دراسة علمية تؤكد تصميم المرافق الصحية من منظور العمارة العلاجية يعود بالفائدة الإيجابية على علاج المرضى والتعافي.

    أكدت دراسة علمية في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق على العلاقة الوثيقة بين العمارة وصحة الإنسان حيث يؤثر النهج المعماري لتصميم مباني المرافق الصحية بشكل إيجابي بعلاج المرضى.

وتناولت الدراسة "دور العمارة العلاجية في التعافي" مفهوم التعافي والعلاج والشفاء، والبُنى المكوَنة للشفاء، كما استعرضت مفهوم العمارة العلاجية ودور التصميم المستند إلى الأدلة في تحديد الخصائص التصميمية للبيئة العلاجية المثلى، وذكرت الخصائص التصميمية المطبقة في عدد من المباني الصحية من منظور العمارة العلاجية أمثلة من سوريا وبعض الدول.

 وأظهرت نتائج تصميم البيئة العلاجية المثلى خلال هذه الدراسة، أن ممارسات التصميم المستند إلى الأدلة نتج عنه مجموعة من الخصائص التصميمية تقنياً وطبيعياً ومعمارياً، والتي تساهم في توفير ملامح البيئة العلاجية المثلى وتساعد في تسهيل رحلة التعافي، وتتمثل الخصائص الطبيعية في التهوية الطبيعية والطبيعة، والعلاج بالروائح ووجود النباتات الداخلية، في حين تتمثل الخصائص التقنية في جودة الحرارة والتهوية وخصائص الإضاءة الصناعية وتقليل الضوضاء المسبب للإجهاد

.

كما بينت الدراسة أن الخصائص المعمارية تكمن في الحد من الإجهاد وتوفير المرونة وشكل تصميم وحدة التمريض وإقامة المرضى، وسهولة إيجاد الطريق، وتحديد هوية التصميم الداخلي وتعزيز التفاعل الاجتماعي واختيار مواد الإكساء والألوان، وإدماج مشاركة الحواس من خلال الفنون البصرية والتأملية، كما أشارت إلى إمكانية ارتباط التصميم من منظور العمارة العلاجية بأمراض معينة مثل السرطان حيث يؤثر اتباع نهج وخصائص البيئات الشافية على تطور وتعافي المرضى ودعمهم نفسياً واجتماعياً وطبياً في سياق رحلة التعافي من السرطان أو غيره من الأمراض الأخرى.

وأوصت الدراسة بضرورة تصميم مرافق الرعاية الصحية انطلاقاً من خصائص العمارة العلاجية لتوفير مساحات علاجية تدعم نية الشفاء، وكذلك تضمين ممارسات التصميم المستند إلى الأدلة في عملية تصميم مرافق الرعاية الصحية وقياس أثر الحلول التصميمية على المرضى وتقييم النتائج لتطوير التصميم باستمرار اعتماداً على الحاجات الفعلية المحلية

.

كما دعت الدراسة إلى أن يأخذ المخططون وأصحاب القرار بالاعتبار مفهوم التصميم من منظور العمارة العلاجية في بيئات الرعاية الصحية وإدراك تأثيراته الإيجابية على تعافي المرضى والوصول إلى استدامة وكفاءة جودة المرافق الصحية.