خبراء دوليون يشاركون في المؤتمر السنوي الدولي الأول للرابطة السورية للأطباء النفسيين على مدرج جامعة دمشق.

 شهدت الجلسات العلمية للمؤتمر السنوي الدولي الأول للرابطة السورية للأطباء النفسيين الذي عقد بالتعاون مع جامعة دمشق تحت عنوان "تكامل مسارات الصحة النفسية". مشاركات علمية لخبراء دوليين في مجال الصحة النفسية أونلاين (online).

 

وشارك البروفيسور الإيطالي جيوفاني مارتينوتي، الذي يعد من أبرز الخبراء العالميين في مجال الطب النفسي، بمحاضرة حول أحدث التطورات في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج، مستعرضاً ألية عمل الإسكيتامين، وهو دواء مبتكر يعمل على مستقبلات N-methyl-D-aspartate (NMDA)  في الدماغ، مقدماً نظرة شاملة عن تحديات علاج الاكتئاب المقاوم، ومشيراً إلى أن حوالي ثلث المرضى لا يستجيبون بشكل كافٍ للعلاجات التقليدية. ثم انتقل إلى شرح الآلية الفريدة لعمل الإسكيتامين، واختلافه عن مضادات الاكتئاب التقليدية التي تستهدف الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورادرينالين.

 

وعرض مارتينوتي نتائج عدة دراسات سريرية حديثة أجريت على الإسكيتامين، مسلطاً الضوء على فعاليته السريعة في تخفيف أعراض الاكتئاب، كما تطرق إلى أهمية الدمج بين العلاج بالإسكيتامين والتدخلات النفسية، مؤكداً على ضرورة اتباع نهج شامل في علاج الاكتئاب المقاوم من خلال أمثلة على بروتوكولات العلاج المستخدمة في عدة مراكز أوروبية، مناقشاً كيفية تكييفها لتناسب السياق السوري.

 

وفي الجزء الأخير من المحاضرة، استعرض مارتينوتي بيانات من دراسة حديثة أجراها فريقه البحثي، والتي أظهرت تحسناً في الوظائف المعرفية والاجتماعية للمرضى الذين تلقوا العلاج بالإسكيتامين. وأكد على أهمية هذه النتائج في تحسين جودة حياة المرضى وقدرتهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية.

 

بدوره البرفسور محمد أديب عسالي من نيوزلندا شارك في المؤتمر بمحاضرة "أون لاين بعنوان " الزعفران لعلاج الاكتئاب، ممارسة الطب النفسي المبني على الأدلة " نوه فيها إلى أن الزعفران استخدم تقليدياً كمهدئ ومضاد للاكتئاب والالتهابات، وقد أثبت فاعليته كعلاج بديل للاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، وأظهر نتائج واعدة في دراسات متعددة.

 

واستعرض د.عسالي نتائج دراسة سريرية حول دور وفعالية الزعفران في إدارة الحالة المزاجية السيئة وعلاج الاكتئاب وأظهرت نتائج العينة التي تم استبيانها في الدراسة تفاوت في الآراء حول فاعلية الزعفران في علاج هذه حالات الاكتئاب.

وشدد البرفسور عسالي على ضرورة إجراء تقييم نقدي لأي تجربة سريرية في حال كان هناك تشكيك فيها للتأكد من المعلومات نظراً لوجود حدود للمعلومات المتاحة من حيث الجودة والموثوقية والتطبيق، كما أن التشكيك أمر ضروري عند اتخاذ قرارات بشأن التشخيص أو العلاج ولذلك فإن الطب القائم على الأدلة (EBM) وسيلة لقياس عدم اليقين الطبي، وبالتالي إدارته.

 

 وعرض الدكتور وليد السرحان الاستشاري الأول في الطب النفسي من الأردن دراسة حول الصحة النفسية للمرأة والاضطرابات العقلية الشائعة CMD)‏) مبيناً أن النساء تحاول الانتحار أكثر من الرجال بمعدل مرتين، وأن فقدان الشهية والشره المرضي يكون أكثر لديهن بثلاث مرات من الرجال وإن واحدة من اثنتين من النساء يصابون بالإدمان على الكحول خلال حياتهم وهم أكثر عرضة من الرجال للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.

 

وكشف الدكتور السرحان من خلال دراسته أن الصحة العقلية لدى المرأة مرتبطة بأحداث الدورة الإنجابية من حيث التركيز على اضطرابات المزاج، حيث تنتشر بشكل متزايد لدى النساء مقارنة بالرجال طوال مرحلة البلوغ، كما يرتبط زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق بأحداث الدورة الإنجابية بالنسبة لبعض النساء، لأسباب تتعلق بالتغيرات الهرمونية لديهن والحياة المجهدة، والتغيرات في المسؤوليات الشخصية والعائلية والمهنية.

 

واستعرض الدكتور السرحان الجوانب النفسية الاجتماعية والبيولوجية لعملية التلقيح الصناعي في الدورة الطبيعية بالتحفيز الأدنى مؤكداً ضرورة تضمين الجانب النفسي الاجتماعي للعقم، ودرجات جودة الحياة بعد العلاج، في منشورات معدلات نجاح التلقيح الاصطناعي، حيث يمكن أن يعمل نهج العلاج الشامل المتكامل على تخفيف ضغوط العلاج وتعزيز التعامل مع التأثير العاطفي السلبي والذنب بعد المرات غير الناجحة، وتقليل معدلات التسرب وبالتالي زيادة معدلات المواليد.

 

كما تطرق الدكتور إلى اضطراب الاكتئاب الشديد وعلاقته بفشل عملية التلقيح الصناعي لدى النساء المصابات بالعقم الأولي حيث تبين ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب بين النساء المصابات بالعقم بنسبة 80%، مع وجود نسبة نحو 26% من النساء المصابات بالعقم واللواتي لم ينجح لديهن التلقيح الصناعي مصابين بالاكتئاب، كما أظهرت النتائج بأن الاكتئاب كان مرتبط بشكل كبير بالتعليم، والدخل الشهري، ومدة الزواج، والتدخين، والأدوية، والأمراض المزمنة، والدين.



عداد الزوار / 844980629 /