ندوة علمية في كلية السياحة تناقش الواقع الراهن للمتاحف السورية والرؤية المستقبلية

نظمت كلية السياحة بجامعة دمشق بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف والاتحاد الوطني لطلبة سورية ندوة علمية بعنوان" الواقع الراهن للمتاحف السورية ورؤية مستقبلية" بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، بحضور أساتذة وطلاب الكلية من مختلف الأقسام العلمية.

 

 وأوضح عميد الكلية الأستاذ الدكتور عصام حيدر أهمية الندوة لتعريف الطلاب والأساتذة بواقع الآثار والمتاحف في سورية واستعراض جهود القائمين على هذا الموضوع، مؤكداً أهمية تطوير التعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف من خلال تنظيم النشاطات المتبادلة بما يسهم في إغناء العملية التعليمية في الكلية وتأمين التدريب الميداني في المتاحف لطلاب قسم إدارة المكاتب السياحية، والاستفادة المتبادلة من قبل الجانبين من الأفكار والرؤى والتجارب للنهوض بواقع الآثار والمتاحف في سورية ومعالجة التحديات التي تواجهها.

 

  وقدم المدير العام للآثار والمتاحف الأستاذ محمد نظير عوض في مداخلته، لمحة عن واقع المتاحف في سورية من عام 2010 ولغاية 2024 والمأمول منها في المستقبل نظراً لما تحتويه من قطع أثرية وفنية نادرة، مؤكداً أن المتاحف السورية تعمل بكفاءة وتؤدي دورها التربوي والثقافي والتعليمي والتعريف بالحضارة السورية لكونها تحتوي على التراث الأثري المادي واللامادي وهو الهوية الجامعة لكل السوريين.

 

 وتحدث عوض عن الأضرار التي لحقت بالمتاحف خلال سنوات الحرب في مختلف المناطق السورية والإجراءات التي اتخذتها المديرية للحفاظ عليها وتحصينها لافتاً إلى أن المديرية وضعت خطة استراتيجية وطنية لإدارة المتاحف السورية خلال عام 2020، كما انتهت مؤخراً من وضع قانون جديد لإدارة التراث الأثري السوري  بجهود مجموعة من الخبراء السوريين بالتعاون مع الأمانة و السورية للتنمية، والذي يعد من أهم القوانين كونه يضم تشريعات جديدة تتعلق بالمتاحف الخاصة وعلاقاتها بمتاحف الدولة، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات لإدارة المتاحف السورية استعداداً لأي طارئ.

 

   وأكد عوض أهمية مخرجات كلية السياحة من أجل تخريج كوادر مؤهلة قادرة على تقديم حضارة وتاريخ سورية للسائحين بالسياق الحضاري الصحيح نظراً لأن سورية تمتلك آلاف المواقع الأثرية وساهمت بشكل كبير في حضارة العالم بمختلف جوانب الحياة.

 

واستعرض مدير التنقيب في المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور همام سعد المواقع الأثرية في سورية والأضرار التي تعرضت لها خلال سنوات الحرب من سرقة وتخريب والتنقيب العشوائي في بعض المواقع لافتاً إلى وجود أكثر من 15 ألف موقع أثري مسجل في سورية معظم مقتنياتها من القطع الأثرية كانت موثقة من قبل بعثات التنقيب الأجنبية التي كانت تعمل بشكل دائم في سورية لغاية 2010عام وعددها 150 بعثة.

 

وعرض الدكتور سعد نماذج وأمثلة عن القطع الأثرية المسروقة من المواقع والمتاحف السورية والتي بيعت في السوق السوداء في كثير من دول العالم والصعوبات التي تواجه المديرية بشأن استرداها وكذلك القطع الأثرية المسروقة المستردة، مؤكداً على الدور الإيجابي للمجتمع المحلي في حماية المتاحف والقطع الأثرية في كثير من المدن والمناطق السورية.

 

  وبين الدكتور حسام غازي رئيس قسم إدارة المكاتب السياحية والارشاد السياحي في كلية  السياحة أن الندوة تأتي ضمن سلسة اللقاءات العلمية التي تنظمها الكلية للتعريف بالتراث الثقافي السوري، وواقعه والرؤية المستقبلية للحفاظ عليه والترويج له سياحياً، مشيراً إلى أهمية موضوع الندوة لكون المتاحف من أهم عوامل الجذب السياحي لما تحتويه من مقتنيات تغطي حضارة سورية ومن الضروري التعريف بواقعها الراهن والتحديات التي تواجهها واستنباط مجموعة من الاشكاليات التي تعاني منها ليتم التركيز عليها في الأبحاث المستقبلية لكلية السياحة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بما يسهم في ربط الجامعة بحاجات ومتطلبات المجتمع .

 



عداد الزوار / 784630573 /