تحديات جودة النوم والصحة النفسية لدى الأطباء المقيمين في سوريا..دراسة مقطعية في كلية الطب البشري

  أفادت دراسة استقصائية وطنية في الولايات المتحدة الأمريكية بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية يعانون من أعلى معدل انتشار لقصر مدة النوم مقارنةً بالمهن الأخرى. علاوة على ذلك، أفادت العديد من الدراسات بتدني جودة النوم بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، ووصفت قلة النوم بأنها عامل محتمل لانخفاض مستوى صحة الطبيب.

 

وفي هذا السياق قدم فريق بحثي من كلية الطب البشري بجامعة دمشق دراسة علمية سلط فيها الضوء على تحديات جودة النوم والصحة النفسية لدى الأطباء المقيمين في سوريا بهدف توجيه التدخلات الموجهة لتحسين صحتهم وأدائهم المهني.

 

 وفي تفاصيل الدراسة: تلعب فئة الأطباء المقيمين دورًا محوريًا في إدارة الحالات الطبية وعلاج المرضى، خاصة في الحالات الطارئة التي تتطلب قرارات سريعة ودقيقة لإنقاذ الأرواح. ومع ذلك، تواجه هذه الفئة في سوريا ظروف عمل قاسية، حيث يُجبر معظمهم على العمل لأكثر من 100–130 ساعة أسبوعيًا، بالإضافة إلى 16–20 نوبة عمل ليلية شهريًا، دون وجود قوانين تحدّد ساعات العمل القصوى لحمايتهم. أدت هذه الظروف إلى معاناتهم من مشكلات جسيمة، مثل الحرمان الحاد من النوم وأعراض الاكتئاب والقلق، مما يُهدد جودة الرعاية الصحية ويُزيد من احتمالية الأخطاء الطبية.

أجريت دراسة مقطعية شملت 2,071 طبيبًا مقيمًا في 22 مستشفى رئيسيًا منتشرًا في جميع أنحاء سوريا (أكتوبر 2023–أبريل 2024)، بهدف تقييم جودة النوم والصحة النفسية.

شملت المقاييس البيانات الديموغرافية، ومؤشر بيتسبرج لجودة النوم (PSQI)، واستبيان الصحة للمريض (PHQ-9) للاكتئاب، ومقياس اضطراب القلق العام المكون من 7 بنود (GAD-7).

أظهرت نتائج الدراسة انتشارًا مرتفعًا بشكل كبير لجودة النوم السيئة (67.7%)، وأعراض الاكتئاب (46%)، وأعراض القلق (42.2%). اختلفت معدلات الانتشار بشكل كبير بين مستشفيات سوريا المختلفة، حيث سجل مستشفى حماة العام أقل معدل لجودة النوم السيئة (95.2%). باستخدام الانحدار اللوجستي الثنائي، كانت عوامل مثل الجنس الأنثوي (OR=1.21)، والعمر الأكبر (OR=1.19)، وعدم كونهم عازبين (OR=1.24)، والعمل في نوبات ليلية أكثر (OR=1.08) مؤشرات مهمة لجودة النوم السيئة (P-value<0.05).

وتوصي الدراسة بأن المستويات المرتفعة نسبيًا من جودة النوم السيئة، وأعراض الاكتئاب، والقلق بين الأطباء المقيمين السوريين تتطلب تدخلات تصحيحية، ربما تشمل تحديد ساعات العمل، لتحسين النتائج الصحية العقلية وتمكين الرعاية المثلى للمرضى، وتؤكد أن التغلب على هذه العقبات ليس مجرد مسألة أخلاقية، بل هو أساس ضروري لتعافي نظام صحي عادل ومستدام.   

يشار إلى أن هذه الدراسة نشرت في مجلة Journal Of Sleep Research بتصنيف D1 وبالترتيب السابع عالمياً في مجال Behavioral Neuroscience.




عداد الزوار / 967341559 /