كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق تطلق معرضاً لمخرجات المعسكر الصيفي الأول 2024

أطلقت كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق معرض مخرجات المعسكر الصيفي الدولي الأول2024 ، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وجامعات سورية حكومية وخاصة، ومحافظة دمشق، وسفارة تشيلي، وجمعية المعماريين الأردنيين. جاء هذا المعرض كنتيجة لعمل طلابي متميز قدم مخرجات عالية المستوى العلمي، ضمن محاور متنوعة.

أكد محافظ دمشق، المهندس محمد طارق كريشاتي، أهمية تنظيم المعسكر الصيفي في كلية الهندسة المعمارية باعتباره منصة حيوية للتواصل بين طلاب الجامعات السورية، الحكومية والخاصة. وأوضح أن هذا المعسكر يساهم في تعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين الطلاب، مما يخلق بيئة تعليمية تفاعلية.

 

كما أشار إلى التنسيق الجاري بين كلية الهندسة المعمارية ومحافظة دمشق لوضع مشاريع المحافظة التي تتماشى مع اهتمامات الطلاب، وخاصة تلك التي تتعلق برسائل الماجستير والدكتوراه، وذلك في إطار اتفاقية التعاون الموقعة بين المحافظة والجامعة، والتي تهدف إلى ربط الجوانب الأكاديمية باحتياجات المجتمع المحلي.

 

وأشار رئيس جامعة دمشق الأستاذ الدكتور محمد أسامة الجبّان إلى أهمية الفعاليات الجامعية التي تنظمها الكليات، والتي تهدف إلى ربط مخرجات الجامعة بالمجتمع. وأكد أن المعسكر الصيفي في كلية الهندسة المعمارية هو مثال حي على هذا الربط، حيث تم خلاله دراسة العديد من المناطق الأثرية والسياحية في محافظة دمشق وغيرها من المحافظات السورية.

 

وأضاف أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز دور الجامعة في خدمة المجتمع وتطويره، من خلال تقديم حلول ومشاريع قائمة على أسس علمية وعملية، مما يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي. وأوضح أن إشراك الطلاب في دراسة هذه المناطق الأثرية والسياحية يتيح لهم فرصة تطبيق معارفهم الأكاديمية في بيئة واقعية، ويشجعهم على تقديم أفكار مبتكرة تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية، بالإضافة إلى دعم جهود التنمية المستدامة في هذه المناطق.

 

وبينت عميدة كلية الهندسة المعمارية الأستاذة الدكتورة ريدة ديب أن المعسكر الصيفي انطلق بمشاركة 400 طالب من سبع جامعات سورية، منهم 350 طالباً من جامعة دمشق، بهدف دعم العمارة في سورية خلال مرحلة إعادة الإعمار، وتوحيد كليات الهندسة المعمارية بمنهجية علمية تنافسية مبتكرة، لخلق روح التحفيز لدى الطلاب. وأضافت أن محافظة دمشق تعتبر شريكاً داعماً وأساسياً في عمل الكلية، حيث تعمل الكلية على تقديم حلول لإشكاليات حقيقية تواجه المحافظة.

وأوضحت أن المشاريع التي تم العمل عليها خلال المعسكر الصيفي شملت دراسة مناطق تاريخية في محافظة دمشق، مثل سور دمشق القديمة ومحور الجزماتية وشارع العابد، بالإضافة إلى تقديم بعض الحلول البيئية لمنطقة البرامكة. كما شملت المشاريع تعاوناً مع بقية الشركاء من الجامعات الأخرى، في إطار من التنسيق والتكامل لتحقيق أفضل النتائج التي يمكن أن تسهم في تحسين الواقع العمراني والبيئي في دمشق. وسورية.

 

وأوضح رئيس فرع الاتحاد في جامعة دمشق، المهندس قاسم العلي، أن المعسكرات الإنتاجية قد أعيدت إلى جامعة دمشق بعد توقفها خلال فترة الأزمة. وقد بدأت هذه المعسكرات بالفعل في كليات الهندسة الزراعية والهندسة الميكانيكية والكهربائية، واليوم في كلية الهندسة المعمارية، وقريباً في كلية العلوم.

 

وأشار المهندس العلي إلى أن التشاركية بين الكليات المعمارية في الجامعات السورية قد أظهرت تناغما ًملحوظاً، حيث أن المشاريع التي تم إنجازها تحاكي الواقع في المحافظات والمدن التي تمت دراستها.

 

ولفتت الدكتورة هلا مندو من كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث إلى أن المشاركة في المعسكر الصيفي ركزت على إعادة تنظيم مركز مدينة حمص بهدف إعادة الألق للمدينة وتعزيز حركة المشاة. وأشارت إلى أنه تم اقتراح إنشاء نفق ومساحات خضراء كجزء من الحلول المقدمة لتحسين البنية التحتية والتخطيط العمراني للمدينة. كما أكدت على أهمية التشاركية في هذا المشروع، حيث أسهمت في خلق بيئة لتبادل المعلومات والخبرات بين الطلاب والجامعات المشاركة، مما يعزز من جودة الأفكار والمخرجات التي تم تقديمها.

 

من جهته أوضح الدكتور جميل حزوري من جامعة حماة أن مشاركة كلية الهندسة المعمارية جاءت بهدف التعرف على الخبرات المتنوعة الموجودة في الجامعات الأخرى. وأشار إلى أن الكلية قدمت مشروعاً لإعادة تنظيم منطقة السلمية، حيث تم التركيز على تطوير البنية التحتية وتعزيز التخطيط العمراني للمنطقة بما يتناسب مع احتياجات المجتمع المحلي. كما أكد على أهمية تبادل الأفكار والمعرفة بين الجامعات السورية لتحقيق تطور مشترك في مجالات العمارة وإعادة الإعمار.

وأكد الدكتور من جامعة تشرين على أهمية مخرجات المعسكر الصيفي، مشيراً إلى أنها الفعالية الأولى التي تُنظم على مستوى كليات العمارة في الجامعات السورية، وأوضح أن تبادل المعلومات خلال المعسكر كان على أعلى مستويات الجودة، معرباً عن أمله في استمرار هذا التعاون لتمكين الربط الإقليمي.

 

وأضاف الدكتور أن جامعة تشرين تشارك على مستوى إقليمي في مبادرة طريق الحرير، حيث تبنت المحور الساحلي الذي يمتد من طرطوس إلى بانياس ثم جبلة وصولاً إلى اللاذقية. ويهدف هذا المشروع إلى خلق أقطاب تنموية في هذه المناطق، سواء كانت سياحية أو دينية أو تراثية، مما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والثقافية في المنطقة.

 

المعرض يعكس ثمرة جهود مشتركة بين طلاب من مختلف الجامعات، وتناول مواضيع متنوعة تتعلق بالهندسة المعمارية، وقدم حلولاً إبداعية وتطبيقات عملية على مشاريع واقعية، ما يعزز من مستوى التعاون الأكاديمي والعملي بين المؤسسات التعليمية والمجتمع المحلي.



عداد الزوار / 847841188 /