المعهد العالي للتخطيط الإقليمي. ساهم منذ إحداثه بتقديم الدعم العلمي والتطوير المستمر لعلوم التخطيط التخصصي.

أحدث المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بجامعة دمشق بموجب المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2015 من أجل تخريج كوادر علمية وعملية في مجالات تخطيط المدن والتخطيط الإقليمي في إطار علمي منهج وإعداد البحوث المتعلقة بهذا المجال.

 ومنذ إحداثه كجهة أكاديمية ساهم المعهد بتقديم الدعم العلمي والخبرة والتطوير المستمر لعلوم التخطيط التخصصي وبناء الشراكات الفاعلة ورفع مستوى العاملين في الدولة بالتعاون مع الهيئات المختصة، وفق ما أفادت به عميد المعهد الدكتورة ريدا ديب.

يبلغ عدد طلاب الدراسات العليا في الماجستيرات الأكاديمية المسجلين في أقسام المعهد 159 تخرج منهم 15 طالب، وفي ماجستيرات التأهيل والتخصص قد تخرج 163 طلاب من أصل 219 وحالياً بصدد تخريج الدفعة الأخيرة وتضم نحو 54 طالب.

 

وأضحت الدكتورة ديب في تصريح لموقع جامعة دمشق بأن العمل في المعهد ينقسم إلى شقين أساسيين الأول الأكاديمي المعني بتأهيل الباحثين في علوم ومستويات التخطيط، والثاني التخصصي ويرتبط أكثر بالمهنيين العاملين في المؤسسات ذات الصلة بهدف تأهيل الموارد البشرية لمواكبة عملية إدماج التخطيط الإقليمي في عمليات التخطيط الوطنية مما جعل المعهد في دائرة اهتمام المؤسسات المعنية وشريك علمي هام في عمليات صنع القرار ضمن رؤية وفكر ربط الجامعة بالمجتمع.

تتوزع اختصاصات المعهد الأكاديمية إلى عدة أقسام منها، التخطيط الإقليمي الهيكلي الحضري ويهدف إلى دراسة الهياكل المكانية ومستوياتها وعلاقتها بالتنمية ويرتبط هذا الاختصاص بشكل أساسي باختصاص الهندسة المعمارية وتخطيط المدن وهناك التخطيط الإقليمي للموارد الطبيعية وحماية البيئة، الذي يعنى بدراسة الموارد المتاحة وتقييم الأثر البيئي وغيرها لتحقيق تنمية مستدامة ويرتبط هذا الاختصاص بالهندسة المعمارية والمدنية والزراعية والجغرافيا وقسم الطاقات المتجددة.

 التنمية الإقليمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية هي الاختصاص الأكاديمي الثالث حيث أن الاقتصاد هو غاية التنمية، ولا بد من دراسة المنافع ضمن مسار التخطيط الإقليمي ـ وفق ما أفادت به الدكتورة ديب ـ ويرتبط هذا القسم باختصاص الهندسة المعمارية والاقتصاد وعلم الاجتماع والجغرافيا.، ويختص القسم الأكاديمي الرابع بالتخطيط الإقليمي للبنى التحتية والخدمات والتخطيط الإقليمي اللوجستي الذي يهتم بالبنية التحتية لعملية التنمية، ويرتبط بدراسة الشبكات المتكاملة التي تشغل العملية التخطيطية ويرتبط بالهندسة المعمارية والمدنية والجغرافيا.

وأوضحت الدكتور ديب بأن المعهد يعمل سنوياً على تقييم المناهج باتجاه الاختصاص المطلوب والاطلاع على أحدث الدراسات وتوجيه الطلاب بأن لا تكون الدراسات البحثية روتينية، ووأن يكون لدى الباحثين في مرحلة الماجستير حالة بحثية مبتكرة تشكل أساس علمي أكاديمي مستقبلي.

يضم المعهد ثلاثة اختصاصات في ماجستيرات التأهيل والتخصص الأول يختص بهندسة المدن والتنمية الحضرية المستدامة ويعنى هذا الاختصاص بتجديد المدن وتنميتها المستدامة وفق علاقاتها المكانية العلوية والسفلية وفي هذا الإطار أشارت الدكتورة ديب بأن مخرجات هذا الاختصاص تتعزز كلما كانت العلاقة مع الجهات المعنية قوية كمؤسسات وزارة الأشغال العامة ووزارة الإدارة المحلية وغيرها وتم قبول أعداد لا بأس بها في هذا الماجستير الذي يستقطب خريجي هندسة العمارة والمدن والطاقات متجددة.

