دراسة علمية في مشفى البيروني الجامعي تسلط الضوء على العلاج الأفضل لسرطان الرئة غير صغير الخلايا المتقدم الحامل لطفرة جين EGFR

يشكل سرطان الرئة ثاني أكثر السرطانات خباثة وشيوعاً على مستوى العالم، ويترافق جزء هام منه بوجود طفرات جينية مثل طفرات جين EGFR  والتي تلعب دوراً في نشوئه واستجابته للمعالجة، وطُوّر عدة أجيال من الأدوية المضادة لهذه الطفرات، وأدت إلى تحسن النتائج العلاجية ونمط حياة المرضى.


هذا ما تناولته دراسة علمية في مشفى البيروني الجامعي بعنوان "اختيار العلاج الأفضل لعلاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا المتقدم الحامل لطفرة جين EGFR في البلدان منخفضة الدخل: مراجعة Optimizing the Treatment for Advanced Non–Small-Cell Lung Cancer with Mutated Epidermal Growth Factor Receptor in Low-Income Countries: A Review حيث تناولت مشكلة أن الأجيال الحديثة (الجيل الثالث) من علاجات سرطان الرئة الذي يحمل هذه الطفرات باهظة الثمن، وغير متوفرة في كثير من دول العالم، ما يخلق تشوشاً لدى الطبيب المعالج عند وضع خطة لعلاجه.

 
وتهدف الدراسة إلى اقتراح خطة معالجة تعتمد على الأدوية المتوفرة في مشافي سورية بما يحقق الفائدة المرجوة للمريض وبتكلفة وجدوى اقتصادية على الهيئات الصحية و المشافي.


واعتمدت الدراسة على طرائق متعددة ومنها جمع الدراسات السريرية التي قارنت العلاجات من الجيلين الأول والثاني والعلاجات من الجيل الثالث (الأحدث) بدءاً من عام 2003 وحتى عام 2022، ولُخّصت أهم النتائج، ثم جُمعت الدراسات التي تحرت الجدوى الاقتصادية لهذه الأدوية في دول مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة الدخل.


وتم مراجعة 17 دراسة سريرية تحرت علاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا الحامل لطفرة جينية من نوع EGFR، وأجريت هذه الدراسات في عدة دول حول العالم، وبينت الدراسة أن العلاجات الهدفية من الجيل الأول أعطت فائدة علاجية مقاربة لأدوية الجيل الثالث في استجابة المرض للعلاج، وحسنت من نمط حياة المرضى مع تأثيرات جانبية محدودة وخفيفة، إضافة إلى أنها ما زالت معتمدة في كثير من دول العالم، ويوصى بها من عدة مرشدات علاجية عالمية حتى الآن كعلاج بدئي لمرضى سرطان الرئة ممن يحملون هذه الطفرة الجينية.


كما أظهرت الدراسة أن العلاجات من الجيل الثالث (الأحدث) غير مجدية اقتصادياً حتى في الدول الغنية، وذلك بسبب غلاء ثمنها، وتحتاج إلى تخفيض سعرها لتصبح مجدية اقتصادياً ومتاحة لمختلف الدول.


واستنتجت الدراسة أنه رغم إعطاء الأدوية الحديثة نتائج أفضل، فإن أدوية الجيل الأول تعطي نتائج علاجية مقاربة ويمكن إعطاؤها في حال عدم توفر الأدوية الحديثة.

 
وتأتي أهمية الدراسة من كونها تسلط الضوء على مشكلة متكررة في سورية وهي عدم القدرة على تأمين العلاجات أو التقنيات الحديثة لغلاء ثمنها أو لصعوبة توريدها، وكمثال عنها علاجات السرطان، كما أنها تقدم حلولاً لهذه المشاكل التي تعترض النظم الصحية في الدول منخفضة الدخل بشكل عام وسورية بشكل خاص.

 

وتشكل الدراسة نموذجاً لحل مشاكل انقطاع أو عدم القدرة على توفير بعض العلاجات أو التقنيات الحديثة، وذلك عن طريق مراجعة الأدلة العلمية للعلاجات القديمة والحديثة واعتماد بدائل متوفرة أعطت فائدة علاجية مقاربة للتقنيات والعلاجات الحديثة ولكنها أكثر جدوى اقتصادية وممكنة التوريد إلى سورية.



عداد الزوار / 775651027 /