انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الأول حول الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية على مدرج جامعة دمشق.

بدأت على مدرج جامعة دمشق اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية، والذي تنظمه جامعتا دمشق وعجلون الوطنية في الأردن بالتعاون مع مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في اتحاد الجامعات العربية.

وتتركز مناقشات المؤتمر حول استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الشمول المالي الرقمي، وتفعيل آلياته وأخلاقياته ومخاطره، وحاجته للتنظيم القانوني، واستخدامه في الحروب العسكرية وأثره على الأمن الدولي، إضافة إلى واقع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، واستخدامه في الأمن المعلوماتي والذكاء الصنعي في زرع وتعويض الأسنان، وتعقب حركات الفك من خلال أوراق علمية لباحثين من جامعتي دمشق وعجلون الأردنية.

 

وأكد رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور محمد أسامة الجبّان بأن المؤتمر يعد فرصة هامة للباحثين لتبادل المعرفة والخبرات العلمية في مجال تعزيز التقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ومناقشة التحديات والتطلعات المستقبلية، ويكتسب أهميته من المحاور المتنوعة التي سيناقشها خلال جلساته العلمية والتي تحيط بكافة جوانب الذكاء الاصطناعي، وتأثير تقنياته في القطاعات المختلفة والتحديات التي يواجهها والفرص المتاحة، مؤكداً أهمية التعاون مع جامعة عجلون الأردنية من خلال خبراتها الهامة في هذا المجال.

 

وأشار أ.د الجبّان إلى أن جامعة دمشق انطلاقاً من حرصها على مواكبة كل جديد في التكنولوجيا، تسعى بكل تصميم لامتلاك أدوات الذكاء الاصطناعي، وتزويد طلابها بالمعرفة والأدوات والفرص المناسبة، والاستفادة من الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي في العديد من التخصصات المختلفة، وتهيئة البنية التحتية التقنية المتقدمة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من قدراته في مختلف جوانب التعليم والابتكار وريادة الأعمال، متمنياً لأعمال المؤتمر النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منه في تعزيز الفهم لتأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي والمجتمع.

 

وأوضح رئيس جامعة عجلون الأردنية أ.د فراس الهناندة أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن أن يساعد في تخصيص التجارب التعليمية لتلبية احتياجات الطلاب الفردية، مما يعزز من فعالية التعلم ويزيد من فرص النجاح الأكاديمي، لافتاً إلى أن جامعة عجلون أنشئت مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، بغية تعزيز التعاون الأكاديمي بين الباحثين والطلاب على مستوى الجامعات العربية، وتطوير برامج تعليمية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يمثل المركز نقطة انطلاق لمبادرات جديدة تهدف إلى دمج التكنولوجيا في المناهج الدراسية، وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية تدعم التعلم الذاتي.

 

 وأكد الدكتور الهناندة على أهمية التعاون بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في العالم العربي لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والخدمات المجتمعية من أجل بناء شراكات استراتيجية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتوفير فرص تعليمية متقدمة لأجيال المستقبل، مشيداً بخريجي جامعة دمشق الذين قدموا نموذجاً يحتذى به في كيفية الاستفادة من التعليم العالي لتحقيق التنمية والابتكار وخدمة المجتمعات التي يعملون بها، أملاً أن يخرج المؤتمر بنتائج مثمرة وناجحة.

 

وأشار عميد كلية المعلوماتية بجامعة دمشق إلى أن الجامعة كانت سباقة في مجال الذكاء الاصطناعي حيث تأسس قسم خاص بجهود مشتركة مع أساتذة وباحثين من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا الذي تأسس عام 1983 مما أسهم بانطلاقة سريعة ومتوازنة غطت عدداً كبيراً من مجالات الذكاء الصنعي، وأسفرت عن العديد من مشاريع الماجستير والدكتوراه والمنشورات العلمية، وأما قسم الذكاء الاصطناعي كاختصاص جامعي تأسس مع إحداث كلية الهندسة المعلوماتية 1999.