تأتي أهمية الاختصاص الثاني ـ ماجستير هندسة تصميم وتنسيق وتخطيط الحدائق والمحيط الطبيعي ـ لكونه يختص بدراسة الشبكات الأيكولوجية الحضرية على كافة مستوياتها المكانية بما يعزز الهوية والبيئة والمشهد الطبيعي ويدخل ضمن العوامل السياحية والتنموية ويستقطب خريجي العمارة والزراعة/قسم البستنة.

 أما الماجستير الثالث فيختص بالدراسات الإقليمية المتكاملة ويهتم بدراسة التخطيط من أجل التنمية المتكاملة ويستقطب اختصاصات متعددة تشكل فريق صنع قرار تنموي حقيقي كالهندسة المعمارية والمدنية والاقتصاد والحقوق والجغرافيا وعلم الاجتماع، ولفتت الدكتورة ديب إلى أن جميع هذه الاختصاصات تحقق أهداف تنموية وفق رؤية التشبيك الأمثل مع القطاعات المعنية.

يضم المعهد مركزين بحثيين وحالياً بصدد وضع لائحة داخلية لهما لتستقطب باحثين من كل الجامعات الوطنية والعالمية، وتؤكد الدكتور ديب بأن المعهد يشكل نواة لمركز دراسات يقوده خبراء، ومنذ انطلاقته استقطب مجموعة من الخبراء المعتمدين لديهم الخبرة والفكر المتجدد والمرن والمعهد منفتح دوماً على الخبرات المتميزة وفريقه العلمي يعمل كمجموعات عمل فالعمل الجماعي هو السمة الأساسية في المعهد وفق تعبيرها.

 وتؤكد عميد المعهد بأن روح العمل الجماعي انعكست إيجاباً على تنفيذ الخطة الدرسية والمواد جميعها مغطاة بالأساتذة حيث يتم إشراك أكثر من أستاذ في المقرر الواحد، والاتفاق على المادة العلمية والعملية يتم بالتنسيق مع رئيس القسم كما يجري إشراك الأوائل في المعهد بإشراف على بعض الجوانب العملية وكذلك القائمين بالأعمال.

مع نهاية العام الماضي نظم المعهد ورشة عمل حول منهجية الأبحاث لطلاب الدراسات العليا بمشاركة أساتذة ومختصين بالبحث العلمي وتضمنت موضوعات حول خطوات إنجاز البحث العلمي من حيث العنوان والإشكالية وكتابة الهدف وإدارة البحث بعد تسجيله وتؤكد الدكتورة ديب بأن نتائج الورشة كان لها أثر إيجابي، ولوحظ تقدم كبير في مخرجات سيمنارات الأبحاث بعد إلزام الطالب بإعادة السيمنار الواحد أكثر من مرة ولا يقبل من اللجنة العلمية حتى تكون نتائجه صحيحة.

يولي المعهد ورشات العمل أهمية كبيرة، ويجري إلزام جميع الطلاب باتباع ورشتين على الأقل قبل التخرج، وبرأي الدكتورة ديب هذا الأمر ساهم بإغناء مخرجات المعهد بشكل كبير من حيث تنمية الخبرة واستقطاب عدد كبير من الإدارات المعنية بهذا الأمر ومن هذه الورشات، مخططات المدن، تدمر، وميتروبول دمشق، ودمشق 2040: مدينة أحياء 15 دقيقة، تخطيط عمراني لمسار نهر بردى وورشة مدينة دمشق القديمة مدينة حيوية ومستدامة.

وأشارت ديب إلى اهتمام المعهد بالملتقيات العلمية وخلال السنوات القليلة الماضية تم عقد مؤتمرين دوليين استقطب فيهما عدد كبير من الأساتذة الجامعيين من دول أوروبية وعربية أسفرت عن اتفاقيات علمية عالية المستوى.

 

 

 



عداد الزوار / 774376948 /