كلمة عميد الكلية الدكتور نجيب الغضبان

بسم الله الرحمن الرحيم

الزملاء أعضاء الهيئة التدريسية، أعزاءنا الطلبة، زوار موقع كلية العلوم السياسية في جامعة دمشق الكرام:

تحية طيبة وبعد:

يطيب لي، باسمي وباسم الزملاء في عمادة كلية العلوم السياسية، أن أرحب بكم عبر هذا الموقع الإلكتروني الذي يمثل نافذتنا المفتوحة على المجتمع الأكاديمي والعام، ووسيلتنا لتقديم صورة واضحة عن رسالتنا، ورؤيتنا، وأهدافنا في هذه المؤسسة العريقة.

تسعى كلية العلوم السياسية في جامعة دمشق لأن تكون صرحاً علمياً مميزاً في مجال الدراسات السياسية والعلاقات الدولية والاقتصاد الدولي على مستوى العالم العربي. وتنطلق الكلية من القناعة بضرورة إعداد كوادر مؤهلة تمتلك القدرة على فهم وتحليل التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة التي يشهدها عالمنا المعاصر، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.

تهدف الكلية إلى تحقيق التوازن بين التكوين الأكاديمي الرصين والانخراط الواعي في القضايا الوطنية، إدراكاً منها بأن العلم والمعرفة هما ركيزتا التقدم والنهوض، وأن السياسة – كعلم وممارسة – لا تنفصل عن واقع الناس وتطلعاتهم. ولذلك، حرصنا على تطوير مناهجنا التعليمية لتواكب أحدث الاتجاهات في العلوم السياسية، مع الحفاظ على خصوصية السياق الوطني والعربي الذي نعيش فيه.

وتضم كليتنا اليوم مجموعة من الأساتذة والباحثين في مختلف مجالات العلوم السياسية، من نظريات العلاقات الدولية، إلى النظم السياسية المقارنة، والاقتصاد السياسي، وغيرها من الحقول المعرفية التي تشكل أساساً متيناً لفهم العالم ومواكبة تغيراته. كما نفتخر بوجود طلاب وطالبات من مختلف المحافظات السورية، ونأمل أن نجذب طلبة من دول عربية شقيقة، ما يثري البيئة التعليمية ويجعل من الكلية فضاءً للحوار والتفاعل البنّاء.

نحن في عمادة الكلية نؤمن بأن العملية التعليمية لا تقتصر على قاعات المحاضرات، بل تمتد إلى النقاش الحر، والتفكير النقدي، والبحث العلمي الجاد، والمشاركة في الأنشطة العامة. ولهذا نشجع طلابنا على الانخراط في الندوات، وورش العمل، والمشاريع البحثية، إيماناً منا بأن هذه التجارب تصقل الشخصية وتكسبهم مهارات إضافية تسهم في إعدادهم لسوق العمل أو لمتابعة دراساتهم العليا.

وتسعى الكلية إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الوطنية ومراكز الدراسات، وكذلك مع الجامعات العربية والدولية، بهدف تبادل الخبرات والانفتاح على التجارب العلمية المختلفة، بما يتيح لأساتذتنا وطلابنا فرصاً أوسع للتطوير المهني والمعرفي.

إن المرحلة الراهنة بما تحمله من تعقيدات سياسية واقتصادية تفرض علينا كمختصين في حقل العلوم السياسية مسؤولية مضاعفة، ليس فقط في نقل المعرفة، بل في إنتاجها أيضاً، بما يخدم وطننا ويعزز مناعته الفكرية والسياسية. ونحن نطمح إلى أن يكون خريجونا قادرين على الإسهام الفعال في بناء مؤسسات الدولة، وصياغة السياسات العامة، والمشاركة الواعية في الحياة السياسية، فضلاً عن العمل في المجالات الإعلامية، والدبلوماسية، والبحثية.

وفي هذا الإطار، تسعى عمادة الكلية إلى تطوير بنيتها الإدارية والتقنية، وتحديث الوسائل التعليمية، وتوفير بيئة محفزة للبحث والإبداع، رغم ما نواجهه من تحديات تتعلق بالإمكانات المادية أو اللوجستية. ونحن على ثقة بأن روح التعاون بين جميع مكونات الكلية، من طلاب، وأساتذة، وموظفين، قادرة على تجاوز الصعوبات وتحقيق الأهداف المرجوة.

وفي الختام، يسعدنا أن يكون هذا الموقع بوابة تواصل حقيقية معكم، نضع فيه بين أيديكم كل ما يتعلق بأنشطتنا الأكاديمية، والإدارية، والطلابية، كما نرحب بأي اقتراح أو ملاحظة تسهم في تطوير عملنا والارتقاء بأدائنا.

نريد لكلية العلوم السياسية في جامعة دمشق أن تكون منبراً للفكر والحوار والانتماء الوطني. ونسعى جميعاً، بعزم وثقة، لأن نواصل هذا المسار بخطى ثابتة، واضعين نصب أعيننا مصلحة طلابنا، ورفعة جامعتنا، وخدمة وطننا الغالي.