فعالية العلاج بالتعديل الحيوي الضوئي في تدبير الحلأ الشفوي الناكس: تجربة مضبوطة معشّاة في كلية طب الأسنان

الحلأ الشفوي الناكس (RHL) هو مرض فيروسي ناتج عن إعادة تنشيط فيروس الحلأ البسيط من النمط الأول (HSV-1) الذي يكون كامناً في الخلايا العصبية الحسية بعد العدوى الأولية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، هناك ما يقرب من 3.7 مليار فرد تحت سن 50 عاماً مصابون بفيروس الحلأ البسيط من النوع الأول، وهو ما يمثل 67% من سكان العالم.

 

ويُعتبر الأسكلوفير نظير النكليوزيد الغوانين الحلقي، الدواء المضاد للفيروسات النوعي لعلاج عدوى فيروس الحلأ البسيط، واكتسب تطوير عوامل جديدة مضادة للفيروسات في السنوات الأخيرة الكثير من الاهتمام، وعلى الرغم من أن العديد من هذه العوامل تم تطويرها بالفعل وتوظيفها في تدبير عدوى الحلأ البسيط، يبقى البحث عن مصادر جديدة للأدوية المضادة للحلأ يمثل تحدياً كبيراً للأطباء والباحثين في علوم الأحياء الدقيقة للتغلب على مشكلة تطور سلالات فيروسية مقاومة للأدوية، لذلك بات من الملح جداً فتح آفاق جديدة للبحث عن عوامل علاجيّة حديثة تعمل بآليات مختلفة عن نظائر النكليوزيد.

 

وفي هذا السياق أجريت دراسة في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق بعنوان: "فعالية العلاج بالتعديل الحيوي الضوئي في تدبير الحلأ الشفوي الناكس: تجربة مضبوطة معشّاة" بهدف تقييم الفعالية العلاجية للعلاج بالتعديل الحيوي الضوئي (PBMT) في تدبير الحلأ الشفوي الناكس (RHL) من خلال تقييم كل من الألم والشفاء السريري.

 

وأجريت التجربة المضبوطة المعشّاة (ثنائية التعمية) على 40 مريضاً يعانون من الحلأ الشفوي الناكس، قُسموا عشوائياً إلى مجموعتين، حيث تلقى 20 مريضاً العلاج بالتعديل الحيوي الضوئي باستخدام ليزر Diode (650 nm, 100mW, 4.7 J/cm2)، بالوضع المستمر للإشعاع، لمدة 120 ثانية، بالإضافة لكريم وهمي. في حين عولج 20 مريض ضمن المجموعة الضابطة باستخدام كريم الأسكلوفير 5% (5 مرات يومياً/ 5 أيام) بالإضافة لليزر غير المفعّل. وتم تقييم الألم في خمس أوقات مختلفة، كما سجل اليوم الذي لوحظ فيه اختفاء الألم بشكل كامل، واليوم الذي سقطت فيه القشرة عفوياً عن الآفات.

 

وأظهرت نتائج الدراسة أن مستوى الألم في المجموعة الضابطة أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بمجموعة العلاج الضوئي الحركي (PBMT) بعد التطبيق الثاني لليزر، بينما لم تكن الفروق معنوية بين المجموعتين في أزمنة التقييم الأخرى. كما اختفى الألم في مجموعة PBMT بشكل أسرع منه في المجموعة الضابطة، ولكن الفرق لم يكن جوهرياً من حيث الشفاء السريري.

 

وخلصت الدراسة إلى أن العلاج بالتعديل الحيوي الضوئي باستخدام ليزر Diode أبدى نتائج واعدة في تخفيف الألم المصاحب لآفات الحلأ الشفوي الناكس في ضوء المعلمات المستخدمة في هذه الدراسة.

 

 



عداد الزوار / 779906894 /