فعاليات اليوم الأول للندوة العلمية "الحفاظ على التراث والهوية" في كلية الآداب والعلوم الإنسانية

ناقش المشاركون في الندوة العلمية التي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق تحت عنوان "الحفاظ على التراث والهوية"، جملة من القضايا والمحاور التي تبرز أهمية التراث في بناء الهوية الوطنية وتعزيز قيم التعايش والتنوع الثقافي


وشهدت الجلسة الأولى من الندوة مشاركة لأكاديميين سلطوا الضوء على محاور متعددة تتعلق بإحياء التراث والهوية بالهوية الثقافية والتراث الإنساني، وعلى أهمية التنوع اللغوي والثقافي كعناصر أساسية في حماية التراث الإنساني، داعين إلى تضافر الجهود بين الجامعات والمؤسسات الثقافية لضمان استمرارية هذا التراث وصونه للأجيال القادمة


وقدم عميد كلية الشريعة الأستاذ الدكتور حسان عوض ورقة علمية بعنوان "المعالم الدينية في مدينة دمشق ودورها في إحياء التراث والهوية" تحدث خلالها عن الأهمية الثقافية والتاريخية للمعالم الدينية في مدينة دمشق، مشيراً إلى أن هذه المعالم ليست فقط مواقع دينية، بل تمثل جزءاً من الهوية الوطنية والثقافية لسورية


وأوضح أ. د عوض أن المعالم الدينية، مثل الجامع الأموي والكنائس التاريخية، تسهم في إبراز التعددية الثقافية والعيش المشترك، مشدداً على أهمية هذه المعالم في جذب السياحة وتعزيز الفهم العميق للتراث السوري


وتناول رئيس اتحاد الكتاب العرب  الدكتور محمد الحوراني في محاضرة بعنوان "التنوع الثقافي ودوره في تكوين الهوية الثقافية" أهمية التنوع الثقافي بوصفه ركيزة أساسية في تشكيل الهوية الثقافية لأي مجتمع، وأكد أن التنوع الثقافي يُعزز التعايش والتفاهم بين مختلف المكونات الاجتماعية، مما يؤدي إلى مجتمع أكثر شمولية وانفتاحاً، مشيراً إلى أن سورية تعد نموذجاً غنياً للتنوع الثقافي، حيث تلتقي فيها حضارات متعددة ساهمت في تكوين هوية وطنية فريدة، ودعا إلى تعزيز سياسات حماية هذا التنوع من خلال التشريعات والبرامج الثقافية


وسلطت الأستاذة سعدة سرحان الضوء في محاضرتها "دور اللسان الآرامي في حفظ التراث الإنساني" على الدور التاريخي للغة الآرامية في الحفاظ على التراث الإنساني، وبينت أن الآرامية ليست فقط لغة قديمة بل جزء مهم من التاريخ الحضاري للمنطقة، حيث كانت لغة التواصل والثقافة لعدة قرون، وأشارت إلى أن جامعة دمشق لديها معهد متخصص بتدريس اللغة الآرامية  يُسهم في صون الهوية الثقافية للسكان الأصليين الذين ما زالوا يستخدمونها في بعض المناطق، وشددت على أهمية دعم المبادرات التي تعمل على توثيق هذه اللغة وتعليمها للأجيال الجديدة


كما تضمنت الجلسة الثانية مجموعة من الأبحاث التي سلطت الضوء على التراث العمراني واللغوي، إضافة إلى التحديات البيئية التي تهدد المواقع الأثرية


واستعرض أ.د. قاسم الربداوي في محاضرته "دور العوامل الجغرافية في إشادة المباني التراثية - درعا أنموذجاً " تأثير العوامل الجغرافية والمناخية في تصميم وإقامة المباني التراثية في محافظة درعا، وأوضح كيف استُخدمت الموارد الطبيعية المتوفرة محلياً مثل الحجر الجيري في البناء، مما أعطى هوية مميزة للعمارة في المنطقة، وشدد على أهمية توثيق هذه المباني ودراسة أساليب بنائها للحفاظ عليها كجزء من التراث الوطني


كما تناولت د. ريم صحناوي في محاضرتها “مخاطر الزلازل على المباني الأثرية وإنقاذها من الدمار" التهديدات التي تواجه المباني الأثرية جراء الكوارث الطبيعية، وخاصة الزلازل، مع عرض دراسات حالة من مواقع أثرية سورية تعرضت لأضرار كبيرة، وقدمت توصيات حول استخدام التقنيات الحديثة في ترميم المباني الأثرية وتعزيز مقاومتها للزلازل، مع التأكيد على أهمية التخطيط الاستباقي للحد من الأضرار


وناقش أ.د. محمد العبد الله في محاضرة بعنوان "دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية"، أهمية اللغة العربية كعنصر أساسي في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية، وأشار إلى أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي حاضنة للتاريخ والتراث الفكري والحضاري، ودعا إلى تعزيز دور اللغة العربية في التعليم والإعلام والمجتمع، باعتبارها أداة فعالة في توحيد المجتمع والحفاظ على الموروث الثقافي.



عداد الزوار / 876589176 /