دراسة علمية لتعزيز صحة الفم للأطفال المصابين باضطراب ما بعد الصدمة من خلال تصميم نهج قصير المدى.

أثبتت العديد من الدراسات أن الصحة النفسية (MH) والصحة الفموية (OH) للأطفال النازحين تتأثر سلباً خلال فترة الحرب، وقد يكون ذلك نتيجة الإهمال الذاتي العام والمعاناة النفسية، وتشير الدراسات السابقة إلى أن الدعم النفسي والاجتماعي (PSS) ضروريان أثناء وبعد الأزمات الإنسانية للوقاية من اضطرابات الصحة النفسية قصيرة وطويلة الأمد.

في هذا السياق أجريت دراسة علمية بجامعة دمشق لتقييم فعالية برنامج قصير الأمد لتحسين الصحة النفسية (MH) والصحة الفموية (OH) لدى الأطفال النازحين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، من خلال إجراء دراسة سريرية شبه عشوائية شملت (118) طفلاً نازحاً تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاماً يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.

 

 استخدم في هذه الدراسة مؤشر رد فعل الإجهاد بعد الصدمة لدى الأطفال (CPTSD-RI) لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، وتم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين (مجموعة المعالجة ومجموعة المراقبة)، وجرى تسجيل الأطفال في مجموعة المعالجة في برنامج PSS لمدة 6 أسابيع والذي يحتوي على مكونات تعليمية حول صحة الفم مصممة خصيصاً لهذه الدراسة، وشمل التقييم السريري مشعر اللويحة الجرثومية (PI) والمشعر اللثوي (GI).

 

كما جرى أيضاً تقييم جودة الحياة المتعلقة بصحة الفم (OHRQoL) باستخدام استبيان الطفل (CPQ11-14) المخصص لهذا الغرض وكذلك تقييم متغيرات الدراسة في الأساس وفي نهاية البرنامج لكلا المجموعتين، واستخدم اختبار الرتب لويلكوكسون واختبار t للعينات المستقلة من أجل تحليل البيانات.

 

 وتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة لدى جميع الأطفال المشاركين مسبقاً، في البداية، لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية (P > 0.05) عند بداية البرنامج، ولكن بعد انتهاء البرنامج انخفض مشعر اللويحة (P = 0.000) والمشعر اللثوي (P = 0.000) وتحسنت جودة الحياة المرتبطة بصحة الفم CPQ11-14 وCPTSD-RI مقارنة ببداية الدراسة.

 وبينت نتائج الدراسة أنه يمكن أن يكون للبرنامج المصمم نتائج إيجابية في تخفيف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، (OH) و(OHRQoL) للأطفال النازحين. كما إن تطبيق برنامج متكامل للصحة النفسية والفموية للأطفال أثناء وبعد الأزمات الإنسانية يمكن أن يمنع حدوث الآثار سلبية قصيرة وطويلة الأمد للصحة النفسية والفموية. 



عداد الزوار / 776065357 /