حالة سريرية نادرة تكشف التعقيدات المرتبطة بالأورام الغدية الخبيثة بالقناة المرارية

 يعد سرطان القناة المرارية البدئي نوعاً غير شائعاً وعدوانياً من سرطان القنوات الصفراوية، ويشكل تحديًا كبيراً في الممارسة السريرية، ولتسليط الضوء على أهمية استراتيجيات الإدارة الفعالة في التعامل مع هذا الورم الخبيث المعقد - بدءًا من التشخيص الأولي وحتى التدخل الجراحي - أجريت في مشفى الأسد الجامعي حالة سريرية بعنوان " التحديات في تشخيص وتدبير سرطان القناة المرارية"

وتتضمن الدراسة الحالات السريرية الحديثة، من حيث التركيز على التشخيص والتداخلات والآثار المترتبة على تدبير هذا المرض، مع معدل انتشار يتراوح من 0.03% إلى 0.05%، (نادر جدا، اقل من 50 حالة مسجلة عالمياً) مما يساهم في 2.6-12.6% من الأورام الصفراوية خارج الكبد.

وتناولت الحالة السريرية مريض يبلغ من العمر 57 عاماً، مدخن يعاني من ارتفاع ضغط الدم، ظهرت عليه أعراض ألم شديد في المراق الأيمن، ويرقان، مع تغير لون البراز، وأظهر التشخيص بواسطة الطبقي المحوري ومرنان الطرق الصفراوية و التصوير الراجع للطرق الصفراوية وجود سرطان غدي حليمي متقرح يغزو جميع طبقات المرارة (2.5 سم)، مع بؤرة كبدية 0.5 سم مشتبهة.

وضعت خطة العمل الجراحي وإجراء الاستئصال الجراحي ومفاغرة صفراوية صائمية حيث تم استئصال المرارة والقناة الكيسية والقناة الجامعة وإعادة بناء الجهاز الصفراوي وضمان تصرف الصفراء عبر المفاغرة المذكورة مع باب الكبد، وأظهر الفحص النسيجي المرضي تكاثر الورم الغازي، والحفاظ على بنية العقدة الليمفاوية، وتنكس دهني كبدي حاد، وكانت الغدد الليمفاوية خالية من الورم، كما أظهرت خزعة الكبد الحميدة (0.5 سم) التهاب مزمن، وبالتشخيص النهائي تأكد وجود سرطان القناة الكيسية.

وبمتابعة المريض مع اختصاصين معالجة ورمية وتشريح مرضي، وضعت خطة للعلاج المتمم مع التركيز على كل الاعتبارات الورمية والمعارف الحديثة المتعلقة بهذا النوع من الأورام.

وبالنتيجة كشفت الحالة السريرية النادرة عن التعقيدات المرتبطة بسرطان القناة الكيسية الأولية والتي تعتبر تحدياً كبيراً، وأكدت على الطبيعة المعقدة لسرطان القناة الكيسية البدئي، كما تبرز الدور الأساسي لنهج متعدد التخصصات، وتحث على مساعي بحثية مستمرة لزيادة فهم وتعزيز منهجيات العلاج لهذا الورم الخبيث النادر والمعقد.