الابتكار في زمن الأزمات.. محاضرة في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق

نظمت جامعة دمشق  بالتعاون مع المنظمة الألمانية السورية للبحث العلمي محاضرة علمية بعنوان "الابتكار في زمن الأزمات " وذلك في المدرج الكبير في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق ألقاها المهندس مضر أبو ناصر المعيد في مجال إدارة الابتكار وريادة الأعمال والصحة العامة بجامعة العلوم التطبيقية في غوتنغن بألمانيا، بحضور طلاب من مختلف الكليات والاختصاصات في الجامعة.

 

تركزت محاور المحاضرة حول التعريف بالابتكار وأنواعه وأهميته، والشباب والابتكار في معالجة مشكلات المجتمع، وأهمية الابتكار وريادة الأعمال في إعمار سوريا وكيف يحول الشباب التحديات إلى إنجازات، وأوضح المهندس أبو ناصر أن الابتكار هو تطبيق عملي بفكرة جديدة أو تطوير جوهري لفكرة قديمة بهدف خلق قيمة مضافة اجتماعية أو اقتصادية أو معرفية، بينما الاختراع هو تطوير منتج أو عملية لم تكن موجودة من قبل ناتجة عن نشاط إبداعي وغالباً ما تكون قابلة للحماية ببراءة اختراع.

 

وتحدث المحاضر أبو ناصر عن نوعين من الابتكار، الابتكار الجذري الذي يحدث تحولاً عميقاً في طريقة التفكير أو التنفيذ ويغير من قواعد اللعبة في السوق أو المجتمع، ومن خصائصه أنه يتطلب استثمارات كبيرة ورؤية طويلة الأمد، وهذا غالباً ما يظهر في فترات التحولات التاريخية أو الأزمات وينتج نماذج جديدة كلياً من القيمة والاستخدام، أما الابتكار المفتوح  فهو نموذج ابتكاري يعتمد على التعاون وتبادل المعرفة بين مؤسسات مختلفة بهدف تطوير حلول مشتركة وتقصير دورة الابتكار، ومن خصائصه أنه يفتح المجال للأفكار الخارجية والداخلية على حد سواء  ويشجع الشفافية وتبادل الخبرات، ويقلل ويشرع من الوصول إلى حلول مبتكرة.

 

وأشار المحاضر إلى أهمية الابتكار في فترة الأزمات، لكونها تخلق فرصاً وتساهم في تسريع التحول الرقمي وتغيير نماذج العمل، حيث تبرز الحاجة إلى الاختراع في ظروف نقص الموارد كما إن الابتكار أداة للبقاء والتطور والمجتمعات التي لا تبتكر في الأزمات تتراجع وتنهار.

 

 ونوه المحاضر بدور الشباب في قيادة التغيير من خلال استخدام الابتكار عبر فهم المشاكل من الداخل وتحليل الاحتياجات باستخدام أدوات التحليل لفهم نقاط الضعف والفرص في البيئة المحيطة، والانطلاق من الفكرة إلى التطبيق عبر بناء فرق شبابية متعددة التخصصات استناداً إلى أن التكامل المعرفي يعزز الحلول المبتكرة، وكذلك تطوير نموذج أولي باستخدام منهجيات علمية معروفة، مؤكداً على أهمية التعلم من التجربة  عبر جمع التغذية الراجعة وتطوير الفكرة بشكل مستمر، والاستفادة من برامج الدعم مثل الحاضنات والمنح  ومسرعات الأعمال والمنظمات الدولية. 

 

واستعرض المهندس أبو ناصر خلال محاضرته قصص نجاح ملهمة لمبتكرين متميزين من سوريا والخارج، مؤكداً أن انتقال سوريا إلى مرحلة الإعمار يكون بابتكار حلول جديدة بعيداً عن الإدارة التقليدية، وبالاعتماد على الذات وخلق فرص عمل جديدة والابتكار بحد ذاته فرصة لبناء اقتصاد جديد مختلف عن الماضي، وللتعلم والنمو الشخصي ويستهم في ربط السوريين ببعضهم داخل وخارج الوطن، وختم محاضرته بالتأكيد أن إعمار سوريا يكون بأيدي الشباب السوري انطلاقاً من فكرة أو مشروع صغير وأن ريادة الأعمال والابتكار هما طريق السوريين نحو الكرامة والاستقرار والنهوض من جديد.

 

 وفي تصريح لموقع جامعة دمشق أكد أبو ناصر أهمية هذه المحاضرة التي تستهدف شريحة الشباب والطلاب من كافة الاختصاصات بجامعة دمشق باعتبارهم الأكثر تكيفاً وتقبلاً للتغيير والقوة الدافعة لبناء مستقبل سوريا، لافتاً إلى أن معيار نجاح الجامعات في العلم يقاس حالياً بعدد الشركات الناشئة فيها والاختراعات والابتكارات التي تخرج منها وهو ما نطمح إليه بجامعة دمشق العريقة من خلال التشجيع على والاختراع وابتكار الحلول الجديدة التي تحتاج لها سوريا الجديدة تراعي خصوصية الدول السورية الجديدة.

 

 

 



عداد الزوار / 967451503 /