مهن الترجمة وسوق العمل.. ندوة علمية في المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية

  نظم المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية بجامعة دمشق ندوة علمية بعنوان" مهن الترجمة وسوق العمل"، استهدفت طلاب المعهد والعاملين في حقل الترجمة، ومهن الترجمة المتعددة بمشاركة أساتذة من جامعة دمشق وخريجي المعهد ومختصين من سوق العمل.

 

 وتناولت موضوعات الندوة الواقع والصعوبات والحلول ونقاط الضعف والقوة لدى الخرجين، من أجل تحسين دخول المترجم في سوق العمل، وتقديم الخبرات التي ترفع من سوية المهنة في سورية، من خلال أربعة محاور الترجمة التحريرية، الترجمة الفورية، الترجمة والتقانات الحديثة، والترجمة السمعبصرية.

 

وأكد نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا الأستاذ الدكتور غيث ورقوزق أهمية الورشة، لكون الترجمة تحظى بأهمية كبيرة سواء في المجال المهني أو الإداري وصولاً للبحث العلمي، لافتاً إلى أن الوسائط والوسائل الحديثة كشفت أن العمل في مجال الترجمة سلاح ذو حدين في ظل تطور تقانات الذكاء الصنعي والتوليد الآلي للنصوص بعدة لغات، مما يتطلب من المعنيين تطوير آليات العمل والتدقيق لصون سلامة النص، وفق فقه اللغة التي يتم الترجمة إليها، وهنا يأتي دور الجامعة والمعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية في البحث والتطوير على صعيد مهن الترجمة وربطها بمتطلبات سوق العمل.

 

وأوضح عميد المعهد العالي للترجمة الفورية الأستاذ الدكتور فؤاد خوري بأن هدف الندوة تعريف الطلاب والعاملين في الترجمة بمهن الترجمة، وواقع سوق العمل المحلي والإقليمي والصعوبات التي يواجهها المترجم وفرص العمل المتاحة، وضرورة التكيّف مع التقدم السريع الحاصل في التقانات والتكنولوجيا باعتبارها تقدم خدمات كثيرة للمترجم بما يوفر عليه الجهد والوقت في عمله.

 

وأشار أ.د خوري إلى أن المعهد العالي للترجمة والترجمة الفورية بجامعة دمشق من المعاهد الرائدة والمتميزة على مستوى المنطقة بمناهجه وكوادره وتجهيزاته المتطورة، ومنذ تأسيسه 2006 خرّج ما يقارب ألفي مترجم من كل الاختصاصات، يعملون حالياً في ميدان الترجمة بأنواعها، في السوق المحلية والعربية والدولية لافتاً إلى حرص المعهد على إعادة تفعيل الدورات التدريبية وورشات العمل لمدد قصيرة، للقطاعين العام والخاص وأيضاً الأفراد، بغية تأهيل المترجمين في مجال ترجمة المؤتمرات والترجمة المحلّفة والترجمة السمعيبصرية وغيرها، وتوفير خدمات الترجمة بأشكالها للقطاعات المختلفة العامة والخاصة وذلك في إطار ممارسة العمل المهني في الجامعة.

 

وفي كلمة طلاب المعهد نوهت الطالبة دانيا البزرة بالخدمات التي يقدمها المعهد للطلاب ودوره الهام بإثراء تجربتهم العلمية، وتوسيع مداركم والإحاطة بجوانب المعرفة من خلال المواد التي درسوها، مما ساهم في تعزيز حب اللغة لديهم وتطوير مهاراتهم في كل أنواع الترجمة، وزيادة المخزون العلمي واللغوي والثقافي لديهم.

 

وتحدثت نائب عميد المعهد الدكتور نرمين النفرة خلال الجلسة الأولى من الندوة عن تجربة المعهد في مجال ربط العمل الأكاديمي في الجامعة بسوق العمل، إضافة إلى الترجمات التي قام بها المركز لصالح وزارات وهيئات حكومية من خلال ترجمة محتوى مواقعها وترجمة الوثائق وتدريب وتطوير مهارات المترجم عبر دورات تدريبية نتج عنها تدريب 350 متدرب في عدة مستويات مشيرة إلى أن المعهد يعمل حالياً على افتتاح مكتب للترجمة المحلفة في جامعة دمشق.

 

وفي محاضرته" حول تقييم جودة المترجم" أوضح الدكتور فؤاد صندوق بأن نوعية الترجمة وجودتها كانت مطروحة على الدوام في تفاعل بين اللغة والترجمة، مشيراً إلى أن الهدف المنشود من النوعية في مضمار الترجمة ومستلزماتها تحقيق الجودة، ولكن عملياً النوعية مسألة نسبية لأن عنصر الملائمة أصبح المعيار الأساس، ويراد من المترجم الوصول إلى معادلة ثلاثية قوامها المقروئية والنفعية والمقبولية دون إغفال الأمانة والدقة، ولا سيما في مجالات كالقانون والعلوم وقد يتسبب غياب أي منهما بعواقب وخيمة.

 

وتحدث في الجلسة الأولى الدكتور باسل المسالمة مدير الترجمة في الهيئة السورية للكتاب عن الخطة الوطنية للترجمة، وتقييم جودة العمل لدى الهيئة والإجراءات التي اتخذتها الهيئة في هذا المجال، في حين تطرق الدكتور عادل داوود إلى مهام المترجم المتنوعة وواقع العمل في السوق، مؤكداً على أهمية تمتع المترجم بالمحاكمة العقلية السليمة لاتخاذ قرارات الترجمة المناسبة، كما شدد الدكتور حسام خضور في مداخلته على أهمية التوسع في إدخال لغات جديدة والاتجاه شرقاً في مجال الترجمة وخاصة الترجمة التحريرية.

 

وتضمنت مداخلات الجلسات العلمية للندوة موضوعات حول مهنة الترجمة الفورية من النظرية إلى التطبيق، وتحديات سوق العمل أمام المترجم الفوري، وتطلعات المترجم الفوري في سورية بالإضافة الذكاء الصنعي والمترجم والترجمة الآلية المدعمة بأدوات الذكاء الاصطناعي والترجمة الآلية وآفاق وتحديات الترجمة السمعبصرية في عصر الذكاء الاصطناعي، وواقع سوق العمل في الترجمة السمعبصرية وإشكاليات الترجمة والتعريب فيه.

  

 

 



عداد الزوار / 834310038 /