المؤتمر السنوي الأول للرابطة السورية للأطباء النفسيين يستعرض في يومه الأخير أبحاث وتجارب علمية في العلاجات النفسية والتحول الرقمي

تركزت موضوعات اليوم الأخير من المؤتمر السنوي الدولي الأول للرابطة السورية للأطباء النفسيين الذي عقد على مدرج جامعة دمشق حول العلاجات النفسية، والتحول الرقمي في الصحة النفسية.

  

وأوضحت الدكتور كارولين محسن من كلية العلوم الصحية جامعة دمشق في محاضرتها المعنونة "العلاج المعرفي السلوكي لتبدد الشخصية والواقع لدى المتضررين من الأزمات والزلازل “بأن الزلازل والكوارث الطبيعية تزيد من خطر الإصابة حيث يؤثر الضغط الشديد في العقل ويولد الانفصال عن الذات وبالتالي ينخفض إحساس الأمان لدى الأشخاص.

 

وبينت د.محسن  بأن العلاج المعرفي السلوكي يعد علاجاً فعالاً لكونه يركز على تغيير الأنماط الفكرية والسلوكية التي تؤدي إلى أعراض تبدد الشخصية واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وإيجابية وذلك من خلال تقديمه تقنيات أثبتت فعاليتها في علاج الغربة عن الواقع وتبدد الشخصية.

 

بدورها عرضت الدكتورة نور الحسن بحث علمي" أعراض اضطراب الشدة التالي للصدمة النفسية لدى عينة من العاملين في منظمات الرعاية الاجتماعية بمحافظة دمشق" لافتةً إلى أن الهدف من بحثها التعرف على الفروق على مقياس أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية لدى العاملين في المنظمات التي تُقدّم خدمات الرعاية الاجتماعية بمحافظة دمشق تبعاً لمتغيرات الجنس، المؤهل العلمي، عدد سنوات الخبرة.

 

وتوصل البحث في نتائجه إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على مقياس اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية ويعزى ذلك إلى متغير الجنس (ذكور- إناث)، وبالمقابل وجدت فروق بين إجابات أفراد عينة البحث وفق متغير المؤهل العلمي في الدرجة الكلية والأبعاد الفرعية، وكذلك كانت الفروق بين إجابات أفراد عينة البحث وفق متغير عدد سنوات الخبرة في الدرجة الكلية والأبعاد الفرعية.

 

واستعرضت الدكتورة فاطمة رشيد المنصوري من الإمارات العربية المتحدة خلال مشاركتها "أون لاين" تجربة عمل منصة Halek”" وهي منصة علاجية للصحة النفسية افتراضياً في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن هذه المنصة تقدم جميع أنواع الرعاية الذاتية للصحة النفسية، بهدف ضمان وصول الرعاية الصحية النفسية عالية الجودة وبأسعار معقولة.

 

   وفي محاضرتها "أون لاين" المعنونة "تقنية إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR) لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة" أوضحت الدكتورة رجاء جردي من جامعة تورز في فرنسا أن إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة ‏EMDR هو علاج نفسي تم إنشاؤه في عام 1987 من قبل عالم النفس الأمريكي والمعالج السلوكي فرانسين شابيرو، وتم الاعتراف بالأدلة العلمية لفعاليته في علاج اضطراب ما بعد الصدمة من قبل العديد من الجمعيات الدولية.

 وأكدت د. جردي العلاجات السلوكية المعرفية التي تركز على الصدمات والعلاج بالحركة العينية وإعادة المعالجة هي التي أثبتت فعاليتها في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، حيث تستخدم هذه العلاجات تقنيات التعرض، التي تنطوي على دعوة الشخص إلى تذكر أو تخيل الحدث المؤلم ليكون عرض ذكرياته في بيئة آمنة وداعمة.

 

 وقدم الدكتور بسام عويل من بولندا محاضرة عبر "الأون لاين" بعنوان "الإرشاد النفسي الجنسي المعاصر عبر الإنترنت: التقنيات والتطبيقات" مشيراً إلى أن الإرشاد والعلاج النفسي الجنسي هو أحد الفروع التخصصية الحديثة في خدمات الإرشاد والعلاج والذي يهدف إلى مساعدة الأفراد والأزواج والشركاء على الوعي بسماتهم النفسية الجنسية، وفهم وحل الصراعات المتعلقة بها، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الأسرية وخاصة بما يتعلق بالسلوكيات الجنسية المثيرة لقلق الأهالي بخصوص النمو الجنسي لأطفالهم.

 

 واستعرض أهم الأساليب والتقنيات العلاجية المستخدمة في الإرشاد والعلاج النفسي الجنسي وميزات الإرشاد والعلاج النفسي الجنسي" عن بعد" واستحقاقاته ومعوقاته.

 

وجاءت مشاركة الدكتور سلمان الشاعر من كلية الاقتصاد بجامعة دمشق ضمن إطار التحول الرقمي في القطاع التعليمي من خلال الإضاءة على تجربة نظرية وعملية بهذا المجال، وكذلك مجال التعليم الافتراضي ما قبل الجامعي، والأليات المستخدمة والأبحاث التي أجريت بهذا المجال، على اعتبار أن التحول الرقمي في التعليم أصبح ضرورة ويجب أن يكون الجميع مستعد للتعامل معه، كما تناول في محاضرته تحضير الدروس بطريقة الذكاء الاصطناعي وإيصالها للطلاب بطريقة مفيدة.

 

وعبر تقنية الذكاء الاصطناعي قدم الاستشاري في التحول الرقمي الدكتور أحمد شمدين محاضرة تفاعلية عن الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية تم خلالها عن طريق هذه التقنية الإجابة على العديد من أسئلة الحضور حول التحديات والفرص المستقبلية للصحة النفسية.

 

 وأكد شمدين أن الذكاء الاصطناعي التقليدي بدأ في السبعينيات من القرن الماضي ولكن منذ ثلاث سنوات بدأت ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي وهو عبارة عن تقنيات قادرة على التفاعل مع البشر وفهم اللغة التي يتحدث بها البشر والتفاعل معها واستنباط الأفكار في محاولة محاكاة طريقة العمل البشري وهناك دراسات كبيرة في هذا المجال.

 

 يذكر بأن المؤتمر استمر لمدة ثلاثة أيام على مدرج جامعة وشارك فيه أساتذة وباحثون متخصصون في الصحة النفسية والطب والإرشاد النفسي والتحول الرقمي من سورية ودول عربية وأجنبية.

 

 

 



عداد الزوار / 856467224 /