ورشة عمل لعرض نتائج بحث /تقييم مقبولية ومعقولية واستراتيجية لتحسين جودة وسلامة الرعاية الصحية

عقدت جامعة دمشق ورشة عمل تحت عنوان “من الأبحاث للتطبيق” تم خلالها عرض نتائج البحث العملياتي "/تقييم مقبولية ومعقولية وفعالية واستراتيجية لتحسين جودة وسلامة الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والأطفال في المنظومة الصحية في أربع دول عربية من ضمنها سورية ومناقشة إمكانية الاستفادة من نتائجه العملية وتطبيقها في مشافي التوليد.
أن هذا الذي أنجزته جامعة دمشق  يعد نموذجا مهما ومتميزا يجب تشجيعه والعمل على تطويره إلى حد كبير لكونه يعد شكلا من أشكال التشاركية بين صانعي القرار الصحي والباحثين مشيرا إلى أن الأزمة التي تمر بها سورية أفرزت واقعا صعبا إلا أنه في الوقت نفسه كانت حافزا لاستمرار الجهود استجابة للتحديات الكبيرة التي نعيشها.
وأضاف الكردي .. إن الأبحاث التي تفتخر بها جامعة دمشق هي تلك التي استطاعت أن تنافس بها عالمياً للحصول على منح بحثية من جهات عالمية كمنظمة الصحة العالمية التي كانت على الدوام جهة شريكة وداعمة بإمكانياتها التقنية الكبيرة مقدمة الدعم  للعديد  من الورشات العلمية في جامعة دمشق وكذلك دعم الكثير من أبحاث كلية الطب وتقديم خبرات للجامعة في عدة مجالات وخاصة في التعليم الطبي.
وقالت ممثل منظمة الصحة العالمية بدمشق اليزابيت هوف أن سورية قبل الازمة كانت على وشك الوصول الى أهداف التنمية الصحية  العالمية مشيرة  الى أن المؤشرات والمشعرات الصحية في سورية  ضاهت بعض الدول الاوربية في مجال الرعاية الصحية وتقديم الخدمات للمواطنين.
وأشارت إلى أن رغم الظروف الراهنة في سورية إلا أن الباحثين والمختصين ما زالوا مصممين على البحث في المجال الصحي وقد كانت جامعة دمشق رائدة في مجال الابحاث الصحية مؤكدة إمكانية  دعم المنظمة لبعض الابحاث الصحية في سوريا وخاصة بما يتعلق منها بالصحة الانجابية  والمساعدة  في دعم البرامج الصحية وتأمين الاحتياجات للمواطنين السوريين  بما يضمن تطوير الواقع الصحي في سورية .
واشارت هوف الى أن موضوع البحث الذي تناقشه الورشة الذي شاركت به جامعة دمشق  وثلاث دول في المنطقة  ام جدا حيث تم التنسيق فيه مع خمس أقسام رئيسية في المنظمة بتمويل من  مكتبها الرئيسي بجنيف و بعض الدول المانحة ومن المفترض أن يساهم بتحسين الواقع الصحي للمواطنين  في سورية.
وبين  رئيس الفريق  البحثي، عميد كلية الطب البشري بجامعة دمشق الدكتور صلاح شيخة  أن  البحث الذي حصلت على تمويله الجامعة من قبل منظمة الصحة العالمية يهدف الى تحسين واقع  الرعاية الصحية الانجابية  للأمهات بالتشارك مع (مصر ، لبنان والضفة الغربية) نظرا لوجود تحديات مشتركة في هذا المجال  حيث  أجريت الدراسة على أمهات تعرضن لخطورة عالية أثناء الولادة  وشارفن على الموت وكذلك الاطفال بهدف دراسة هذه الحالات ومناقشة كيف تم اتقادهم وماهي الإجراءات التي يجب أن تبذل في المستقبل لتخفيض وفيات الامهات والاطفال بالاستفادة من الحالات السابقة.
