حروق المشتقات البترولية المكررة يدويّاً..دراسة تحليلية في مشفى المواساة الجامعي بدمشق

 تعتبر حروق المشتقات البترولية من أكثر أنواع الحروق التي تسبب أذيات شديدة سواء من حيث عمق الأذية ودرجة الإصابة أو من حيث المساحة الإجمالية للحرق، فضلاً عن ترافق هذا النوع من الحروق مع أذيات استنشاقية في أغلب الأحيان، وبالمحصلة حروق ذات إمراضية ونسب وفاة عالية.


وخلال السنوات الأخيرة سجلت وحدة الحروق في مشفى المواساة الجامعي بدمشق، زيادة ملحوظة بعدد المرضى المحروقين بالمشتقات البترولية المكررة يدويّاً، مع ارتفاع نسبة المراضة والوفيات التالية لها، وحول هذا الموضوع أجرى فريق بحثي من كلية الطب البشري بجامعة دمشق دراسة مقطعية مستعرضة تحليلية لهذا النوع من الحروق.



وتهدف الدراسة التحليلية إلى تحرّي الصورة السريرية المرافقة بشكل مفصّل وتفنيد الأسباب التي أدّت إلى حدوث هذا النوع من الحروق، مع اقتراح استراتيجيات للوقاية من حدوثها، وذلك بعد توثيق نسبة المراضة والوفيات العالية، والعبء الاقتصادي الكبير والمرهق للأنظمة الصحية التالي لحدوثها، فضلا" عن الأثر الاجتماعي المدمّر للأسرة السورية.



استغرقت الدراسة خمسة أشهر، وكانت نسبة هذا النوع من الحروق حوالي 48% من إجمالي مرضى الحروق المقبولين في المشفى، وهذه النسبة كانت الأعلى بالمقارنة مع ما تم توثيقه مسبقاً في الأدب الطبي في بلدان أخرى، فضلاً عن ذلك تم توثيق حدوث هذه الأذية بشكل أشيع عند فئة الأعمار الشابة وما يترتب على ذلك من خسارة للطبقة المنتجة في المجتمع.



وتبين خلال الدراسة أن هذه الحروق هي الأشدّ من حيث عمق الأذية والمساحة الإجمالية عند المقارنة مع أدبيات الطب في بلدان أخرى، إضافةً إلى المراضة الأشد والمتمثلّة بمدة الاستشفاء الطويلة والحاجة إلى الضمادات الدورية وجلسات الجراحة العديدة لتسريع عملية الشفاء، وما يترتب على ذلك من استنزاف للموارد الصحية الوطنية.



وللوقاية من حدوث هذه الحروق المأساوية، اقترحت الدراسة التحليلية عدة استراتيجيات ركّزت على تفعيل دور الأفراد، والمجتمع والجمعيات المحلية، إضافة إلى إِدخال عنصر الإعلام في هذه الاستراتيجيات، على أمل التخفيف من حدوث الاصابات قدر الإمكان.

 



عداد الزوار / 775901640 /