بحث علمي يوثق التجربة السورية بمجال دعم واحتضان المواهب والتميز والابداع

 تعزيز التعليم للطلاب الموهوبين وأصحاب القدرات الفائقة هو جانب حاسم لتأسيس مجتمع قوي متمحور حول المعرفة العلمية، وكان لسورية بصمتها في هذا المجال حيث عملت على تطبيق العديد من الاستراتيجيات لتعزيز المواهب والابداع عبر عدة مبادرات تسعى إلى تحديد وتنمية وتطوير مواهب الطلاب الموهوبين، وتوفير الدعم والفرص الضرورية لهم.


  
وفي هذا الإطار أنجز بحث علمي بالتشارك بين جامعة دمشق وهيئة التميز والإبداع والجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الجنان اللبنانية بعنوان "إثراء العقول: إضاءة على تجربة تعليم الموهوبين في الجمهورية العربية السورية" والذي يعتبر الأول من نوعه في توثيق ودراسة تجربة دعم الطلاب الموهوبين والمتميزين في سورية بين عامي 2009 و2022 والأول من نوعه كمقالة فرضية من النظرية الى التطبيق.


ويهدف البحث إلى استكشاف البرامج والمؤسسات المصممة لتنمية قدرات الطلاب الموهوبين والمتميزين، ودعمهم والاستراتيجيات المطبقة في سورية بهذا الشأن، ودراسة أدوار هيئة التميز والإبداع، وقسم المسابقات العلمية السورية، والمركز الوطني للطلاب المتميزين وفهم دور المبادرات في تنمية مواهب الشباب، وتعزيز التميز في التعليم والمسابقات، وتحليل نتائج تلك المبادرات مثل الأولمبياد العلمي السوري والمركز الوطني للطلاب المتميزين والبرامج الأكاديمية للطلاب المتميزين ودراسة تأثير هذه البرامج على الطلاب الموهوبين بكافة المناطق السورية بما فيها التي تعاني من الأزمات.


ويؤكد البحث أن الجهة الرئيسية التي تدعم الطلاب الموهوبين في سورية هي هيئة التميز والإبداع، التي تأسست في عام 2016 بشكل أساسي، ورسمياً في عام 2019، وتهدف إلى احتضان وتنمية الأفراد الموهوبين وتقديم الدعم والتوجيه الشامل لهم ومساعدتهم في تنمية قدراتهم وإبداعهم من خلال تقديم تدريب وتأهيل وفرص للمشاركة في المسابقات المحلية والدولية على حد سواء، وتنمية العباقرة الصغار، ووضع مسارات لجذب المواهب الناشئة، وتعزيز التفكير الابداعي وخلق بيئة تشجع على التميز.


وبحسب ما ورد في البحث أن التعاون بين هيئة التميز والابداع وجامعة دمشق أثمر عن إنشاء العديد من المخابر البحثية والتدريسية في عدد من كليات الجامعة وذلك ضمن إطار دعم البرامج الأكاديمية للطلاب المتميزين التابعين للهيئة ومن أمثلتها برنامج النمذجة والتحليل الاقتصادي في كلية الاقتصاد حالياً، ودعم الطلاب في برنامج الليزر سابقاً.

 

وفي ذات السياق تنظم إدارة الأولمبياد العلمي السوري مسابقات وطنية في العلوم التطبيقية والنظرية، مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحاسوب وعلم الأحياء، إضافة لمسابقات في البرمجة والروبوتات للطلاب على مستويات تعليمية مختلفة ويحصل الناجحون فيها على تدريب متقدم وفرصة لتمثيل سورية في المسابقات الدولية وكما ورد في الدراسة تجاوز عدد الجوائز التي حصل عليها طلاب الاولمبياد العلمي السوري 120 جائزة من بينها ميداليات ذهبية وفضية.



أما المركز الوطني للطلاب المتميزين الهادف إلى تطوير أفراد متكاملين في مجالات متنوعة وإعداد الطلاب للمشاركة في المسابقات الدولية، فهو يقدم الدعم للطلاب الموهوبين الحاصلين على شهادة التعليم الأساسي من خلال برامج أكاديمية تتضمن تدريس وإشراف متخصص، وتعليم نظري وعملي باستخدام مختبرات متقدمة، وبرامج إثراء، ومشاريع علمية، وفرص بحثية.



وتدعم أيضاً إدارة البرامج الأكاديمية الطلاب الموهوبين لجهة متابعة الدراسات الجامعية والدراسات العليا في تخصصات علمية مثل علوم الحياة الطبية والميكاترونيكس وهندسة علوم الحاسوب والعلوم الاقتصادية وتوفر مختبرات متطورة وموارد تعليمية حديثة لتعزيز تجارب التعلم لدى الطلاب.

 


ومن أهم استنتاجات البحث: فحص الإجراءات والبرامج المختلفة التي اتخذتها سورية لدعم تعليم الطلاب الموهوبين، حتى قبل اندلاع الأزمة، حيث اتخذت خطوات جريئة لإنشاء الأولمبياد العلمي السوري والمركز الوطني للطلاب المتميزين، ومنظمات مكرسة لتحديد ورعاية الطلاب الموهوبين في مجالات مختلفة.



عداد الزوار / 775929963 /