ترميز تنظيم التعبير عن بروتين المجموعة A2 عالي الحركة وتأثيراته على الأورام الخبيثة.. دراسة علمية في كلية الصيدلة

تُعدّ بروتينات المجموعة عالية الحركيّة High Mobility Group A2 (HMGA2) فئةً مميّزةً من عوامل الانتساخ Transcription Factors (TFs) التي تُعرف باسم "العوامل المعماريّة".

وتوجد آليّاتٌ متعدّدةٌ للتّحكم الدقيق في التّعبير عن بروتين HMGA2 على مستويات مختلفة، الأمر الذي يضمن ضبطاً جينيّاً دقيقاً يحافظ على التّوازن الخلويّ، حيث يكون التّعبير عن بروتين HMGA2 عالياً خلال التّطور الجنينيّ embryonic development ليغيب بعدها في أنسجة البالغين، إلا أنّ الدّراسات الحديثة بيّنت ارتفاع مستوياته مجدداً في أنواع مختلفة من السرطان. وأظهرت العديد من الأبحاث الدّورَ الذي يؤدّيه بروتين HMGA2 في عمليّة التّسرطن على مستويات متعدّدة من خلال تدخّله في العديد من العمليّات الحيويّة كتنظيم دورة الخليّة وموت الخلايا المبرمج وتكوين الأوعية الدّمويّة والتّحوّل الظهاري إلى اللحمة المتوسّطة وجذعنة خلايا السرطان وآليات إصلاح تلف الحمض النوويّ، لتكون محصّلة مشاركته في نهاية المطاف زيادة بقية الخلايا السرطانيّة.

 

وفي هذا الإطار أجريت دراسة علمية في كلية الصيدلة بجامعة دمشق عبارة عن مراجعة شاملة قدمت رؤىً معمّقةً حول بروتين HMGA2 بدءاً من تنظيم التّعبير الجينيّ وصولاً إلى سلوك البروتين الوظيفيّ، وسلطت هذه المراجعة الضّوء على الآليّات المهمّة التي تضبط التّعبير الجينيّ لـ HMGA2 وتوضّح أدواره الجزيئيّة في عمليّة التّسرطن، حيث برز HMGA2 كعلامة تشخيصية وتنبؤية محتملة للسرطان.

 

وقد ترتبط مستويات التعبير العالية عن بروتين HMGA2 بشراسة الورم واستجابته للعلاج، مما يُرشد الأطباء في اختيار استراتيجيات العلاج المناسبة، كما يُبشر تطوير علاجات مُوجهة ضد HMGA2 بخفض معدل الإصابة بالسرطان وتحسين التشخيص في مختلف أنواعه.

 

وبحسب نتائج الدراسة لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد العلاقة بين مستويات بروتين HMGA2 في الدم وأنسجة السرطان، حيث توفّر هذه الدراسة رؤيةً مستقبلية لإمكانيّة تطوير علاجات مُوجهة ضد بروتين HMGA2 لتحسين إنذار السّرطان.

 

 

 

 



عداد الزوار / 931855194 /