دراسة علمية في كلية العلوم تقترح حلولاً للحد من مخاطر التلوث الطفيلي في الخضراوات الورقية

 

يؤدي تلوث المياه وتدني مستوى العناية الصحية _وخاصة في البلدان النامية_ إلى ظهور اضطرابات الجهاز الهضمي وازدياد نسب الإصابة بالطفيليات المعوية لدى استهلاك الفواكه والخضروات الملوثة وغير المغسولة بطريقة جيدة، حيث تكون الخضروات وخاصة الورقية، معرضة للتلوث بمراحل طفيلية مختلفة (الكيس، البويضة، ، اليرقات) إما أثناء الري بمياه الصرف الصحي أو عن طريق التلوث المباشر من الحيوانات والبشر أو أثناء الحصاد والتعبئة والتجهيز والنقل والتوزيع والتسويق، وبالتالي يمكن لهذه المحاصيل أن تشكل مصدراً محتملاً لنقل الأمراض الطفيلية عن طريق الغذاء foodborne diseases.

 

وحول هذا الموضوع أجرى فريق بحثي من قسم البيولوجيا –كلية العلوم –جامعة دمشق دراسة علمية بعنوان "التقصي عن التلوث الطفيلي في الخضراوات الورقية المباعة من الباعة المتجولين في أسواق مدينة دمشق" " Investigation of parasitic contamination of salad vegetables sold by street vendors in city markets in Damascus, Syria" بهدف تقييم مدى انتشار التلوث الطفيلي وعوامل الخطر المرتبطة به خلال مرحلة تسويق الخضروات المستهلكة خاصة الورقية منها، وتقديم المساعدة للجهات المختصة في معرفة مستوى التلوث وتصميم برامج رصدية وتثقيفية شاملة.



وشملت الدراسة ثمانية أنواع من الخضار شائعة الاستهلاك (الخس، البقدونس، الجرجير، الكزبرة، النعنع، البقلة، الفجل، الطرخون) أخذت من باعة متجولين في أسواق المدينة. وأجريت على مرحلتين: الأولى مجهرياً، والثانية جزيئياً لتأكيد وجود بعض الانواع الطفيلية في العينات الملوثة.



وسجلت نتائج الدراسة انتشاراً مرتفعاً نسبياً للتلوث الطفيلي في الخضروات المباعة إما بنوع أو أكثر من الطفيليات في دمشق، و كان الخس أكثرها تلوثاً (29.5%)، ويمكن تفسير هذه النتائج بأن أوراق الخس لها أسطح خشنة تسهل التصاق الطفيليات بها والحفاظ على كيساتها وبيضها عند غسلها بالمياه الملوثة، إضافة لاحتواء الخس على ساق قصير جداً، يسمح بمزيد من الاتصال بالتربة ومياه الري. سجلت هذه الدراسة أعلى نسبة تلوث بالجيارديا المعوية Giardia duodenalis والمتكيسة الاريمية Blastocystis spp . وتم تاكيد ذلك بالطرق الجزيئية وتحديد مجموعات Assemblages.طفيلي الجيارديا لأجل تحديد مصدر التلوث الذي يمكن ان يكون ناجماً عن التماس المباشر مع البراز البشري أو استخدام مياه ري ملوثة، وبحسب النتائج كان Assemblage B. الأكثر تكراراً.



وبحسب نتائج الدراسة فإن ارتفاع معدل انتشار التلوث بمسببات الأمراض يؤكد على ضرورة غسل الخضار جيداً قبل تناولها وتطبيق رقابة صارمة على مناطق زراعة هذه المحاصيل، بالإضافة إلى إجراء حملات توعية حول التلوث الطفيلي ومصادر انتقاله، والتأكيد على تحديد مصادر التلوث ومراقبة مياه الري وضمان نظافتها.

 



عداد الزوار / 775860386 /