دراسة علمية تظهر أثر الموضع الجغرافي في إطلاق التسميات على التجمعات الريفية في سوريا

تساهم دراسة أسماء الأماكن الجغرافية في إبراز الإرث الحضاري والاجتماعي والإنساني لسكان منطقة ما، ويعد مؤشراً ظاهراً لتوزيع الخصائص الجغرافية والحضارية والقدم الحضاري، وفي هذا السياق أجريت دراسة علمية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق  بغية توضيح خصائص المسميات في الريف السوري ودلالتها وتحديد أنماطها المكانية في توزعها الجغرافي، وتبيان أثر الموضع الجغرافي في إطلاق التسمية على التجمعات الريفية على اعتبار أن النمط الريفي هو الغالب على التجمعات البشرية في سوريا، مع ندرة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع بشكل علمي منهجي في سوريا.

وأظهرت الدراسة التي اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي والإحصائي والمنهج الإقليمي، أن بعض مسميات القرى تأخذ النمط النقطي، ولكن معظمها تمتلك اسم إقليم لغوي فردي  في توزعها المساحي لإبراز التباين في المظهر الجغرافي، الذي كان السبب في تشكيل أنماط مكانية لمسميات التجمعات البشرية الريفية، وأن معظم أسماء القرى يغلب عليها الصفة المركبة ، حيث تتكون إما من كلمة قديمة مضاف لها لاحقة أو أن يحمل اسم القرية معاني مختلفة، مما يؤكد دور الموقع الجغرافي في إطلاق التسمية على القرى.

كما بينت نتائج الدراسة أن القرى صغيرة الحجم بعدد ساكنيها تتميز بتسميات محلية خاصة، وبعض مسميات القرى حافظ سكانها عليها لتكون أسماء قرى هاجروا إليها، وبعض القرى التي تضم لاحقة لفظية لاسمها، مثل فوقاني، تحتاني، يقصد بها الموقع الشمالي والقبلي أو الأكثر والأقل ارتفاعاً.

 



عداد الزوار / 902972073 /