 

وبين جوخدار أن المؤتمر يركز على تطبيقات الذكاء الصنعي في التعليم العالي وخدمة المجتمع أكثر منه على تطوير آليات الذكاء الصنعي حيث تم دعوة المستفيدين الحقيقين من الذكاء الصنعي لعرض أبحاثهم التي اعتمدت على الذكاء الصنعي لنشر ثقافة حقيقية للذكاء الصنعي بعيداً عن المبالغات التي تعطي أحلام وهمية أو مخاوف غير حقيقية.

 

  وتضمنت جلسة الافتتاح كلمة لمؤسس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور رضا سعيد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة جاء فيها" إن اختيار جامعة دمشق لاستضافة هذا المؤتمر الدولي الهام، يؤكد على الدور الريادي لهذه الجامعة في تبني التقنيات الحديثة وتسخيرها لخدمة الإنسانية جمعاء، كما يعكس إيماننا الراسخ بأهمية البحث العلمي والابتكار في مواجهة التحديات المستقبلية، وسعينا الدائم لتوفير بيئة علمية محفزة تشجع على الإبداع والتميز"."

 وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قدمت الدكتورة  ندى غنيم من جامعة دمشق عرضاً حول مواكبة الجامعة للتطور في مجال معالجة اللغات الطبيعية من خلال المقالات والأبحاث العلمية المنشورة، وتطلعات الجامعة المستقبلية الهادفة لتطوير نماذج لغوية عربية محلية اعتماداً على مدونات ضخمة تأخذ بالاعتبار اللغة والمفردات والمصطلحات المستخدمة فعلياً، والتعاون مع الخبراء اللغويين من كافة الاختصاصات لبناء مدونات ضخمة موسومة توافق كل مسألة من المسائل المدروسة، وإقامة مشاريع مشتركة بين الخبراء في المجالين اللغوي والهندسي، بالإضافة إلى حث الباحثين اللغويين على نشر الموارد اللغوية المتاحة لديهم  والسعي لتوفير معدات كافية لتدريب النماذج اللغوية وبناء التطبيقات اللغوية.

كما قدم الدكتور أحمد ماجد أحمد من العراق محاضرة عن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في الحروب العسكرية وأثره على الأمن الدولي.

وفي تصريح للإعلاميين أوضح نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، الأستاذ الدكتور غيث ورقوزق أن الهدف من المؤتمر تعزيز التشاركية مع الجامعات العربية في مناقشة مواضيع وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال الأخلاقيات المعتمدة في الجامعات العالمية أو التي تعمل عليها المؤسسات الصناعية التي تطور الذكاء الاصطناعي، مؤكداً سعي الجامعة لمواكبة التطورات التكنولوجية، في كافة المجالات ومنها مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح اهتماماً عالمياً.

 

وبين نائب رئيس مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي التابع لاتحاد الجامعات العربية، الأستاذ الدكتور محمد أبو شقير، أن المشاركة في المؤتمر جاءت بناءً على دعوة من جامعة دمشق لتقديم أوراق بحثية حول الذكاء الاصطناعي لافتاً إلى وجود ورشات عمل متخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال المؤتمر، لنقل خبرات الجامعات الأردنية والتعاون في مجال البحث العلمي في كل مجالات الذكاء الصنعي.

 

وأكد مدير تطوير الأعمال في مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي التابع لاتحاد الجامعات العربية، المهندس حسان القضاة، أن الدول العربية خطت خطوات كبيرة للحاق بركب الذكاء الاصطناعي العالمي   والمؤتمر الحالي يعتبر نتاج الأبحاث التي قدمتها الدول العربية في هذا المجال، حيث تم استعراض ومراجعة المشاركات الواردة من باحثين عرب وتم قبول الكثير منها، وأشار إلى أن الهدف هو تطوير نماذج مستقلة عربية تضيف قيمة مضافة لأصحاب القرار في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى أيامه الثلاثة، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الشعاعي للوجه والفكين بالتصوير الرقمي والمسؤولية الجنائية للذكاء الاصطناعي، ومستقبل الأعمال معه ودوره في تطوير تعليم التصميم المعماري والتكامل الإبداعي بين العلوم والفنون في تعليم التصميم وتعزيز الطلاقة الفكرية.

 

 

 

 



عداد الزوار / 845615487 /