بطاقة إنتاجية تصل الى ٤ متر مكعب من الغاز يومياً ..مشروع المخمر الحيوي ينطلق في كلية الهندسة الزراعية

تعتبر تقانة إنتاج الغاز الحيوي إحدى الطاقات النظيفة والمتجددة، والصديقة للبيئة حيث تعمل على تحويل المخلفات العضوية إلى مصدر للطاقة والأسمدة العضوية إضافة لدورها في حل مشاكل المخلفات و تخفيف تلوث البيئة.

 


وضمن هذا الإطار وانطلاقاً من اهتمامها بتعزيز الزراعة المستدامة عملت كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق على مشروع إنتاج الغاز الحيوي من الهواضم "المخمر الحيوي" في الكلية والذي يعتبر نموذجاً رائداً للشراكة بين القطاع الأكاديمي والمنظمات العربية والدولية.



وحول هذا الموضوع أوضحت عميدة الكلية الأستاذة الدكتورة عفراء سلوم أن افتتاح المخمر الحيوي هو ثمرة تعاون الكلية مع منظمة أكساد، ويهدف إلى تدريب الطلاب من جهة والقيام بأبحاث علمية من شأنها تطوير التنمية الزراعية المستدامة والتي تعتبر من أولويات الكلية وخصوصاً في مرحلة التغير المناخي الكبير الذي يعاني منه العالم حالياً ، مؤكدة حرص الكلية على إبقاء البحث العلمي في أرقى مستوياته، ونقل التقانات الحديثة والأساليب الجديدة من خلال التعاون مع القطاع العام والخاص والمنظمات المختلفة التي تعنى بتعزيز البحث العلمي وتشجيعه وتحفيزه وكل ما شأنه الارتقاء بالقطاع الزراعي.



وأكد الدكتور أمجد اليوسف مدير المنشأة الإنتاجية في الكلية على أهمية التوجه نحو الطاقات البديلة وخصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وضعف توريدات الوقود، وعليه تم العمل على إنشاء وحدة إنتاج الغاز الحيوي الهامة في الكلية والتي تسهم في إيجاد بدائل الطاقات، وهي رخيصة الثمن وتخفف من التأثير على البيئة، والأمر الأهم بحسب الدكتور اليوسف أنها تعد إحدى أهداف التنمية المستدامة لافتاً بإمكانية تطبيق هذه التجربة بالمناطق الريفية لكن بشكل أصغر وخصوصاً بوجود المخمر الحيوي المنقول، وهذا ما يتيح للعائلات الريفية القدرة على الاستفادة من الغاز الناتج، لافتاً إلى إمكانية استخدام الغاز أيضاً لإدارة المحركات كبديل عن البنزين والمازوت ولكن في الوحدات والمباقر الكبيرة.

 

 

وذكر خبير الطاقات المتجددة في منظمة أكساد المهندس توفيق خويص أن تقانة انتاج الغاز الحيوي تعالج المخلفات، فالمادة العضوية تقوم ببث غاز الميتان إلى الجو الخارجي مسببة احتباس حراري بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون، فحرق غاز الميتان يعتبر أمراً مفيداً، إضافة للاستفادة منه في عمليات الطهي وتوليد الكهرباء والتسخين والتدفئة واستخدامات الوقود الأخرى.

 


وأضاف خويص : ينتج عن هذه التقانة أيضاً مادة سمادية مفيدة للنباتات وللأرض لغناها بالمادة العضوية وعناصر النمو الكبرى والصغرى، إضافة لدوره في تحسين دخل المزارع حيث تسمح له بتربية الحيوان بالقرب من منزله، علاوة عن دورها الهام في الحفاظ على البيئة والحد من التلوث والتخلص من النفايات بالشكل الأمثل ومعالجة الصرف الصحي والقمامة ومخلفات مصانع الأغذية مثل الكونسروة والمسالخ وغيرها.. مبيناً أن حجم هذا الهاضم 14 متر مكعب ويستوعب يومياً 200 ليتر مادة سمادية مع ماء وينتج يومياً بحدود 4 متر مكعب غاز أي ما يعادل 4 أسطوانات غاز شهرياً سعة كل منها 14 كغ.



وبينت المشرفة العلمية على المخمر الحيوي المهندسة ديمة ديب أن استعمال تقنية سماد البيوغاز، وتطبيقها عبر تجارب تسميد يتيح معرفة تأثيرها في تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيميائية والخصوبية وزيادة انتاجيتها من القمح، وظهرت نتائج جيدة لتلك التجارب، أضف إلى ذلك الفائدة الكبيرة لجهة التخلص الآمن من المخلفات الموجودة في المزرعة، مؤكدة على نجاعة استخدام هذا السماد العضوي بدلاً من الأسمدة الكيميائية.



عداد الزوار / 775916588 /