وحدة الارشاد الجامعي والدعم النفسي تنظم يوماً علمياً حول الانتحار

 بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار نظمت وحدة الارشاد الجامعي والدعم النفسي في جامعة دمشق يوماً علمياً حول موضوع الانتحار بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية الأستاذة الدكتورة ميساء السيوفي، وتضمن اليوم العلمي عدة محاضرات بمشاركة أساتذة من كليات الطب البشري والتربية والحقوق.

 

وتحدث عميد كلية الطب البشري الأستاذ الدكتور صبحي البحري في كلمة له عن المشكلات الاجتماعية كالقلق والخوف والإحباط وما يتبعها من مشاكل خطيرة على الفرد والمجتمع، مشيراً لعدم قدرة الجهاز الإداري في المعاهد والكليات على تحمل المشكلات التي تتطلب خبرات مميزة ومهارات دقيقة للتعامل مع هذه الإشكالات، والسبب وجود قوانين وأنظمة تمنع التعامل في حالات معينة بشكل مختلف عن التعامل مع باقي الطلاب، لذلك تم انشاء وحدة الارشاد الجامعي والدعم النفسي في الجامعة لتتولى هذه المهمة والتعرف على هذه المشكلات وإلقاء الضوء عليها ويمكن إجراء أبحاث ماجستير ودكتوراه أيضاً.

 

ولفت إلى أن كلية الطب قسم الأمراض الباطنة وشعبة الأمراض النفسية تدعم توجه الوحدة من خلال فريق متميز بخبرته واندفاعه للعمل بهدف الاهتمام بمشاكل الطلاب النفسية وإرشاده أكاديمياً مما يساعد على إتمام تحصيلهم العلمي، وهذا ما يندرج ضمن مسؤولية الجامعة المجتمعية المتمثلة بإعداد كوادر علمية خالية من الاضطرابات النفسية.

وأكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور علي اللحام على أهمية الصحة النفسية وضرورة العمل على خلق وتعزيز بيئة لا يتم فيها وصم الحديث حول الرفاه النفسي والاجتماعي بصفة الترف، إضافة للعمل على كسر حلقة الصمت حيال هذه القضايا وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة التي يحتاجون إليها، مشيراً إلى دور قسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الانسانية المتمثل في زيادة كفاءة خريجي هذا القسم وتقديم دورات تدريبية لهم حول الرعاية الاجتماعية ليتمكنوا من تقديم المشورة والنصح في الأزمات والضغوط الاجتماعية، والقيام بدراسات اجتماعية للتعرف على أسباب الانتحار وعلاماته وكيفية الوقاية وتقديم المساعدة. 

 

وفي كلمة لعميدة كلية التربية ألقتها نائب عميد الكلية للشؤون العلمية الأستاذة الدكتورة بسماء آدم، تناولت فيها الانتحار كمشكلة رئيسية من مشاكل الصحة العامة يترتب عليها عواقب اجتماعية ونفسية وانفعالية واقتصادية بعيدة المدى، وذكرت الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة المتمثلة بمرض الاكتئاب، وإدمان المخدرات، والألعاب الالكترونية، وتطرقت لاستراتيجيات الوقاية والحماية من الانتحار للأفراد والأسر والمجتمعات.


وتحدثت أ.د. آدم عن دور الكلية في معالجة هذه الظاهرة والحد منها وذلك عن طريق رفد المجتمع بالاختصاصين الأكفاء، إضافة إلى مساهمتها العلمية والبحثية من خلال أبحاث أعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا، ودعت الحاضرين في اليوم العلمي إلى تبني توصيات إجرائية لمنع الانتحار.

 

وبين مدير وحدة الارشاد النفسي في الجامعة الدكتور مازن الشماط أن اليوم العالمي لمنع الانتحار طرحته منظمة الصحة العالمية في العاشر من أيلول من كل عام وبدأ منذ عام 2003 والغاية منع الانتحار والوقاية والتخفيف منه ونشر الثقافة والوعي حول خطورة هذا الموضوع، مشيراً للإحصائيات العالمية التي توضح أن هناك ما يزيد 700 ألف شخص يموتون بالانتحار سنوياً، لافتاً إلى أن هدف الفعالية تناول موضوع الانتحار بطريقة تكاملية من الناحية الطبية والقانونية والنفسية والاجتماعية.

 

 بدوره أوضح النائب الإداري بكلية الطب الأستاذ الدكتور يوسف لطيفة أن الانتحار هو عَرض وتظاهرة للكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية وهو خطير جداً ويهدد الفرد والأسرة والمجتمع ويحمل سمة الوصمة، مبيناً أن محاضرته تناولت الأسباب الطبية للانتحار ومنها الاكتئاب الشديد والذُهاني حيث يعيش المريض بحالة من اليأس الشديد وفقدان الأمل والتشاؤم والفشل، إضافة لشعوره بالمسؤولية عن دمار العالم والاثم والخطيئة، وغيرها من المشاعر التي تدفعه للتفكير بالانتحار، والسبب الثاني مرض الفصام أو الذُهانات حيث ينتحر المريض استجابة لهلاوس وأصوات تدفعه لإنهاء حياته وهناك حالة أخرى هي الاضطرابات الشخصية ويفكر فيها المريض بالانتحار لعدم استقرار مزاجه أو خلل بأفكاره وعدم نضجها، مشيراً للأمر الخطير والشائع وهو حالات الإدمان بكل أنواعه التي تدفع المريض للانتحار بسبب ما ينجم عنها من أمراض نفسية.

 

وأوضح نائب عميد كلية الحقوق للشؤون الإدارية الدكتور فادي الشماط أن محاضرته تتحدث عن الانتحار من وجهة نظر قانون العقوبات السوري، وهل يعتبر الانتحار أو الشروع به جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات السوري، والمساهمة الجرمية في موضوع الانتحار عن طريق التحريض والمساعدة عليه، إضافة لموضوع حساس جداً وهو القتل الرحيم من وجهة نظر التشريع الجزائي السوري.



عداد الزوار / 846193894 /