استعمال مستخلصات أوراق التين السوري كمصدر طبيعي لمضادات التأكسد ..دراسة علمية في كلية العلوم

 تتنوع الثروة النباتية في سورية لاعتدال مناخها وخصوبة تربتها، ونتيجةً لزيادة الدراسات المرجعية على النباتات للاستفادة منها في الوقاية وعلاج بعض الأمراض لغناها بمضادات التأكسد الطبيعية، أجرى فريق بحثي من قسم الكيمياء في كلية العلوم _ جامعة دمشق دراسة علمية بعنوان: "تحديد محتوى الروتن والكيرستين المعزولان من مستخلصات أوراق التين السوري".

تسعى الدراسة العلمية إلى الاستفادة من بعض أجزاء النباتات المتوافرة في البيئة المحلية مثل أوراق أشجار التين والتي تعتبر مخلفات طبيعية، ودراسة المنتجات الطبيعية الأكثر وفرة فيها، والعمل على تحديدها وعزلها، مع الإشارة لغنى التين بالمركبات الكيميائية النباتية من مضادات التأكسد، المعادن، الفيتامينات والألياف.

 يتراكم الكيرستين في النباتات على شكل غليكوزيدات ويوجد في الطبيعة أكثر من 180 منها بصيغ مختلفة، وأكثرها توافراً مركب الروتن الضروري لصحة الإنسان لما له من تأثير وقائي لانتشار مرض السكري وتخفيف آثاره، إضافة لخصائصه المضادة للتأكسد والالتهابات، ورغم التشابه في صيغ كل من الروتن، الإيزوكيرسيترين والكيرستين، لكن هناك اختلافات في الخواص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، حيث يتفوق الكيرستين بخواصه المضادة للتأكسد على كل من الروتن والإيزوكيرسيترين إلا أن امتصاصه عبر الأمعاء الدقيقة ضعيف جداً لغياب الجزء الغليكوزيدي فيه، لذا اجتذب مركب الإيزوكيرسيترين الانتباه كمركب واعد لذوبانه الأعلى من الكيرستين في المحاليل المائية والحيوية، ولكن نشاطه المضاد للتأكسد أقل منه، لذا وجب مراعاة الإبقاء عليهما معاً أثناء الحلمهة الحمضية للروتن.

توصلت الدراسة إلى تحديد وفصل الفلافونوئيد الغليكوزيدي (الروتن) الأكثر وفرة في مستخلصات أوراق التينالسوري الإيثانولية والمائية كمياً، وذلك باستعمال الموجات فوق الصوتية، ومن ثم فُصلا لشكل الأجليكونيله بالحلمهة الحمضية للمستخلصات المدروسة ومن ثم تمت دراسة تأثير الحلمهة الحمضية في محتوى الإيزوكيرسيترين أيضاً وقُدر محتوى كل من الروتن والكيرستين المعزولان كمياً من المستخلصات المدروسة باستعمال الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء، كما عزل المركبان باستعمال تقنية كروماتوغرافية الطبقة الرقيقةTLC، ثم شخصت بواسطة مطيافية الكتلة.

أظهرت نتائج الدراسة أن نسبة الروتن في المستخلصات الإيثانولية 78.79%كانت أعلى منها في المستخلصات المائية 61.90% مع ملاحظة أن محتوى الكيرسيتين المتشكل نتيجة الحلمهة المائية أعلى في المستخلص الإيثانولي 81.00٪ منه في المستخلص المائي 72.53%. كما تم الكشف عن الإيزوكيرسيترين نوعياً وبلغت نسبة نقاوة الروتن والكيرسيتين المعزولين 99.80% و96.46% على التوالي.

خلصت الدراسة العلمية إلى أنه يمكن تحويل الروتن بسهولة إلى الكيرستين عن طريق الحلمهة الحمضية، مما يسمح باستعمال مستخلصات أوراق التين السوري كمصدر طبيعي مثالي ورخيص الثمن لمضادات التأكسد.