استراتيجية هجينة فعالة للخداع والتشويش البقعّي على الطائرات بدون طيار.. بحث علمي في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية

يُعد التشويش والخداع الإلكتروني من أكثر الأساليب فعالية، حيث يمكنه إرباك أنظمة الملاحة للطائرات من دون طيار Unmanned Aerial Vehicles UAVs والتأثير على مساراتها بشكل دقيق، مما يجعله أداة ضرورية لحماية المناطق الحساسة من الاستخدام غير المصرح به لهذه الطائرات، ومن هنا تبرز الحاجة إلى تقنيات متقدمة قادرة على تعطيل الطائرات المستهدفة بكفاءة.

 وفي هذا الإطار أجري بحث علمي في قسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق بعنوان " "استراتيجية هجينة فعالة للخداع والتشويش البقعّي على الطائرات بدون طيار" بهدف تطوير منظومة هجينة مبتكرة تعتمد على التشويش البقعّي والخداع الإلكتروني لاستهداف أنظمة الملاحة للطائرات من دون طيار، مما يتيح إمكانية تعطيلها أو إعادة توجيهها بعيداً عن المناطق الحساسة، وبالتالي تعزيز الأمن الجوي والحماية الاستراتيجية للمرافق الحيوية.

تم خلال البحث استخدام تقنية الراديو المُعرّف برمجياً Software-Defined Radio (SDR) لتوليد إشارات تشويش وخداع موجهة نحو التردد L1 (1575.42 MHz)  الخاص بإشارات GPS شملت التجارب 45  اختباراً ميدانياً على نماذج مختلفة من الطائرات التجارية، ضمن ثلاثة سيناريوهات رئيسية: الخداع التفاعلي عبر إرسال إشارات الخداع بعد رصد وجود الطائرة، ,الخداع الاستباقي من خلال إرسال إشارات الخداع قبل تشغيل الطائرة لمنعها من استخدام إشارات GPS الحقيقية، والتشويش البقعّي متبوعاً بالخداع عبر تعطيل إشارات GPS عبر التشويش، ثم إرسال إشارات خداع لإعادة توجيه الطائرة إلى موقع وهمي.

وقد أثبتت التجارب أن دمج التشويش البقعّي مع الخداع الإلكتروني هو النهج الأكثر كفاءة، حيث أدى إلى إرباك أنظمة الملاحة للطائرات المستهدفة خلال ثوانٍ، مما منعها من تنفيذ مهامها أو توجيهها إلى مواقع غير صحيحة، كما تفوقت هذه الاستراتيجية على أسلوب الخداع التفاعلي الذي يتطلب وقتاً أطول ليصبح فعالاً.