المؤتمر الدولي للتحول الرقمي وانعكاساته على التنمية المستدامة يبدأ أعماله على مدرج جامعة دمشق

 
بدأت على مدرج جامعة دمشق فعاليات المؤتمر الدولي للتحول الرقمي وانعكاساته على التنمية المستدامة التي تنظمه كلية الاقتصاد بمشاركة باحثين ومختصين من دول عربية وأجنبية، وعدد من الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة في سورية.


ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام محاور تتناول الاقتصاد الرقمي وتأثيره في تعزيز النمو الاقتصادي، التحديات التي تواجه مهنة المحاسبة والمراجعة في ظل التحول الرقمي، دور الرقمنة كخيار استراتيجي في دعم الشمول المالي، دور الادارة الالكترونية في التنمية المستدامة، النمذجة والقياس في التحول الرقمي، استراتيجية التحول الرقمي في القطاع الحكومي.
ويستعرض المؤتمر عبر جلساته العلمية واقع التحول الرقمي واستراتيجية تنفيذه في القطاع الحكومي في سورية والتجارب العربية والأجنبية، بالإضافة إلى مسابقة علمية للعديد من أبحاث التحول الرقمي للباحثين وطلاب الدراسات العليا.


وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور بسام ابراهيم خلال افتتاح المؤتمر أن انعقاد المؤتمر العلمي للتحول الرقمي دليل على مواكبة كلية الاقتصاد بجامعة دمشق لثورة التقانة والتكنولوجيا بهدف الوقوف على نتائج الأبحاث والتجارب المعاصرة في التحول الرقمي ودوره في التنمية المستدامة وتوظيف تجارب الباحثين المعاصرة في خدمة المجتمع.


وأشار الوزير ابراهيم إلى أن التوجه الأساسي للوزارة حالياً هو العمل الجاد للارتقاء بأداء مؤسسات التعليم العالي وتحسين مخرجاتها ورفع نوعية التعليم العالي ودعم البحث العلمي التنموي وبناء القدرات العلمية والتقنية وتحسين تصنيف الجامعات متمنياً أن يخرج المؤتمر بمقترحات وتوصيات هامة تخدم عملية التحول الرقمي وانعكاساته على التنمية المستدامة في سورية.


بدوره لفت وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب إلى دور التحول الرقمي في تعزيز التواصل والشفافية وتحقيق سرعة المعالجة والكفاءة التشغيلية والتقليل من هدر المال العام، مؤكداً بأن التوجه الحالي للحكومة هو تمكين مسيرة التنمية المستدامة في بناء الاقتصاد الرقمي القائم على التنوع والمعرفة بما يتماشى مع الرؤية السورية 2030 وتوجيهات القيادة بهذا الشأن مستعرضاً بعض المشاريع التي أنجزتها الوزارة في مجال التحول الرقمي بخبرات وطنية.


وأوضح الوزير الخطيب بأن مشاركة الوزارة في هذا المؤتمر يأتي للتأكيد على أهدف الحكومة في تشجيع التحول الرقمي، من خلال تطبيق المعايير العالمية وتطوير البنية التحتية اللازمة للاتصالات، والتي تساهم بتطوير العمل التقاني في وزارات الدولة والقطاع الخاص وتحقيق بيئة استثمارية لاستقطاب الاستثمارات الخارجية، الأمر الذي يسهم بتطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة والمبادرات لإطلاق المشروعات وتعزيز ثقافة الابتكار والجاهزية الرقمية، بالاعتماد على الخبرات الوطنية والاقليمية لتعزيز القدرات الرقمية في جميع المجالات.


ولفت رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور محمد أسامة الجبان إلى تأثير التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي لجهة طريقة عمل مؤسساته في التدريس والتعليم والبحث العلمي، مشيراً الى أن المؤتمر يعد منصة للمشاركين من أجل تبادل المعلومات والمعرفة وأفضل الممارسات والخبرات في عملية التحول الرقمي، ومناقشة التحديات واستكشاف فرص التعاون والاستماع إلى أحدث التطورات من خلال أوراق العمل المشاركة، وكيف يمكن للتحول الرقمي أن يكون عنصراً فعالاً في تحقيق التنمية المستدامة.


