دراسة مقطعية عرضية تسلط الضوء على طريقة تعليم الأقران وفاعليتها في تعليم كيفية القيام ببحث علمي أكاديمي لطلاب جامعيين باختصاصات متعددة

يواجه التعليم العالي في البلدان النامية تحدياً يتمثل في العدد الكبير من الطلاب والمناهج الصارمة مما يتطلب طرقاً مبتكرة لدعم تعلم الطلاب.

وفي كلية الطب البشري بجامعة دمشق تم من خلال دراسة، تصميم نشاط جديد لتعزيز البحث الأكاديمي ومهارات التعلم الذاتي باستخدام تعليم الأقران بين طلاب المرحلة الجامعية وطلاب الدراسات العليا بهدف سد الفجوة في التعلم النشط في البلدان النامية.

 

جرى تصميم النشاط من قبل المؤلفين بغية تقديم نموذج للأنشطة اللامنهجية المستقبلية التي يمكن تنفيذها في سورية من قبل الأكاديميين والطلاب والتي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على مهارات الدراسة الذاتية لدى الطلاب، وكذلك من أجل فحص تصور الطلاب المختارين للدورة المصممة وطريقة تقديمها باستخدام تعليم الأقران وتقييم تأثير هذا المقرر على القدرة البحثية الأكاديمية للطلاب المختارين.

 

تم تقديم الدورة المصممة حديثاً لـ 20 طالباً من مختلف مجالات الدراسة في سورية (الاقتصاد، الهندسة المعلوماتية، الصيدلة والطب البشري). وجرى تيسير وإرشاد كل مجموعة من قبل طالب دراسات عليا وبإشراف أكاديمي من أستاذ مشرف.

 

وأبدى الطلاب تعليقات إيجابية حول تصميم الدورة وأهدافها وتنمية المهارات، أما عن المشاركين في الدراسة، فقد تم تضمين الطلاب والخريجين من الطب والصيدلة والهندسة المعلوماتية والاقتصاد في الاستبيان القبلي (المسح الأول)، ومن تم اختيارهم للدورة تم تضمينهم في الاستبيان البعدي (المسح الثاني).

 

وبشكل اجمالي قام 112 طالباً بملء الاستبيان الأولي، وتم اختيار 20 طالباً لحضور الدورة واستكمال الاستبيان الثاني حيث ركز البحث على مجموعة طلاب ما قبل التخرج من حيث وجهة النظر حول الدورة والمهارات المتقدمة ودور عملية التعلم المستمر.

كانت معايير القبول مستوى اللغة الإنجليزية المتوسط والأعلى، والقدرة على حضور الدورة بأكملها والالتزام بإكمال مقترح بحث مع المجموعة بحلول نهاية الدورة.

 

تم إجراء مقارنة بين مهارات البحث الأكاديمي للطلاب من خلال إجراء تقييم قبل وبعد الدورة. ولوحظ تحسن كبير في مهارات البحث في الأدب الأكاديمي (P < 0.05).

 

بالمحصلة، تناول هذا البرنامج منهجاً جديداً لتعليم الطلاب البحث الأكاديمي بهدف تعزيز التعلم الذاتي لديهم وقدرتهم على إجراء البحوث في سورية، وتم تصميم هذا النهج كنشاط خارج المنهج بسبب القيود المفروضة على تطبيقه ضمن المناهج الجامعية.

 

 استفاد تصميم الدورة من التعلم القائم على الأقران والتعلم الجماعي، وكان لدى الطلاب الجامعيين المشاركين تصوراً إيجابياً حول الدورة وقدرتها على تطوير مهاراتهم البحثية الأكاديمية بطريقة ذات دلالة إحصائية.

 

من جهة أخرى، قام طلاب الدراسات العليا الذين لعبوا دور الميسرين بتطوير مهاراتهم البحثية والتدريسية أيضاً من خلال الدورة. ويمكن أن تكون هذه الدورة اللامنهجية ومدتها 8 أسابيع مفيدة جداً لدعم التعليم العالي في العالم النامي، وأن تكون أساساً ممتازاً ومصدراً للأبحاث التي يقودها المجتمع في البلدان الفقيرة والمتضررة من الصراعات، مما يخلق فرصة تعليمية للبحث ومهارات التعلم الذاتي بين الطلاب في درجات دراسية مختلفة.



عداد الزوار / 775880123 /