وأوضح شيخة أن المشعرات الصحية في سورية  قبل الازمة  ومن خلال في دراسة اجريت بين جامعة دمشق  ووزارة الصحة كانت تشير الى وجود 17 حالة وفاة رضيع  في كل 100 الف وكان الهدف أن الوصول عام 2010  الى رقم  15،5 بالألف وعام 2020 الى 12 بالألف في حين  وقد وصل  معدل  وفيات الأمهات بآخر دراسة عام 2007 الى 57  حالة بالمئة ألف كاشفاً عن أن  نسبة 65 % من الوفيات  كانت بسبب النزف بكافة أنواعه  كما بلغت  نسبة الحالات التي كانت قابلة للشفاء 75% لافتا الى تراجع كبير في  وفيات الولادات قبل الازمة.
وأشار شيخة الى أن منظمة الصحة العالمية وافقت على دعم وتمويل البحث مع /14/ بحث آخر من أصل 250 بحث متقدم وقد تم اجراء البحث في مشفى التوليد الجامعي  حيث  تحديد الحالات  ومن ثم جمع المعلومات وتحليل الموجودات والاقرار بالتوصيات والفعل الذي يجب أن يطبق في المستقبل ومن ثم مرحلة التقييم لافتا الى أن البحث حقق أهداف متنوعة منها استقصاء اراء الاطباء واستجابتهم لاستراتيجية تحسين الجودة وبناء قدرات الأطباء في تطبيق استراتيجية تحسين الجودة بالتدقيق والتغذية الراجعة وتقييم تكلفة التدخل هذه ومعرفة العوامل المعيقة في المنظومة الصحية وكذلك تعزيز خبرات الفريق الباحث في اجراء البحوث العملياتية.
بدورها بينت  مديرة الصحة الانجابية في وزارة الصحة ريم دهمان أن نسبة الولادات على يد آمنة   وصلت نسبتها  عام 2009 الى 96%  وحسب المسح الصحي الاسري في هذا العام  وصلت  نسبة الوفيات الى  52  حالة في المائة الف ولادة وكان متوقع بأهداف التنمية الالفية أن  تنخفض  الوفيات مقارنة بعام 1990 الى 2014 الى  75% بينما تشير النسب العالمية  الى أن انخفاض  وفيات الأمهات وصل الى 45% مقارنة بعام 1990 بينما تجاوزت سورية معدل المتوسط العالمي  واستطاعت  تخفيض هذه  النسبة  الى 63%  ولكن بسبب الظروف  لم نستطع الوصول  الى الرقم  المتوقع  وهو 34 حالة وفاة في المئة الف ولادة .
وأشارت  دهمان  الى أن جودة الرعاية المقدمة للأمهات يجب أن تكون من أولويات الرعاية الصحية في سورية مبينة  أنه  خلال الدراسة التي أجريت  عام 2005 لوحظ وجود أسباب غير طبية  كانت سببا في الوفيات مثل نقص كفاءة وقلة معرفة ودراية الكادر المختص الأمر الذي يجعلنا بحاجة الى دراسة الحالات التي شارفت على الموت ولم  تصل الى الوفاة .
وقدمت الباحثة الدكتورة هيام بشور من قسم صحة الاسرة بكلية الطب عرضا عن البحث  مشيرة الى أن  الهدف من البحث تدخلي ضم  ثلاث مراحل الأولى تشكيلية لجمع البيانات التحضيرية وفي الثانية تم تطبيق  استراتيجية  التدقيق السريري والتغذية الراجعة والمرحلة الثالثة جرى تقييم الاستراتيجية  ومدى فعاليتها وفائدتها التي انعكست على صحة الام وعلى جودة  الخدمات المقدمة  للأمهات.      
كما أوضحت بشور أن هذه البحث امتد لأربع سنوات وهو أول بحث عملياتي في الجامعات السورية ضمن برنامج البحوث العملياتية لمنظمة الصحة العالمية حيث تم دعوة  كافة المعنيين من أجل الاستفادة من نتائج  هذا البحث حيث سيتم  تقديم النتائج النهائية لصانعي



عداد الزوار / 786623636 /