وأثنى الدكتور الجبان على جهود كلية الاقتصاد والجهات المنظمة والمشرفة على المؤتمر، آملاً أن يسهم المؤتمر برفع الوعي بمفاهيم التحول الرقمي وبيان أهميته في مختلف القطاعات، والتعرف على الصعوبات والتّحديات التي تواجه عملية التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية ووضع الحلول المناسبة لها.


وتحدث محافظ دمشق المهندس طارق كريشاتي في كلمته عن الملامح الاستراتيجية للتحول الرقمي في دمشق حيث تم إعداد استراتيجية التحول الرقمي بالتعاون مع جامعة دمشق والمؤسسة العامة للصناعات التقانية انطلاقاً من الواقع الراهن للمعلوماتية في المحافظة، وتطرق إلى المحاور الأساسية للتحول الرقمي في المحافظة ومنها :استكمال الخبرات وتعويض الفاقد البشري، إعادة الجاهزية، الأنظمة الخدمية المتخصصة التي تتعلق ببرامج المالية، وبرنامج QR الخاص بالإشغالات، وامتلاك منصة إدارية رقمية بالتعاون مع جامعة دمشق، ومحور استكمال نظام موارد مركزي يحقق كل الفوائد المرجوة من أي نظام ERP والذي يجري الإعداد له حالياً، إضافة لمحور قطاع البناء والتشييد بالتعاون بين المحافظة وجامعة دمشق وباقي الجامعات والمؤسسات السورية.

 

وأوضح عميد كلية الاقتصاد الأستاذ الدكتور حسين دحدوح بأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب من الدول والحكومات والشركات وضع استراتيجيات جديدة وإجراءات مركزة مع حزمة قرارات، وتلك التدابير أساسها المعلومات التي تزامنت مع ظهور تقنيات التحول الرقمي كأهم متطلبات تحقيق تلك الأهداف.


ولفت إلى أن التحول الرقمي والاستدامة هما الاتجاهان السائدان في الاقتصاد الحديث لكونه يقدم الدعم للحكومات والقطاعات في اتخاذ قرارات استثمارية مستدامة والتي تحتاج إلى كم هائل من بيانات يمكن تحليلها بسهولة ودقة في ظل التحول الرقمي، مؤكداً على أن التحول الرقمي يحقق الربط الفعلي ين كافة الأنشطة الاقتصادية ومراكز البحث العلمي والجامعات لتقديم حلول وابتكارات ومبادرات تفيد جميع الأنشطة الاقتصادية.


وشدد رئيس المكتب الاقليمي للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي عمار دلول على أهمية مواكبة سورية للتطورات التقنية الحاصلة في العالم للحصول على الخدمات الإلكترونية والوسائط والمعاملات الرقمية وخاصة في مرحلة إعادة الاعمار وبناء الاقتصاد المحلي وارتباطه مع الاقتصاد العالمي الأمر الذي يتطلب الاعتماد على الاقتصاد الرقمي من خلال التعاون الفعال بين الشركاء الرئيسيين والمؤثرين في الحكومة والجامعات ومؤسسات البحث العلمي إضافة الى مجتمع قطاع الأعمال الخاص، لافتاً إلى أن الاتحاد اعتمد فرع له في سورية نهاية 2023 وهو قيد التأسيس، وفور اشهاره سيتم التعاون مع الحكومة والوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة للمساهمة في إرساء وتنفيد المبادرات والمشاريع والبرامج الهادفة إلى اتمام عملية التحول الرقمي وزيادة نسبة الانتقال الى الاقتصاد الرقمي.


تلا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر افتتاح معرض يضم أجنحة للجهات المشاركة والداعمة والراعية.


حضر المؤتمر وزير المالية الدكتور كنان ياغي، وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية وممثلو عدد من البعثات الدبلوماسية بدمشق، ورئيسة الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش آمنة الشماط، ومعاونو وزراء ورؤساء غرف التجارة والصناعة في سورية، والمدراء العامون في المؤسسات الحكومية، ورؤساء الاتحادات والنقابات والمنظمات، والرؤساء التنفيذيون للمصارف الخاصة وعدد من رؤساء الجامعات الخاصة.