في اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. خطوات رائدة ومستمرة لجامعة دمشق لتمكين الطلاب ذوي الإعاقة وتقديم الخدمات التعليمية الملائمة لهم

في إطار دورها المجتمعي وعملاً بالتوجيهات الحكومية بالاهتمام بالطلاب من أصحاب الإعاقات المختلفة، تولي جامعة دمشق الاهتمام والرعاية من خلال العديد من الخدمات التعليمية المتميزة والأنشطة الطلابية والفعاليات والندوات والأبحاث، بهدف العمل على دمج هؤلاء الطلاب في الحياة الجامعية، وإتاحة كافة التسهيلات والأدوات التي تساعدهم على إكمال دراستهم العلمية، إيماناً من الجامعة بحقهم في التعليم ليكونوا جزءاً فعالاً في المجتمع، وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.

 

وتتنوع الأقسام العلمية في الجامعة التي تهتم بقضايا الإعاقة بكافة مجالاتها ومنها قسم التربية الخاصة في كلية التربية ويناط بهذا القسم تأهيل الكوادر المختصة وإعداد وتأهيل معلمي ومعلمات التربية الخاصة للعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في المجالات التربوية والنفسية، كما يساهم القسم بتقديم أساليب تدريس وممارسات خاصة تتناسب مع قدراتهم العقلية والبدنية والعاطفية بما يسهم بتحسين جودة التعليم والتطوير الشخصي للأطفال من هذه الشريحة وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع.

 

 وتتعاون الجامعة مع الجهات ومنظمات المجتمع الأهلي في مجال الإعاقة وفي مقدمتها المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال اتفاقيات تعاون لصالح أقسام كلية العلوم الصحية في الجامعة، تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي والبحثي والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، في مختلف مجالات الإعاقة ذات الصلة بأقسام الكلية.

 

ويؤكد عميد كلية العلوم الصحية الدكتور سامر محسن بأن الكلية باختصاصاتها المختلفة تهدف إلى تخريج الكوادر التي من شأنها العمل على إكمال فريق التأهيل العامل في الكشف والتدخل للإعاقات المختلفة في الاختصاصات التي تعنى مباشرة بتأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة في اختصاصات السمعيات، وتقويم الكلام واللغة، والعلاج النفس الحركي، والعلاج الوظيفي، والعلاج السريري، والأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية.

 

وأضاف د. محسن.. تقوم الكلية من خلال اتفاقيات التعاون المشتركة مع منظمة "آمال" بتدريس الطلاب في مستوى الإجازة في الاختصاصات المختلفة والدراسات العليا في اختصاص تقويم الكلام واللغة بتخريج مجازين كفؤين قادرين على العمل في جميع مستويات الرعاية مع الأشخاص ذوي الإعاقة في المؤسسات الطبية والمراكز الصحية ودور الرعاية والمستشفيات وحتى في المدارس وفي المجتمع، لافتاً إلى أن الكلية تقوم بدور تثقيفي هام على مستوى نشر ثقافة الكشف المبكر عن الإعاقة والأمور الأخرى الهامة كنظرة المجتمع إلى الأشخاص ذوي الإعاقة والتقبل والدمج وغيرها من الأفكار الهامة التي من شأنها تطوير المجتمع.

 

 وبين د. محسن أن الكلية إضافة إلى نشاطها العلمي الأكاديمي والتوعوي تعمل بالتشارك مع منظمة آمال على المستوى الإداري والحكومي لتوطين هذه الاختصاصات في مؤسسات الدولة من خلال إصدار قوانين مزاولة المهنة والتوصيف الوظيفي الخاصة بجميع هذه الاختصاصات وتوضيح دور كل خريج ضمن المؤسسات الحكومية المختلفة التي تعنى بالصحة والتأهيل لتحقيق الهدف الأسمى وهو توفير فرص متكافئة للأشخاص ذوي الإعاقة.

