الملتقى العلمي السوري الألماني للحماية من العنف المنزلي

بدأت في السابع من شهر تشرين الثاني بجامعة دمشق فعاليات الملتقى العلمي السوري الألماني للحماية من العنف المنزلي والذي ينظم بالتعاون بين الجامعة ومعهد الطب الشرعي في جامعة هامبورغ والهيئة السورية لشؤون الأسرة ووزارات الصحة والتربية والداخلية والأوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل والمغتربين والرابطة السورية للطب الشرعي ويستمر ثلاثة أيام.
وقال الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق إن الملتقى يسعى إلى التعمق في ظاهرة العنف اللاحضارية ومعالجتها نظراً لازدياد نسبة العنف في العالم بشكل عام كنتيجة طبيعية للأزمات الاقتصادية والحروب والكوارث الطبيعية وما يتعرض له الإنسان المعاصر من ضغوط نفسية تثقل كاهله موضحا أن الملتقى ليس الأول من نوعه بين الجامعة وجامعة هامبورغ فالجامعتان تربطهما علاقات علمية وأكاديمية وثيقة.
وأشار معلا إلى أن مشكلة العنف عميقة الجذور في التاريخ الإنساني ومترسخة في بعض المجتمعات والأذهان التي لا ترى للطفل أي حقوق لافتا إلى أن سورية من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، ما يعكس اهتمامها وقناعتها الراسخين بضرورة مكافحة العنف المنزلي إيماناً منها بحق الإنسان في حياة كريمة توفر له الأمن النفسي والجسدي ليتمكن بدوره من المساهمة الفعالة في بناء المجتمع وتقدمه ورفاهه.
وأشار رئيس جامعة دمشق إلى أن الجامعة تسهم بكل ما لديها من وسائل وإمكانيات في نشر الوعي حول هذه الظاهرة والحد منها وإجراء الدراسات المسحية والاجتماعية والنفسية حولها للوقوف على أسبابها والعمل على استئصالها كاملة من المجتمع، منوهاً بجهود كلية التربية في دراسة هذه الظاهرة بكل أشكالها وأبعادها وسعيها الجاد للحد منها بالتعاون مع الجهات كافة وإدخال مقرر استراتيجيات حماية الطفل من الاهمال وسوء المعاملة كجزء من خطتها الدراسية يعين المعلمين والمرشدين النفسيين على حسن التعامل مع الأطفال واليافعين بكل فئاتهم العمرية.
من جهتها قالت الدكتورة انصاف حمد رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة إن الهيئة تولي قضية العنف المنزلي اهتماماً خاصاً حماية للأسرة وتعزيزاً لروابطها وإدراكاً لدورها الهام في مسيرة سورية التنموية، مضيفة أن الهيئة أجرت العديد من الدراسات بهدف دراسة الظاهرة والتعرف على أسبابها ومعالجتها وأن الملتقى فرصة جيدة لتبادل المعلومات والخبرات بين الجامعات السورية والألمانية في هذا المجال.
بدوره قال مدير معهد الطب الشرعي ورئيس الوفد الألماني كلاوس بيشيل إن العنف المنزلي واحد من الأسباب الكثيرة للعنف المنتشر في المجتمع لافتا إلى دور التربية المنزلية التي يتلقاها الطفل في صغره وانعكاسها على شخصيته العنيفة وسلوكه الخطير.
من جهته أشار السفير الألماني بدمشق أندرياس راينيكه إلى أهمية الملتقى في تسليط الضوء على هذه الظاهرة الآخذة بالازدياد والهدف النبيل الذي سيقدمه في دراسة أسبابها ووضع حد للعنف الموجه ضد الأطفال والنساء لافتاً إلى اهمية الملتقى لجهة التركيز على نوعية العلاقات الأسرية وآثار العنف على صحة الطفل وتطوره البدني والنفسي والاجتماعي.
من جانبها اعتبرت ممثلة هيئة التبادل الأكاديمي الألمانية في سورية (داد) اولريك ميتر الملتقى فرصة لتمازج العديد من الاختصاصات العلمية في دراسة الظاهرة كالمحامين والباحثين الاجتماعيين والأطباء البشريين والشرعيين والعاملين في مجال التربية، منوهة بدعم الجامعات السورية والجهات المعنية لهذه الفعالية ودورها في إحداث تغييرات مجتمعية كبيرة تدعم الأسرة ودورها في عملية التنمية.




عداد الزوار / 775518207 /