاركين لطرح أفكارهم، ومناقشتها مع المختصين، واستكشاف إمكانيات دعمها تقنياً وقانونياً


وأكد أ.د أبو نصار أن الهدف الأساسي لمكتب براءات الاختراع هو خلق بيئة محفزة للإبداع، تكون فيها الجامعة مركزاً للابتكار، ومصدراً لإلهام المجتمع الأكاديمي والصناعي في سورية


وفي محاضرته التي حملت عنوان "تطور الاختراعات عبر التاريخ"، استعرض أ.د أبو نصار مسار تطور الاختراعات البشرية ودورها في تشكيل الحضارات الإنسانية، مسلطاً الضوء على الدروس المستفادة من تطور الأفكار والابتكارات عبر العصور، وتحدث عن بدايات الابتكار في العصور القديمة، بدءاً من الأدوات الحجرية البسيطة التي استخدمها الإنسان الأول، وصولاً إلى الثورة الزراعية واختراع العجلة، والتي شكلت نقلة نوعية في تاريخ البشرية، واستعرض التطورات التقنية في القرن العشرين والحادي والعشرين، مشيراً إلى أهمية اختراعات مثل الحاسوب، الإنترنت، والذكاء الاصطناعي في إحداث تغييرات جذرية في مختلف مجالات الحياة، مؤكداً أن المستقبل يحمل فرصاً واسعة للاختراع، خاصة في مجالات مثل التكنولوجيا الحيوية، الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، داعياً المشاركين إلى استلهام أفكار جديدة من التحديات الحالية


وفي محاضرة "الاشتقاق وعبور الاختصاص"، تناول أ.د جهاد أبو نصار موضوعاً مهماً في مجال الابتكار والتطوير، حيث ركز على مفهوم الاشتقاق كعملية إبداعية لاستنباط أفكار جديدة من التقنيات أو الاختراعات الموجودة، وكيفية عبور الاختصاص لتطبيق هذه الأفكار في مجالات جديدة أو متعددة، واستعرض أمثلة على اختراعات اشتُقت من مجالات مختلفة، مثل استخدام تقنيات الطب الحيوي في تصميم أجهزة إلكترونية دقيقة، وأشار إلى نجاحات عالمية في عبور الاختصاص، مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والصحة


وقدم الدكتور معاذ المسالمة محاضرة بعنوان "أسس كتابة براءة الاختراع"، تناول فيها الجوانب العملية والتقنية المتعلقة بصياغة براءات الاختراع، موضحاً الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لضمان قبول البراءة وحمايتها قانونياً، ودعا المشاركين إلى الاستفادة من الدعم الذي تقدمه الجامعة ومكتب براءات الاختراع، والعمل على تطوير اختراعات قابلة للتسجيل والتطبيق


وأكد د. المسالمة أن وضوح الأفكار ودقتها هما المفتاح لصياغة براءة اختراع ناجحة، وشدد على أن الاختراع يجب أن يكون له تطبيق عملي ملموس، وليس مجرد فكرة نظرية، كما أشار إلى أن براءة الاختراع ليست مجرد وثيقة، بل أداة لحماية حقوق المخترع وضمان استثمار جهوده بشكل آمن


واختُتمت الورشة بجلسة نقاش مفتوح وعصف ذهني، حيث شارك الحضور من طلاب وأكاديميين ومهتمين في حوار تفاعلي تناول مجموعة من القضايا والأفكار المتعلقة بموضوعات الاختراع والتطوير، وأكد المشاركون على ضرورة وجود بيئة متكاملة تدعم الابتكار، تشمل التعاون بين الجامعات والصناعة، وطرحوا أفكاراً أولية لمشاريع واختراعات في مجالات متعددة، خاصة في الهندسة الميكانيكية، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي.



عداد الزوار / 878556857 /