بدء أعمال المؤتمر السنوي لكلية الطب البشري بجامعة دمشق

افتتح في الأول من نيسان أعمال المؤتمر السنوي الخامس لكلية الطب البشري بجامعة دمشق الذي يقام بالتعاون مع هيئة تخطيط الدولة ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان
وأشار الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي إلى أن أهمية المؤتمر تكتسب خصوصية كبيرة انطلاقاً من الحاجة المستمرة إلى التواصل وتبادل الخبرة والمعرفة والاستفادة من البحوث العلمية والمواضيع المطروحة التي تركز على الجانب العملي في الممارسة الطبية لافتاً إلى الدعم الذي توليه الحكومة لتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال إحداث صندوق دعم البحث العلمي والمجلس الأعلى للبحث العلمي بهدف الارتقاء بمؤسساته وجعل التعليم الجامعي والدراسات العليا في متناول الجميع وفق معايير الجودة العالمية.
ولفت الوزير بركات إلى أن عملية تطوير منظومة التعليم العالي ركزت على المشافي التعليمية التي تشهد توسعاً في الاختصاصات والتجهيزات المتطورة إلى جانب تقديمها الخبرة والمشورة وإجراء البرامج التدريبية المختلفة والخدمات الصحية والطبية كمشفى البيروني الجامعي الذي يعالج مرضى الأورام مجاناً حيث خصصت الدولة ما يزيد على مليار ونصف المليار ليرة سورية قيمة أدوية كيماوية سنوياً لمعالجة الأورام في هذا المشفى كما أحدثت وحدات معالجة للأورام في جامعة تشرين وجامعة حلب مشيراً إلى إحداث المجلس الأعلى للأورام في المشافي التعليمية بهدف دراسة آليات صرف الدواء واعتماد البروتوكولات العلاجية للأورام ومتابعة الأمور العلمية في كل مراكز الأورام في تلك المشافي مشيراً إلى قانون المشافي الموحد الذي سيسهم في تحسين الخدمات الصحية ويوحد أسس وقواعد النظم الخاصة بالحوافز للعاملين وتنظيم العلاقة والمسؤوليات بهدف الارتقاء بمستوى الأداء في المشافي من جميع النواحي وربط الأجر بالإنتاج.
وأضاف: أن مجلس التعليم العالي أصدر قراراً بإجراء اختبار وطني كتابي موحد لطلاب السنة السادسة في الكليات الطبية في الجامعات الحكومية والخاصة بهدف توفير معايير موضوعية موحدة لتقويم مستوى خريجي كليات الطب البشري ووضع الضوابط المناسبة للتخرج.
وأشار إلى أن كلية الطب قطعت أشواطاً كبيرة باتجاه تحقيق الجودة على المستوى الوطني للتعليم العالي حيث سيتم تخصيص فرق وطنية لوضع معايير الجودة لكل الاختصاصات الدراسية ومنها الطبية لتطوير المناهج وفق حاجة المجتمع وسوق العمل.
من جهته أكد الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق أهمية الموضوعات التي يتناولها المؤتمر وانعكاساتها الكبيرة على التعليم العالي والبحث العلمي الطبي إلى جانب كونه يعقد في كلية عريقة مضى على تأسيسها ما يزيد على قرن من الزمن وكانت رائدة حركة تعريب العلوم في الوطن العربي كما قدم أساتذتها خدمات كثيرة في حقل الرعاية الصحية وتأمين مستلزمات البحث العلمي وتطويره. لافتاً إلى أن تنظيم هذه المؤتمرات يندرج في إطار الأداء والحرص على تقديم الأفضل وخاصة من خلال الاهتمام بمعايير الجودة في الكلية وتطوير مناهجها حيث اتخذت خطوات عملية في هذا المجال عبر التشارك في الحوار العلمي مع هيئات تعليمية خارج سورية إضافة إلى إقامة الدورات التدريبية على الأساليب الحديثة في التعليم الطبي والاستفادة من المشورة الفنية لخبراء دوليين إضافة إلى وضع أسس ومعايير اختيار أعضاء لجنة تطوير المنظومة التعليمية في الكلية.
وأوضح عميد كلية الطب بجامعة دمشق الدكتور صالح داوود أن مؤتمر الكلية لهذا العام يضم مبادرة جديدة وهي اليوم العلمي الطلابي الذي يسهم فيه الطلاب بأبحاثهم الخاصة التي أجروها خلال حياتهم الجامعية ويجمع الكثير من الباحثين والأطباء بهدف تعميق الحوار وتطوير خطط مشتركة في البحث والتدريب والتدريس.
