دراسة علمية حول انتشار الأذيات العصبية وأشيع أنواعها في متلازمة جوغرن البدئية

 متلازمة جوغرن هي حالة مناعية ذاتية نادرة تؤثر على الغدد خارجية الإفراز وأنظمة الجسم الأخرى، يتجلى في ارتشاح الخلايا الليمفاوية في الغدد الدمعية والغدة النكفية والغدد اللعابية مما يسبب جفاف الفم والعينين، ولكنه قد يؤثر على مناطق أخرى مثل القصبات والبنكرياس والجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي.

 

وتؤثر متلازمة جوغرن على 0.5-1.0% من سكان العالم وتتراوح نسبة الإصابة العصبية فيها بين 1-3%. ونظراً لعدم وجود دراسات في سورية حول مدى انتشار الأعراض العصبية، أجريت دراسة بالتشاركية بين كلية الطب البشري بجامعة دمشق ومشفى دمشق بعنوان "الإصابة العصبية في متلازمة جوغرن البدئية" "Neurological Injury in Primary Sjogren’s Syndrome"

 

وسعت هذه الدراسة إلى معرفة مدى تواجد الأذية العصبية عند المرضى المشخصين متلازمة جوغرن البدئية وما الشكل الذي تأخذه هذه الأذيات وأي منها أشيع حدوثه.

 

 أجريت دراسة مقطعية في العيادات الخارجية في مستشفى دمشق بين كانون الثاني 2020 وكانون الثاني 2022. تم جمع عينة من 48 مريض مشخصين بالمتلازمة.

وشملت معايير الدراسة جميع المرضى الذين يعانون من متلازمة جوغرن البدئية وفقاً لمعايير الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم والرابطة الأوروبية لمكافحة الروماتيزم، في حين استبعد من الدراسة جميع المرضى الذين يعانون من أمراض روماتيزمية أخرى أو أمراض مناعية أو أمراض نفسية.

وخلال الدراسة تم إجراء فحوصات دم كاملة لجميع المرضى، بما في ذلك الأضداد المناعية. كما تم إجراء ايكو دوبلر للشرايين السباتية، بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، كما تم إجراء تخطيط دماغ كهربائي واختبار تحفيز الكمونات لحالات محددة.

 

ووفق نتائج الدراسة تم تسجيل ثمانية وأربعين مريضاً، من بينهم 6 ذكور و42 اناث، تتراوح أعمارهم بين 56.1 ± 10.3 سنة، كما تم العثور على أذية في الجهاز العصبي المركزي لدى 34 مريض. 85% من المرضى كان لديهم أعراض عصبية معممة، بينما وجد أعراض عصبية موضعة في 77,5% من المرض، وكان المظهر العصبي الأشيع هو الصداع، ثم الاضطرابات المعرفية والنمط الأكثر شيوعاً للصداع هو الشقيقة أظهر مؤشر بيك للاكتئاب زيادة كبيرة في مقياس تقييم اللامبالاة.

وأظهرت دراسة التغيرات المعرفية ارتفاعاً ملحوظاً في مؤشر فحص الحالة العقلية المصغرة، كما أظهر دوبلر الشريان السباتي وجود إصابة في 42.4% من المرضى، وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي نتائج إيجابية في 21 مريضاً ووجد إمكانات إيجابية محرضة في 52% من المرضى.

 

وأشارت الدراسة إلى أن وجود نسبة عالية من الصداع والتغيرات المعرفية والتعب يؤكد أن إصابات الجهاز العصبي مترافقة مع متلازمة جوغرن وأن الاصابات المعممة أكثر شيوعاً من الإصابات الموضعة، وارتبط ذلك بوجود أضداد جوغرن وظاهرة رينو، مما يشير إلى أن آلية الصداع قد تكون بسبب خلل وظيفي في بطانة الأوعية الدموية أو إصابة التهابية مناعية في الجهاز الوعائي العصبي.

 

كما تشير التغييرات التي ظهرت على الرنين المغناطيسي إلى تورط القشرة أمام الحركية، وارتبط وجودها أيضاً بإيجابية أضداد جوغرن، ويشير ذلك إلى أن الحدثية التهابية.

 

 وأوصت الدراسة بضرورة النظر بعناية في دور الجهاز العصبي المركزي في متلازمة جوغرن البدئية، ووجوب دراسة المرضى سريرياً ومخبرياً وشعاعياً، وخاصة التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن هذه الأذيات، إضافة لإجراء دراسات أكبر ومتعددة المراكز لتقييم الإصابات العصبية وتأكيد موجودات هذه الدراسة.



عداد الزوار / 775865350 /