"أثر القرآن الكريم في البلاغة العربية: إضاءة على المسار والمآل" دراسة علمية في كلية الشريعة.

البلاغة العربية هي إحدى علوم اللغة العربية المهمة التي يُعدُّ فهمها أمراً أساسياً في فهم مرامي ومعاني النصوص العربية، وقد ساهم القرآن الكريم بشكل فعال في ازدهار اللغة العربية على مستوى العالم وقت نزوله والحفاظ على بقائه وخلوده على مر العصور. وعدت البلاغة من أبرز معجزات القرآن الكريم، وكان تعرف باسم الإعجاز البلاغي مما دفع علماء الإسلام إلى الاهتمام بعلم البلاغة وتوثيقه.

 

وقد أكدت العديد من الدراسات الحديثة تأثير الجوانب التاريخية في معاني النصوص، حيث بذلت جهود كثيرة في بيان الجانب البلاغي للقرآن وإعجازه، تضمنت العديد من الدراسات الناضجة والإبداعية. لكنها لم تخلو من التكرار والحشو والتداخل، ومن أجل ذلك أجري بحث علمي في كلية الشريعة بجامعة دمشق بعنوان "أثر القرآن الكريم في البلاغة العربية: إضاءة على المسار والمآل" بهدف تحديد مسار البلاغة العربية، وتتبع تأثير القرآن الكريم عليه، وبيان تأثيره في الدراسات البلاغية، والتنبؤ بالتطوُّرات التي يمكن أن تحدث لعلم البلاغة ومستقبله.

 

  اعتمد البحث على المنهج الوصفي في تتبع تطور علم البلاغة منذ بدايته وحتى الآن، مستعرضاً أبرز الدراسات البلاغية بغية إنجاز عمل يكون بمثابة ركن لامتلاك أدوات التفسير واللغة والألفة مع بقية العلوم، من أجل إضافة شيء جديد إلى هذا العلم باعتباره أحد العلوم المساعدة واللازمة لفهم القرآن الكريم.

 

وأوضح البحث أن علم البلاغة العربية شهد تحوُّلات منهجية وإجرائية خلال مسار تطوره، ومع أن معظم تلك التحوُّلات كانت إيجابية إلَّا أنَّه حصلت بعض الأخطاء. وقد كان للقرآن الكريم دوراً مهماً في حفظ وصيانة هذا العلم من الانحراف، كما كان المعيار والمثل الذي اعتمد عليه واستشهد به العلماءُ المشتغلون فيه.

 

ويؤكد البحث على ضرورة بذل المزيد من الجهود لخدمة علم البلاغة وتطوير البحث البلاغي والسماح للأجيال القادمة، بتطوير واستكمال ما بناه المؤسسون وليس هدمه، وكذلك الاستفادة من نتائج العلوم الإنسانية للأمم الأخرى، التي أثبتت جدارتها في معالجة الآثار البلاغية للنصوص والخطابات، وأهمية الإفادة من هذه العلوم بتطوير معايير البلاغة العربية وفق قواعد الحفاظ على الخصوصية والأصالة.

 

ويوصي البحث بتوضيح أهمية البلاغة العربية بالنسبة للغة العربية وأن يغرس حبها في نفوس المتعلمين حتى يسارعوا إلى تعلمها مما يساعدهم على فهم معاني القرآن الكريم والاستفادة من أسلوبه العربي الرصين. كما يؤكد البحث على أهمية بذل مزيد من الجهود المستقبلية لتنقية المنهج البلاغي، عن طريق الاقتداء التام بطريقة القرآن الكريم في استعماله للبلاغة.

 

 

 

 

 

 



عداد الزوار / 776569741 /