 

وتضم الجامعة مركزاً خاصاً لتقديم الخدمات التعليمية للطلاب المكفوفين في كلية الآداب والعلوم الإنسانية "مركز المعلوماتية للمكفوفين" تم تجهيزه بكافة التجهيزات والتكنولوجيا الحديثة بما تتناسب مع هؤلاء الطلاب لمساعدتهم في تعليمهم، كما يوفر المركز الأنشطة المختلفة والخدمات التعليمية لدمج الطلاب ذوي الإعاقة مع سائر فئات المجتمع، كما يقوم المركز بإجراء دورات تدريبية لمساعدة الطلاب المكفوفين في متابعة تعليمهم الجامعي وتمكينهم من استخدام الحاسب الآلي للحصول على المحاضرات المكتوبة عن طريق "البرايل" أو مسجلة على أقراص مدمجة.

 

تحرص الجامعة على مشاركة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في برامجها التدريبية في مختلف الكليات بغية إدماج هذه الشريحة في المجتمع وتلبية متطلباتهم ومساعدتهم على تحقيق الأثر الإيجابي، وفي هذا السياق قام مركز التمكين والريادة الطلابي في الجامعة بالتركيز على هذه القضية في إطار دوره بتعزيز الشمولية والمساواة وتحقيق التفاعل والتعاون بين الطلاب، حيث أطلق المركز مؤخراً دورة تدريبية بهدف تمكين مدربين من الطلاب ممن لديهم شغف التدريب وتطوير مهاراتهم ليكونوا قادرين على نقل المعرفة والخبرة في عدة مجالات، شارك فيها طلاب من ذوي الإعاقة بلغت نسبتهم 50% من بين المشاركين.

 

وبمناسبة اليوم العالمي للأشخاص من ذوي الإعاقة تنظم الجامعة في كل عام فعاليات ونشاطات متنوعة بالتعاون مع الجهات والمنظمات والجمعيات ذات الشأن بالإعاقة مثل منظمة "آمال" وجمعية أطفال الشلل الدماغي، بالإضافة إلى لقاءات يقوم بها قسم علم الاجتماع مع أفراد من هذه الشريحة بغية التحدث معهم والاستماع إلى مطالبهم والمشكلات التي تواجههم سواء في الجامعة أو المجتمع بشكل عام.

 

وكان لجامعة دمشق من خلال كوادرها التعليمية والطبية والفنية دور فاعل في البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، من خلال مساهمتها بإجراء عمليات نوعية في لزراعة الحلزون في المشافي وإعادة تأهيل الأطفال الذين خضعوا لهذه العلميات وفق برنامج تخصصي علمي كان للكوادر الطبية والفنية بالجامعة دور هام فيه.

 

وعلى الصعيد البحثي تهتم الجامعة من خلال كلياتها وأقسامها المعنية بإجراء وتنفيذ الدراسات والأبحاث العلمية والأكاديمية بما يتعلق بقضايا الإعاقة والتربية الخاصة ونشر المعرفة حول الموضوعات الهامة المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتشجيع الأساتذة والباحثين من طلاب الدراسات العليا على هذا النوع من الأبحاث ونشر هذه الأبحاث في مجلاتها العلمية المتنوعة الطبية والتربوية والعلوم الإنسانية. وتضم مجلات الجامعة عشرات الأبحاث العلمية التي تتصدى لقضايا ومشاكل الإعاقة بمختلف مجالاتها.

 

ويحتفل العالم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الـ 3 من كانون الأول / ديسمبر كل عام من قبل الأمم المتحدة لدعم ذوي الإعاقة؛ وتمكينهم بما يسهم بدمجهم في المجتمع وتحقيق حياة كريمة لهم، حيث يحمل اليوم العالمي لهذا العام شعار "لا شيء عنا بدوننا" حيث يرمز الشعار إلى المتطلبات الأساسية للمشاركة والتمثيل والإدماج ويدعو الأشخاص ذوي الإعاقة إلى تشكيل ظروف حياتهم بشكل نشط.

 

 



عداد الزوار / 878533998 /