أبحاث علمية تثبت نجاعة استخدام المستخلصات النباتية الطبيعية في مكافحة الآفات

سبعة عشر بحثاً علمياً سلط الضوء على أهمية استخدام مستخلصات النباتية الطبيعية الصديقة للبيئة كبدائل للمبيدات الكيميائية في مكافحة الأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية، وذلك خلال ورشة العمل" استخدام المستخلصات النباتية قي مكافحة الآفات" التي نظمتها كلية الهندسة الزراعية ومركز بحوث ودراسات المكافحة الحيوية.

 

الدكتور زكريا الناصر تحدث لموقع الجامعة عن الأبحاث التي شارك بها مع مجموعة من الباحثين خلال الورشة حيث ركز البحث الأول على" تقييـم فاعلية المستخلص الزيتي والمائي لبذور الأزدرخت في مكافحـة حشرات المنّ Myzus persicae Sulzer ومقارنتها بالمبيدات الحشرية"، وأشار الناصر إلى أنّ هذه الأشجار توجد بالحدائق و جوانب الطرق كنبات تزييني في سورية، وهو من النباتات المهمة في مكافحة الآفات الحشرية والأمراض الفطرية، وتتوقف فاعلية مستخلصات النبات (plant extracts) على طرائق الاستخلاص الحديثة واستخدام المحاليل (solvents) المناسبة،  وتركيز المستخلصات الناتجة للحصول على المواد الفعالة بشكل مركز،  حيث تم الحصول على المستخلص الزيتي لبذور الأزدرخت وأعطت كفاءة عالية في مكافحة حشرات المنّ الأخضر التي تهاجم كثير من العوائل النباتية ، في فصل الربيع، نتيجة توافر الظروف الطبيعية والحرارة لهذه الآفة .

 

وذكر الباحث أنّ نجاح المكافحة بالمستخلصات النباتية يعتمد على توقيت الرش عند بداية ظهور الآفة وقبل تزايد تعداد الآفة، وبالنتيجة يُنصح باستخدام المستخلص الزيتي لبذور الأزدرخت كمبيد حشرات صديق للبيئة لمكافحة حشرات منّ الدراق الأخضر، وخفض الآثار السلبية على البيئة، كما لا يترك متبقيات سامة على المنتجات الزراعية".

 

وحول البحث الثاني الذي حمل عنوان" التركيب الكيميائي للزيت الأساسي لنباتات الختمية الدمشقية Alcea damascena (Mouterde) وفاعلية المستخلصات العضوية ضد فطريات التخزين" أوضح الباحث الناصر أن سورية تعتبر الموطن الأصلي لهذه النباتات و مستخلصات هذا النبات آمنة على الإنسان، باعتبار الكثير من منتجات الختمية تستخدم في الطب الشعبي لعلاج أمراض الجهاز التنفسي العلوي، ومضاد لتشنجات الجهاز الهضمي ومضاد للميكروبات. ومنتجات الختمية مسجلة بمنظمة الصحة العالمية ووكالة حماية البيئة الأوربية والأمريكية، وبالتالي فإنّ استخدام مستخلصات هذا النبات تعد آمنة عند استخدامها على ثمار الفاكهة كالبرتقال والتفاح والموز وغيرها أو على الخضروات في المخازن أو المعدة للتصدير لحمايتها من فطريات أعفان التخزين، كبدائل طبيعية للمبيدات الكيميائية ولا تترك أثار سامة للإنسان، وتتحلل سريعاً في مكونات البيئة.

 

أما البحث العلمي الثالث : "التحليل الكيميائي لمستخلصات ثمار الفلفل المستحي (Schinus molle) وفاعليتها في تثبيط الفطريات في ظروف المخبر"  ركز الباحثون فيه على مستخلصات ثمار الفلفل المستحي كونه من النباتات المُدخلة إلى سورية كنبات تزييني، وأعطى نجاحاً وتأقلماً جيداً تحت الظروف الطبيعية في سورية، إذ يستخدم كنبات تزيني وحراجي.

 

وتعد مستخلصات وزيوت النبات مهمة كون جميع أجزائه (الأوراق والأزهار والثمار)غنية بالزيوت الطيارة التي تتراوح نسبتها  من 2.5 حتى 5% وبالتالي له أهمية اقتصادية، واستخدم كتجارب على الكثير من أنواع الفطريات، حيث أعطى فاعلية عالية في تثبيط الفطريات التي تهاجم النباتات المزروعة في البيوت المحمية، كما ذكر العديد من الباحثين استخدامه الفعال بمكافحة الحشرات على الأشجار المثمرة كونه من المواد الطاردة.

 

ومن جامعة البعث عرض الدكتور محسن عبود بحثاً علمياً: " دراسة الأثر التآزري لخلائط ثنائية من الزيوت العطرية لنباتي الكزبرة والشمرة والمبيد الفطري تيوكونازول " ، مشيراً لأهمية البحث لجهة محاولة إيجاد صيغة للخلائط الزراعية أو خلائط المبيدات الكيماوية وهذا ما يساهم بتخفيف وتأخير ظهور سلالات مقاومة للمبيدات الزراعية بكافة أنواعها، وتحديداً الفطرية منها، حيث يعتبر ظهور تلك السلالات المقاومة المشكلة الأكبر التي تعاني منها المحاصيل الزراعية في سورية.

 

وبينت الدكتورة لافا هسام من كلية العلوم قسم بيولوجيا نباتية أن بحثها بعنوان "تقييم فعالية المستخلصات العضوية لبعض نباتات الفصيلة الشفوية (Lamiaceae ) في مكافحة مرض الذبول المتسبب عن الفطر  oxysporum Fusarium  على نبات البندورة في البيت المحمي" حيث يعرض  فاعلية الفطر المستنبت مخبرياً بقدرته على إحداث الإصابة على شتلات بندورة زرعت في أصص مخبرياً واعتبرت كشاهد مصاب ومن ثم تمت مقارنتها بشتلات نباتات مصابة باستخدام المستخلصات النباتية ريا على سطح التربة حيث تم الاستخلاص عن طريق جهاز من أوراق وأزهار النباتات في ري التربة تمت عملية الاستخلاص باستخدام جهاز (Soxhlete extractor ) بمذيبات عضوية الايتانول والبتروليوم ايثر والهكسان لكل من الأوراق والأزهار لنبات المردكوش Origanum vulgare  , واللافندر Lavandula angustifolia والزعتر السوري Thymus syriacus, بعد المعاملة تبين أنها تخفف من شدة ونسبة الإصابة حيث تفوقت مستخلصات الايتانولية للمردكوش بأنها أعطيت أعلى فعالية في مكافحة المرض مقارنة مع الشاهد المصاب من خلال  قراءة التأثير على اليخضور A و B والوزن الجاف للنبات بنسب مئوية مختلفة من مستخلص لآخر.

 



عداد الزوار / 775807116 /