مؤتمر الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية يستقطب مشاركات واسعة من الجامعات السورية

شهد مؤتمر الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية الذي نظمته جامعة دمشق بالتعاون مع جامعة عجلون الوطنية في الأردن ومركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في اتحاد الجامعات العربية، مشاركة واسعة من الجامعات السورية الحكومية والخاصة من خلال أبحاث متنوعة شملت اختصاصات في الطب وطب الأسنان والفنون والعلوم الإدارية والقانونية والاقتصادية من جامعات دمشق وتشرين وحلب والفرات والجامعة الافتراضية واليرموك والأندلس.

 

الأستاذة الدكتور عبير الجوجو، من كلية طب الأسنان بجامعة دمشق، شاركت بمحاضرة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في طب الفم، الكشف عن سرطان الفم والاضطرابات الخبيثة المحتملة في الفم"، تحدثت فيها عن كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن سرطان الفم، إضافة إلى التنبؤ بالاضطرابات الخبيثة المحتملة من خلال تحليل الصور والفحوصات الطبية. مؤكدة على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص وسرعة العلاج، مما يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتقليل معدلات الوفاة الناتجة عن سرطان الفم.

 

وأوضحت د. الجوجو أن كلية طب الأسنان بجامعة دمشق قد خطت خطوات واضحة في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات، حيث تم تحكيم بحث في قسم تقويم الأسنان ضمن مرحلة الماجستير، يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لمعرفة نتيجة العلاج التقويمي مسبقاً، مؤكدة بأن هذا النوع من الأبحاث يسهم في تحسين دقة التنبؤ بنتائج العلاج، مما يساعد الأطباء والمرضى على اتخاذ، قرارات مستنيرة حول خطط العلاج ويساهم في تقليل الأخطاء وتحسين جودة الرعاية السنية.

 

وفي محاضرته حول تصنيف أمراض الشبكية باستخدام التعلم العميق، أوضح الدكتور وديع ناقيشة، من جامعة الأندلس _اختصاص هندسة طبية أنه تم تصميم برنامج يعتمد على تقنيات التعلم العميق، وتجريبه باستخدام عدد محدد من الصور الخاصة بالشبكية. وأشار إلى أن النتائج كانت بدقة عالية، مما يعزز من قدرة البرنامج على التشخيص الدقيق لأمراض الشبكية مؤكداً السعي لإضافة تحديثات جديدة إلى البرنامج بهدف تحسين الأداء وتوسيع نطاق التطبيق، خاصة وأن هذه التقنية ستسهم في تسهيل عملية التشخيص للأطباء، وتوفير تشخيصات دقيقة وسريعة لحالات أمراض الشبكية.

 

وبينت الدكتورة نهى حسين من المعهد العالي للغات أن مشاركتها في المؤتمر بمحاضرة موقع "توينكل" "Twinkl" الذي يعد منصة تقدم موارد تعليمية متعددة لمعلمي المدارس، مشيرةً إلى أن الموقع يتخصص بتوفير أنشطة تعليمية، وأوراق عمل، وخطط دروس، ومواد تعليمية تفاعلية تناسب مختلف الفئات العمرية والمناهج الدراسية، بما في ذلك تلك المتوافقة مع المناهج التعليمية في الدول العربية، ويستهدف الموارد التعليمية ويقدم هذه المواد عبر اشتراك مدفوع ويتيح أيضاً بعض الموارد المجانية.

وبين الدكتور محمود ضياف المحمد من جامعة الفرات أن مشاركته كانت من خلال محاضرة حول أتمتة النباتات الطبية والعطرية باستخدام البرمجيات الذكية بدون معرفة مسبقة". لافتاً إلى هذا التطبيق الذكي يساعد في التعرف على النباتات الطبية والعطرية من خلال خصائص دقيقة دون الحاجة إلى معرفة الاسم الحقيقي للنبات. وأكد أن الهدف من هذا التطبيق تسهيل الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالنباتات، مما يعزز استخداماتها في الطب والصناعة، ويدعم الأبحاث العلمية في هذا المجال.

 

وأوضح المهندس جعفر رامز أحمد نظام بأن مشاركته حول استخدام تطبيقات الذكاء لدى ضعيفي السمع لتحويل الكلام إلى نص مقروء ومكتوب بهدف زيادة الاندماج الاجتماعي وسهولة الحياة من خلال استخدام خوارزميات أو قاعدة بيانات مشيراً إلى تطلعات مستقبلية بتوسيع قاعدة البيانات وتوفير البيئة التشريعية والتقنية بالشكل الأمثل.


 

وأكد الدكتور محمد إياد الخياط  عضو اللجنة التنظيمية أن انعقاد المؤتمر يأتي في الوقت المناسب نتيجة الاهتمام العالمي بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتوسع باستخداماته في كافة المجالات، مشيراً إلى أن المؤتمر يركز الضوء على استخدامات الذكاء الاصطناعي ويسلط الضوء على استخداماته في كافة العلوم، من خلال الأوراق البحثية المتنوعة للباحثين والمشاركين الذين عرضوا عن تأثير الذكاء الاصطناعي في الطب والهندسة والعلوم الإدارية والاقتصادية واللغات الطبيعية، لافتاً إلى تقديم 60 ورقة بحثية إلى المؤتمر  تم انتقاء منها الأفضل آملاً أن تكون النتائج واعدة في هذا المجال.

 

وشاركت كلية الحقوق بجامعة دمشق ببحث مشترك لأربعة من طلاب الدراسات العليا في قسم القانون العام حول حاجة أخلاقيات ومخاطر الذكاء الاصطناعي  وحاجته إلى التنظيم القانوني، وأهمية حماية أمن شبكة الدولة من الاختراقات السبيرانية، مع ضرورة وجود معاهدات واتفاقيات لحماية  أمن الدولة و إحداث إقليم الإلكتروني أسوة بالأقاليم الأخرى للدولة البحرية والجوية والبري للدولة، كما تطرق البحث إلى المخاوف العالمية من ظاهرة المخدرات الرقمية وخطورتها عبر النغمات الصوتية الأحادية والثنائية الجانب التي يصدرها وتأثيرها على العقل اللاوعي متل تأثير المخدرات التقليدية، وضرورة تنظيمه بشكل قانوني من خلال ندوات توعية حول خطورة هذه الظاهرة.

 

جدير ذكره بأن مؤتمر الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية ناقش على مدى ثلاثة أيام موضوعات حول استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الشمول المالي الرقمي، وتفعيل آلياته وأخلاقياته ومخاطره، وحاجته للتنظيم القانوني، وأثره على الأمن الدولي، واستخدامه في الطب وطب الأسنان واللغات الطبيعية، ودوره في تطوير تعليم التصميم المعماري والتكامل الإبداعي بين العلوم والفنون في تعليم التصميم وتعزيز الطلاقة الفكرية، بمشاركة باحثين من سورية والأردن ومصر والعراق.



عداد الزوار / 847865448 /