يَحدثُ فقدانُ الأسنانِ بصورةٍ رئيسيَّةٍ بسبب النَّخرِ أو أمراضِ النُّسج حول السِّنِّيَّة، ويؤدي هذا الفَقْدُ إلى عواقبَ متعددةٍ، منها: اضطراب الوظيفة الماضغة، واضطراب النُّطق، وعدم الرِّضا عنِ المظهر، وهذا كلُّه قد يؤدِّي إلى تدهورِ الصِّحَّة العامَّة ونوعيَّةِ الحياة؛ لذلك كانَ من المهمِّ التَّعويضُ عنِ الأسنانِ المفقودة.
وتعدُّ الجّسورُ اللاصقة حلّاً سريعاً ومحافظاً ومحقِّقاً للنَّاحيةِ التَّجميليَّة، إلَّا أنّ معدلَ فشلِها العالي المُتمثِّل بنقصِ الثَّباتِ شكَّلَ خيبةَ أملٍ لكلٍّ من الطَّبيبِ والمريض على حدٍّ سواء؛ ممّا منعَ الممارسين من اتِّخاذِها واحدة من المعالجاتِ السِّنّيّة الشَّائعة، ولا يزال تأمينَ جسورٍ لصّاقةٍ ذاتِ ثباتٍ وديمومةٍ عاليةٍ يمثل الأولويَّة؛ لذا تبقى الحاجةُ مستمرةً إلى تطويرِ طرائقَ مختلفةٍ لمعاملةِ أسطحِها، والتأكُّدِ من فعّاليَّتِها للحصولِ على تعويضاتٍ ذاتِ نجاحٍ طويلِ الأمد.
في هذا الإطار أجريت دراسة علمية في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق بعنوان (مقارنة ثبات الجسور اللاصقة بطريقَتَي الشّبكة والتَّرميل) بهدف مقارنةِ ثباتِ الجسورِ اللاصقة المعاملة أسطحها بطريقتَين مختلفتين، وهما: طريقةُ الشّبكة ثلاثيَّة الأبعاد المصمَّمة والمصنَّعة عن طريقِ الحاسوب والمطبوعة بوِساطةِ طابعةٍ ليزريّة ثلاثية الأبعاد، وطريقةُ التَّرميل بحُبيبات أوكسيد الألمنيوم بحجم 250 ميكرون، مع توحيدِ العواملِ الأُخرى جميعِها.
واعتمدت الدراسة على تهيئة 48 قاطعةً سفليَّة، وصُبَّت ضمنَ القواعدِ الإكريلية باستعمالِ قالب موحَّد مصمَّم ومصنَّع حاسوبياً، ثم حُضّرَت لاستقبالِ 24 جسراً لصَّاقاً معدنيَّاً (N=24)، وقُسِّمَت عشوائياً لمجموعتين متساويتين (n1=n2=12) ثم عُومِلَ باطنُ أجنحةِ جسورِ المجموعة الأولى بطريقة الشَّبكةِ المصمَّمةِ والمصنَّعةِ حاسوبياً ذاتِ الثقوبِ محددَّةِ الشّكلِ ومضبوطةِ الحجمِ والمرتصفةِ بانتظامٍ على السّطح ولابد للإشارة أنّ مثبّتاته الدقيقة هذه حاصلة على براءة اختراع، وعُومِلَ باطن أجنحة المجموعة الثّانية بالتَّرميل بحُبيبات أوكسيد الألمنيوم بحجم 250 ميكرون، ثمّ أُلصقتِ الجسورُ باستعمالِ إسمنت راتنجي كيميائيّ التَّصلُّب, حيث ُخضعَتِ العيِّنات لاختبارِ الثَّبات باستعمالِ جهاز الاختبارات الميكانيكيِّ العامِّ حتى حدوث الفشل، ومن ثم حُلِّلَتِ البياناتُ باستعمال اختبار T ستيودنت للعيِّنات المستقلَّة عند مستوى الدِّلالة (α=0.05).
بيّنت نتائج الدراسة أنّ الفرق بين قِيَم قوى النَّزع حقيقياً بين المجموعتين، إذ بلغ المتوسِّط الحسابيُّ لقيَمِ قوى النَّزع لمجموعة الجسّور ذات تِقْنِيَّة الشّبكة ثلاثيَّة الأبعاد، 387.88N، والانحراف المعياري 24.15N أمَّا المتوسِّطُ الحسابيُّ لمجموعةِ الجسّور المرمَّلة كان 161.46N، والانحراف المعياري 31.25N.
كما أوضحت النتائج أيضاً أنَّ طريقةَ الشَّبكة ثلاثيّة الأبعاد حَسَّنَت قيمَ قوى الثَّبات بصورةٍ ملحوظةٍ مقارَنةً بتِقْنِيَّة التَّرميل بحُبيبات أوكسيد الألمنيوم، وحقَّقَت ثباتاً أعلى بمرَّتين ونصف تقريباً من نظيرتها.
Damascus University @ 2025 by SyrianMonster | All Rights Reserved