وأشار داوود إلى أن المحاور والمواضيع التي سيتم بحثها خلال المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام ستسهم في زيادة الخبرة والمعرفة النظرية للطبيب وتحسين مهاراته اليدوية والعملية إلى جانب ورشات العمل والمحاضرات العلمية لمختصين وأطباء من المشافي والجامعات والضيوف الأجانب ما سيعمق التبادل المعرفي العلمي بهدف الوصول إلى أفضل الطرق لتدبير الحالات المرضية وتحسين صحة المرضى بشكل عام.
بدوره أشار ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية أسر أحمد طوسون إلى أن العالم يشهد اليوم ظاهرة تحول سكاني تتمثل بارتفاع متوسط العمر المتوقع في العديد من مناطق العالم لذا فإن المرحلة المقبلة تشكل اختباراً للقدرة على تقديم خدمات الرعاية الصحية وغيرها من القضايا التي تؤثر على كبار السن الأمر الذي يتطلب استجابة سريعة لتحقيق التوازن بين الأعداد المتزايدة من المسنين مع الأعداد الكبيرة للشباب.
ولفت إلى أن الاستثمارات التي يتم ضخها حاليا في مجال الصحة بما في ذلك الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والتعليم وخلق فرص العمل ستعمل على إرساء أساس متين لتحقيق النمو الاقتصادي ما يعزز قدرات المسنين في المستقبل مؤكداً ضرورة الاهتمام بالصحة من مرحلة الطفولة والبناء على القيم الإيجابية في الثقافات للتشجيع على حماية واحترام كبار السن وتأمين الحياة الأمنة لهم بالتشارك مع الجهات الوطنية والأهلية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لرعاية المسنين.
وشمل المعرض الطبي العلمي الذي افتتح على هامش المؤتمر العديد من الشركات الطبية في مجال الأنظمة الطبية وتجهيزات المشافي وغرف العمليات والعناية المشددة والأدوية والتغذية إضافة إلى دور نشر مختصة بالكتب العلمية والطبية.
وركزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على موضوع التشيخ النشط والمسائل التي تتعلق بانعكاسات الوضع العالمي على السياسات الصحية لرعاية المسنين.
وتحدث الكساندر كلاش سفير التشيخ بالعالم من البرازيل في محاضرته حول التشيخ في العالم ولاسيما في سورية ودور الرعاية والعناية الطبية والصحية في ضمان عمر الإنسان لفترة أطول وبصحة جيدة إلى جانب السبل الكفيلة لتحقيق ذلك من خلال الاهتمام بالصحة الشخصية والسلوك ونمط الحياة والتغذية الصحيحة والابتعاد عن التدخين والكحول والمحافظة على الوزن وممارسة الرياضة مشيراً إلى ضرورة مشاركة القطاع الخاص مع الحكومي لتنفيذ برامج في المجتمع تضمن البيئة النظيفة وتشجع الاهتمام بالصحة.
كما تحدث الدكتور سعيد أرناؤوط المستشار الإقليمي لصحة المسنين في منظمة الصحة العالمية في القاهرة عن التشيخ في شرق المتوسط ولاسيما في ظل تزايد نسبة الاشخاص الذين بلغوا من العمر 60 عاما فاكثر بالنسبة لمجموع السكان وتنخفض نسبة الأطفال والناشئة الأقل عمراً من 14 عاماً بالمقابل.
حضر الافتتاح أمين فرع جامعة دمشق للحزب الدكتور جمال العباس ومعاون وزير التعليم العالي للشؤون المشافي وأمين مجلس الاختصاصات الطبية في جامعة الدول العربية وعدد من مديري المشافي التعليمية وأطباء من الجامعات وخبراء من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان وأطباء من عدد من الدول العربية والأجنبية.
ويناقش المؤتمر آخر المستجدات العلمية والطبية الحديثة في مجال رعاية المسنين ومكافحة العدوى والتخدير وتسكين الألم والجراحة والصحة العامة إلى جانب إسهامات الطلاب البحثية بمناسبة اليوم العلمي الطلابي بالأبحاث التي قاموا بها أثناء حياتهم الجامعية.

 



عداد الزوار / 775566002 /